كريتر نت متابعات
كشف منير أديب الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي أن تنظيم جماعة الإخوان يكذب كما يتنفس، مضيفًا أن كافة التنظيمات المسلحة بلا استثناء خرجت من رحم جماعة الإخوان الإرهابية بداية من القاعدة ونهاية بداعش، وهذا الأمر ثابت باعتراف أسامة بن لادن مؤسس القاعدة، وهناك تصريح ليوسف القرضاوي بأن أبو بكر البغدادي زعيم داعش كان من الإخوان المسلمين.
وقال أديب خلال حواره مع الإعلامية داليا عبد الرحيم، ببرنامج “الضفة الأخرى” المذاع على فضائية “القاهرة الإخبارية”، إن حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية الذي اعترض على اغتيال رئيس وزراء مصر محمود النقراشي من قبل، قائلاً: “ليسوا بإخوان وليسوا بمسلمين” هو نفسه الذي خرج في 1939 بعد المؤتمر الخامس للإخوان وقال نصًا: “سنستخدم القوة عندما لا يُؤتي غيرها”، وقرر بعدها إنشاء الجناح العسكري للجماعة.
وأضاف أن خطر الإخوان ليس فقط في العنف، ولكنه في الأفكار المطروحة من قبل مؤسس الجماعة حسن البنا، مشيرًا إلى أن كل الدول الأوروبية ترى أن الإخوان هي النواة الحقيقية لكل التنظيمات المتطرفة، ولكن أوروبا والغرب يستخدمون الإخوان كورقة للضغط على الأنظمة العربية المستقرة.
وكان يوسف القرضاوي، أحد منظري الإخوان، قال في وقت سابق إنهم “قالوا له إن أبوبكر البغدادي، أول خليفة لداعش، كان من الإخوان ولكنه استعجل الطريق”.
وهذا لم يكن الاعتراف الأول ولا الأخير بخصوص علاقة الإخوان بالتنظيمات المتطرفة وداعش، فقد سبق واعترف أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، أن أسامة بن لادن، أول زعيم للتنظيم، أبلغه أنه كان من الإخوان، ولكنه انشق عنهم.
هذا وذكرت دراسة حديثه لمنير أديب، حول صعود التنظيمات المتطرفة وتطورها ومنابع تمويلها وسبل المكافحة، أن “خروج أبوبكر البغدادي وأسامة بن لادن من داخل محاضن التربية الخاصة بالإخوان، هو مصدر إدانة وليست تبرئة، فالإخوان بمثابة الجسر الذي انتقل منه أغلب قادة العنف؛ تربوا داخل تنظيم الإخوان، ثم خرجوا منه لإنشاء تنظيمات دينية متطرفة بعضها عابر للحدود والقارات”.
“الإخوان بمثابة الجسر الذي انتقل منه أغلب قادة العنف؛ تربوا داخل تنظيم الإخوان ثم خرجوا منه لإنشاء تنظيمات دينية متطرفة بعضها عابر للحدود والقارات”
وأكدت أن “أغلب التنظيمات المتطرفة المحلية أو الإقليمية الموجودة في قارة أفريقيا على سبيل المثال، تعود نشأتها إلى تنظيمي القاعدة وداعش، بعضها نشأ محليًا، وقد تربى على بعض أفكار سيد قطب، ولكنه في النهاية بايعت هذه التنظيمات هاتين التنظيمين الكبيرين، وهنا يبدو الترابط الفكري والتنظيمي بين كل التنظيمات المشار إليها وبين الإخوان”.
وفي ذان السباق قال اديل في تصريح لصحيفة “الوطن” :لقد كانت الأفكار التي طرحها المؤسس الأول لجماعة الإخوان شبه عسكرية، وهي تدعو إلى ممارسة العنف بكافة أشكاله سواء العنف اللفظي أو العنف السياسي أو حتى العنف الجنائي، وفق ما أكده الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب.
وزاد إن ممارسة الإخوان للعنف لم يكن تحولا إلى العنف، بل عندما نشأ التنظيم مارس العنف منذ اللحظة الأولى، الأمر الذي تم عبر تأصيل شرعي وفقهي وسياسي وتم ذلك على يد مؤسس التنظيم حسن البنا، مؤكدا أنه تم إنشاء ما سمي بالنظام الخاص على خلفية المؤتمر الخامس الذي عقده المؤسس الأول حسن البنا والذي نادى فيه باستخدام القوة وقال وقتها في كلمات تنسب إليه: “سوف نستخدم القوى حين لا يجدي غيرها”، وهذا يدل على أن أفكار الإخوان وعقيدتهم كانت مسلحة منذ البداية.
الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي أكد أيضا أن الغالبية العظمى من الإخوان وافقت على قرار استخدام العنف أو ما يطلق عليه برد الصائل، ورد الصائل كانوا يعتبرون أنه رؤية شرعية لفكرة استخدام العنف، ولذلك خرج الإخوان واعترفوا بأنهم قاموا بالتأصيل الشرعي لمواجهة السلطة قبل أن تقوم الثورة بستة أشهر وهذا اعتراف من الإخوان بذلك، وترجموا هذا الأمر فيما أطلق عليه رد الصائل، وهذا ما يؤكد على تأصيل التنظيم للأفكار العنيفة.
من جهته، قال إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الجماعات الإرهابية، إن تنظيم الإجرام الإخواني أباح منذ بدايته القتل واستسهال وإباحة الدماء، فتلك أمور من مكونات العقيدة لديه ومن مكونات المنهج الذي يتربى عليه في الدوائر المغلقة، ومن ضرورات هذه التنظيمات المغلقة، وهي تنظيم أحادي، والتنظيم الأحادي بالضرورة تنظيم إقصائي، والتنظيم الإقصائي بالضرورة تكفيري، والتنظيم التكفيري بالضرورة تنظيم إرهابي يبيح استباحة الدماء، وعلى ذلك يكون تكفيرهم لأحد الأشخاص تكون عقوبته القتل.
وأضاف ربيع أن التنظيم الإرهابي يربي العقيدة والمنهج داخل التنظيم على العنف، وأنهم سوف يستعملونه لكن في الوقت المناسب، الذي تختاره التنظيم، وكان يسمى قبل 2011 بالعنف المؤجل، والأفعال الإرهابية التي كان يستخدمها التنظيم من ناحيتهم ليس استجابة لحدث ما، أو لضغط ما، لكنها أفعال مرتبة من قبل الجماعة حتى تكون لها تأثير على نطاق واسع، على حد وصفهم.
وتنظيم الإخوان الذي تأسس عام 1928، يعتبر أبرز التنظيمات المتشددة التي تتستر وراء الدين، في العصر الحديث، وأكثر تمددا وتوسعا حول العالم، ويعد أول من أسس لفكر إباحة استخدام القوة والسلاح والقتل إن لزم الأمر في سبيل الوصول إلى السلطة.