كريتر نت / كتب – ظنين الحوشبي
في زواياء وأجنحة بريهي عدن يكمن الألم .!
قبل أيام كنت قد قررت زيارة الشاب جمال في
مهمة صحفية تتضمن عمل تقرير عن ضحايا الألغام بقرى كرش والقبيطة بلحج ..
ضللت أبحث عن الغرفة التي يتواجد فيها جمال
وهناك التقيت بالزميل معاذ الذي اخبرني عن تعاقده مع مستشفى البريهي منذ عام ..
سألته عن الغرفه التي يتواجد فيها جريح كرش ..
فقال لي لكرش جرحى كثر يا صديقي …! من تقصد بالضبط …
أقصد جمال ذاك الشاب الذي آمن بفكرة العمل الإنساني والإغاثي سلك بذلك طريق الموت لأحياء الآخرين ..!
هااا. الشاب الذي إنفجر فيه لغم حوثي وهو في طريقة لنقل الإغاثة لأهالي الضاحي،! ..بالتأكيد هو من أبحث عنه ..
دخلنا الغرفة التي يتواجد فيها جمال وبجانبه جرحى كثر بادرنا بزيارته ومن كان بجواره من الجرحى وإذا به يقول …أعذروني لن استطيع السلام عليكم فانا بدون يد ،
تأثرت لتلك الكلمات وذهبت لتقبيل رأسه ..محاولاً رفع الروح المعنويه لديه ..
فالشاب فقدت عينه وبترت قدمه ويده ويعيش بالنصف الأخر من جسده ..!
وبجانبه حاله مشابهه لحالته تماماً ،
تحدثت مع مرافقه عن الحالة التي هو عليها.. وكيف هو تعامل الاطباء معه،
وهل من أهتمام يقدم له من قبل الجهات الحكومية ..!
لم يأتي إلينا أحد ممن ذكرت زائراً أو حتى متصلاً..!
وأملنا الوحيد بربنا وأهل الخير والصلاح في هذه البلد.
تحدث لي عن مآسي كثير ة وبقيت صامتاً في الوقت ذاته .وقالت في نفسي .
صح تحررت كرش منذ عامين لكنها لا زالت تموت إلى اليوم ..!
صح عاد بعض النازحين لديارهم ..لكنهم يموتون يومياً بالطرقات ، ويعيش شبابها بنصف جسد..
صح لم يعد هناك قصف للمساكن والاحياء السكنية اليوم لكن هناك موتاً دفنته لنا المليشيات في التراب ولازال يحصد الابرياء هناك ..؟!
حقيقةً نحن أمام مليشيات تتفنن في صناعة الموت، ومنظمات تتورى بأنظارها عن تلك الجرائم وإهمال حكومي متعمد يطال الضحية
#ظنين_الحوشبي