كريتر نت – متابعات
انتقدت صحيفة “التلغراف” البريطانية صمت بقية دول العالم تجاه هجمات جماعة الحوثي على سفن الشحن في البحر الأحمر.
وألمحت الصحيفة في افتتاحية عددها الصادر أمس الأحد، تحت عنوان “يجب على بقية العالم أن يتحرك في اليمن” إلى أن المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وحدهن من يتحملن تكاليف حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر، رغم التحالف التي أعلنتها واشنطن في عملية “حارس الازدهار الذي يضم أكثر من 40 دولة.
وتساءلت التليغراف بالقول: أين الفرنسيون والإسبان والإيطاليون؟ لديهم ما يكفي من المال للمساعدة، ومع ذلك لم يقبلوا حتى بشرعية هذا العمل.
وتابعت “يمكن القول إن الأميركيين الذين لديهم حاملة طائرات في البحر الأحمر والبريطانيون الذين لديهم قواعد في قبرص قد يحتاجون إلى أن يكونوا في الطليعة”.
وأشارت إلى أن الدول الأوروبية الكبرى الأخرى، التي تعتمد جميعها على التجارة عبر قناة السويس، غائبة عن المعركة. لافتة إلى أن جماعة الحوثي تسخر من الحديث المتبجح عن جيش الاتحاد الأوروبي وسياسة خارجية مشتركة.
وذكرت أن سلاح الجو الملكي البريطاني كان يعمل مرة أخرى فوق اليمن في نهاية الأسبوع، حيث قصف مواقع الحوثيين التي كانت تستخدم لمهاجمة السفن. ضربت أربع طائرات من طراز Typhoon FGR4، مدعومة بناقلتين من طراز Voyager، منشآت عسكرية كانت تشن هجمات صاروخية وطائرات بدون طيار في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.
وأفادت “كانت هذه هي المهمة الثالثة لسلاح الجو الملكي البريطاني التي تستخدم طائرات متمركزة في قبرص والتي تحتاج إلى التزود بالوقود لأداء المهمة، وهو في حد ذاته مؤشر على عدم وجود حاملة طائرات بريطانية في المنطقة. مشيرا إلى الطائرات الحربية الأمريكية نفذت هجمات من مجموعتها الحاملة في البحر الأحمر، رغم أنها لم تدمر مواقع الحوثيين حتى الآن”.
وقالت الصحيفة “هذا ليس مفاجئًا تمامًا نظرًا لأن المملكة العربية السعودية المجاورة فشلت على مدى سنوات عديدة في إضعاف القدرات العسكرية للجماعة المدعومة من إيران”، لافتة إلى أن الأمر المثير للدهشة هو أن المملكة المتحدة والولايات المتحدة فقط هما من شاركا في هذا الإجراء”.
وأردفت “على الرغم من أنها توصف بأنها “مهمة تحالف” تدعمها عدة دول أخرى بما في ذلك أستراليا ونيوزيلندا، إلا أن بريطانيا وأمريكا هي التي تتحمل العبء الأكبر. والدولتان الوحيدتان في الاتحاد الأوروبي اللتان تقدمان الدعم اللوجستي والاستخباراتي هما الدانمرك وهولندا”.
تقول التليغراف: متى سُمح في التاريخ لمجموعة من متمردي القراصنة بتهديد وترهيب الشحن الدولي بكل هذا القدر من اللامبالاة من جانب المتضررين؟
ولفت إلى أن القراصنة البربريون قاموا بالنهب والاختطاف في طريقهم حول البحر الأبيض المتوسط، وهزمهم تحالف دولي في القرن التاسع عشر.
وأوضحت أن حجم ضخم من صادرات الصين يمر عبر قناة السويس، كما يمر قدر كبير من النفط والغاز من الخليج، لكن بكين صوتت ضد هذا التحرك، وبقيت الدول العربية خارج القناة.
وختمت صحيفة التلغراف افتتاحيتها بالقول “مرة أخرى، يُترك الأمر للمملكة المتحدة والولايات المتحدة لمراقبة طرق التجارة العالمية”، مستدركة بالقول “المشكلة في ذلك هي أنه يمكن بعد ذلك استخدامها كدعاية مناهضة للغرب عندما يكون إبقاء الممرات المائية مفتوحة في صالح الجميع. ولا ينبغي ترك هذه المسألة للمشاركين المعتادين لحلها”.
ومنذ التاسع عشر من نوفمبر تنفذ جماعة الحوثي هجماتها على سفن الشحن الإسرائيلية تحت مزاعم الضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي لإيقاف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.