كريتر نت : متابعات
أعلن منظّمون الجمعة أن رحلة الحج اليهودية السنوية إلى جزيرة جربة التونسية المقرّر إجراؤها في مايو ستقتصر على الشعائر الدينية داخل كنيس الغريبة بسبب الحرب في قطاع غزة.
ومن المقرّر أن تتم الزيارة السنوية هذا العام إلى الغريبة الذي يعدّ أقدم معبد يهودي في إفريقيا والذي يجذب عادة الآلاف من المؤمنين اليهود من جميع أنحاء العالم، في الفترة من 24 إلى 26 مايو.
وقال المنظمون في بيان “يُعلم رئيس هيئة تنظيم الزيارة السنوية الدينية لمعبد الغريبة، أنه تقرّر أن تُنظّم فعاليات الزيارة الدينية لمعبد الغريبة هذه السنة بالاقتصار على ممارسة الطقوس الدينية داخل المعبد دون سواها”.
وقال أحد المنظمين لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم الكشف عن هويته، إنّ “الحج لم يُلغَ لكنّه سيقتصر على الشعائر الدينية”، مضيفاً أنّه “تمّ اتخاذ القرار بشكل استثنائي بالنظر إلى السياق الدولي”.
ووفق المصدر ذاته، “لن يكون هناك جانب احتفالي… فقط إمكانية القدوم للصلاة وإشعال الشموع، كلّ شيء سيتم داخل الكنيس”.
وأضاف المصدر أنّه من المحتمل أن يكون هناك عدد قليل من الزوار من الخارج، موضحاً أنّه لن تكون هناك رحلات منظمة. وأشار إلى أنّ الزوار المحتملين سيأتون “على أساس فردي فقط”.
في العام الماضي، شهد موسم حج الغريبة عودة قوية بعد انقطاع دام عامين بسبب جائحة كورونا، إذ سجلت الوحدات الفندقية في المنطقة نسبة إشغال عالية جداً. وفقاً لمصادر في قطاع السياحة، فقد شهدت الحجوزات ارتفاعاً يتجاوز الـ70 بالمائة.
وعادة ما يتميّز الحج الذي جمع في بعض السنوات حوالي 8 آلاف شخص من جميع أنحاء العالم، بموكب احتفالي خلف شمعدان كبير مثبت على ثلاث عجلات ومزيّن بالأقمشة.
وأوضح المنظّم أنه “سيتمّ تعزيز الأمن بسبب السياق (الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة) وأيضاً بعد ما حدث العام الماضي”.
وقُتل ثلاثة من عناصر الشرطة واثنان من الزوار، أحدهما يحمل الجنسيتين التونسية والإسرائيلية والآخر فرنسي – تونسي، برصاص المهاجم قبل أن يرديه رجال الأمن.
ونددت السلطات التونسية بالهجوم “الإجرامي”، لكنها امتنعت عن وصفه بـ”الإرهاب” أو إضفاء بعد معاد للسامية عليه.
وتعدّ تونس من أشدّ المؤيدين للفلسطينيين، كما دان رئيسها قيس سعيد “الإبادة الجماعية” المستمرة في قطاع غزة.
وكان معبد الغريبة الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن السادس قبل الميلاد، قد استُهدف في العام 2002 بتفجير انتحاري بشاحنة مفخّخة أدى إلى مقتل 21 شخصاً.
وقبل الاستقلال في العام 1956، كان عدد اليهود في تونس أكثر من 100 ألف، غير أنّه انخفض إلى حدود 1800 شخص، بسبب الحروب العربية الاسرائيلية والهجرات الجماعية التي تلتها إلى إسرائيل والدول الأوروبية.