كريتر نت – متابعات
لم تمض ساعات على احتجاز سفينة شحن تجارية في البحر الأحمر حتى شهد هذا الممر الملاحي الاستراتيجي حادث انفجار، حيث أفادت وكالة “أمبري” البريطانية للأمن البحري الأربعاء بأنها تلقت بلاغاً عن “انفجار” قرب سفينة شحن ترفع علم بربادوس ومملوكة من شركة أميركية على بُعد 57 ميلاً بحرياً إلى جنوب غرب عدن في اليمن.
وقالت “أمبري” إن “سفينة قريبة أبلغت عن انفجار بالقرب من ناقلة البضائع المملوكة لأميركيين والتي ترفع علم بربادوس”، محذّرة السفن التجارية الأخرى بالابتعاد عنها.
وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية قد أعلنت أنها تلقت اليوم الأربعاء تقريرا عن واقعة على بعد 54 ميلا بحريا جنوب غربي عدن باليمن.
وأضافت الهيئة أن السلطات تحقق في الأمر، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول مصير السفينة أو ماهية هذا الحادث، واكتفت بنصح السفن بالتبليغ عن أي تحرك مريب.
وقُبيل ذلك، أشارت “أمبري” إلى أن السفينة بدأت في تغيير مسارها بعدما “اعترضتها قطعة قدّم ركّاب عليها أنفسهم على أنهم ‘البحرية اليمنية'”، وهو المسمى الذي يستخدمه المتمردون الحوثيون في اليمن.
وأبلغت وكالة “يو كاي أم تي أو” التابعة للبحرية البريطانية عن “هجوم” إلى جنوب غرب عدن، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وإذ لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادثة حتى الساعة، فإنها تأتي في سياق هجمات متواصلة في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن ينفذها الحوثيون.
وأتى هذا الحادث بعد تصريحات أطلقها مسفر النمير وزير الاتصالات في حكومة جماعة الحوثي اليمنية غير المعترف بها دولياً، الاثنين الماضي، اعتبر فيها أن على السفن الحصول على “تصريح من هيئة الشؤون البحرية” التي يسيطر عليها الحوثيون قبل دخول المياه الإقليمية اليمنية.
وأعلن المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران منذ 19 نوفمبر، استهداف سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعمًا لقطاع غزة الذي يشهد حربًا بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر.
ولمحاولة ردعهم، تنفّذ القوّات الأميركيّة والبريطانيّة ضربات على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن منذ 12 يناير. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات على صواريخ يقول إنها معدّة للإطلاق. وكان آخرها الليلة الماضية عندما أفاد الجيش الأميركي أن قواته أسقطت صاروخا وثلاث طائرات مسيّرة أُطلقت باتجاه مدمّرة أميركية في البحر الأحمر الثلاثاء. وكان الحوثيون أعلنوا قبل ذلك استهداف سفينتين حربيتين أميركيتين في المنطقة.
وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف سفن أميركية وبريطانية، معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت “أهدافا مشروعة”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بيت نغوين في بداية مارس إن “15 سفينة تجارية على الأقل تأثرت” بالهجمات، بما في ذلك أربع سفن أميركية.
وتسبّبت الهجمات في اتخاذ شركات شحن كبرى عدة قراراً بتعليق المرور عبر البحر الأحمر الذي تنتقل عبره عادة نحو 12 بالمئة من التجارة العالمية.