تركة عفاش ثقيلة
كتب / م جمال الردفاني
كانت دولة الجنوب مضرِباً للمثل في النظام والقانون خالية من الفساد بناها جيل الثورة الاولئ أبطال في ريعان الشباب تنقصهم الخبرة لكن كانت الارادة كفيلة بإن تجعل منهم رجال دولة جعلوا الجنوب دولة مُهابة لها ثقلها ووزنها حجزت مقعدها بصورة متقدمة في جميع المحافل الدولية والمنظمات العالمية كافحت الامية والفقر وحاربة الفساد وقضت على البطالة ..
لِلاسف الشديد حينما نعمل المقارنة اليوم مع قياداتنا الشابة نجد اننا نظلِم الاوائل ونجحف بحق التاريخ ويصيبنا الخوف من واقع مؤلم ومستقبل مجهول
نمُر اليوم في لحظات فارقة وواقع شائك حيث إن رجال الدولة الذي يُفترض ان يكونوا قدوة يتربعون عروش الفساد ويغرقون في مستنقعاته يُمارسون صور فساد ثاروا ضدها ويحييون تركة دفنوها حتئ اصبح البعض يُقارن تصرفاتهم بتصرفات عفاش ونظامه المحتل وربما يرئ أن نظام الاخير كان ارحم فرُبّما هي الحقيقة او من باب قول الشاعر ( وظلم ذوي القربئ اشد مضاضة ) ..
إننا ننصح ونتعشم خيراً وخطابنا لكل جنوبي بغض النظر عن توجهه السياسي فقد تهنا في دهاليز السياسة وتخلينا عن أخلاق الثورة وطموح الدولة ودُفِنت أحلام الشهداء في تسابق الجميع على بؤر الفساد بكل اشكاله فهل ينبري لنا ابطال يعيدون مجد دولة الجنوب الذي نحلم به، ونحارب جميعاً كل اشكال الفساد ونصارح الفاسدين دون خوف او خجل…
هل سيسمع كل من أصبح قائد نداء العُقلاء وحِرص الحريصين عليهم اولاً ثم على حلم طال انتضاره لإجل غداً أفضل لنا وللاجيال القادمة بعيداً عن تركة عفاش ونظامه الممقوت وممارساته القبيحة التي أصبحنا اليوم نستمتع ونحن نتسابق بيننا على ممارستها في كل بقعة من أرض الجنوب …
إن القلب ليتفطر جراء كل هذا ولازال الامل يحدونا أن يتحرك العقلاء والحريصين للاخذ بايدي هؤلاء فإن أخذنا على ايديهم نجوا ونجونا جميعاً وإن تركناهم ومايريدون بقصد او بدون قصد هلكوا وهلكنا جميعاً…