كتب .. حافظ مراد
التقطت هذه الصورة قبل سنوات لطفل يمني يقف أمام مدرعة عسكرية، موجها سلاحه اللعبة نحوها، قيل أنها في عدن، هذه الصورة مؤثرة جدا وتلخص الكثير من التعقيدات والتحديات التي يواجهها اليمن واليمنيون.
الصورة، بكل ما تحمله من رمزية، تعيد إلى الأذهان صور أطفال فلسطين وهم يواجهون الدبابات والمدرعات الإسرائيلية بالحجارة، في تعبير عن الشجاعة والتحدي في وجه القوة الغاشمة، والمقارنة بين هذه الصور والأحداث تُظهر كيف أن الأطفال في مناطق النزاع يجسدون في تصرفاتهم البسيطة والعفوية أعمق معاني المقاومة والصمود، وظهور الطفل اليمني من خلال هذا الفعل الرمزي يشير إلى الرفض الشعبي للتدخلات الأجنبية في أي بلد ومنها اليمن، وهذا ما عبر عنه الطفل بقوة الفطرة والهوية اليمنية الأصيلة، التي تأبى الخضوع أو القبول بالوضع الراهن دون مقاومة.
اليمن، بلد ذو تاريخ طويل من الحضارة والثقافة، ويعاني منذ سنوات من حرب مدمرة أشعلتها مليشيا الكهنوت الحوثي الإرهابية، مما أدى إلى أزمة إنسانية من بين الأسوأ في العالم، والتدخلات الأجنبية، بما في ذلك دور التحالف العربي ضد التدخلات الإيرانية ومليشياتها في اليمن والمنطقة، والتحالف الأمريكي البريطاني والدولي الذي أتي بذريعة حماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر من الاعتداءات الحوثية المتطرفة، أثارت الكثير من الجدل والانتقادات بسبب تأثيرها على تعقيد النزاع وإطالة أمده.
مغامرات الحوثي وتبعيته الفضائحية لإيران مشروعا وعقيدة وتخريبا جلبت الدمار والفقر والتشرد ..وتسعى لضرب النسيج الاجتماعي والسلم في مقتل.
ولتجنب المزيد من المشاكل والتعقيدات علينا أن نحتشد لوأد الحوثي ومشروعه الايراني الإرهابي، لنسد كل الأبواب التي يعبر من خلالها الخراب..
وفي المثل الشعبي :” اضبط كلبتك ” تلخيص للحالة الحوثية التي بضبطها سنعفي أنفسنا ووطننا من شرور الكلاب.
الصور والمواقف التي تُظهر مثل هذه الأفعال الرمزية من الأطفال تشدد على الحاجة الماسة لإيجاد حلول عاجلة تنهي النزاعات وتضع حدا للمعاناة، والسلام والاستقرار في اليمن ولن يتحققا إلا من خلال إنهاء التدخل الإيراني وكبح أدواته، والحوار البناء والتفاهمات الشاملة بين المكونات الوطنية التي تراعي مصالح ورفاهية الشعب اليمني ويجب أن يُعاد الأمل لجيل الأطفال، ويتم إنتاج مستقبل أكثر أمانا وازدهارا.