كريتر نت .. الخرطوم .. عائد عميرة
كثفت وسائل الإعلام الأوكرانية في الأيام القليلة الماضية نشر الفيديوهات والتقارير التي توثق وجود القوات الأوكرانية في السودان، متذرعة بأنها تقوم بمهام عسكرية هناك.
يأتي ذلك بعد افتضاح الأمر وانتشار الكثير من التقارير في وسائل الاعلام العالمية وأبرزها شبكة “سي ان ان” الأمريكية والتي تحدثت عن احتفاظ الاستخبارات الأوكرانية بجزء كبير من قوات النخبة والمرتزقة في السودان، التي تحارب إلى جانب الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع، وتأكيد ذلك من خلال شهادات أدلى بها السكان المحليين حول رؤيتهم لمقاتلين أوكران.
ووفقاً لتقارير إعلامية، كانت واشنطن قد طلبت من القيادة الأوكرانية أن ترسل قوات مدربة ومحترفة للعمل في الخرطوم كأحد الشروط لاستمرار الدعم المادي والعسكري لكييف، وتم التركيز وبشدة على ضرورة إبقاء هذه الإتفاقيات سرية، حتى يبدو أن إرسال الأوكرانيين إلى السودان وكأنه قرار اتخذته مديرية الاستخبارات الأوكرانية دون أي تدخل خارجي.
بناءً عليه، تم توجيه وسائل الإعلام الاوكرانية للقيام بالتغطية على تواجد قواتها في المنطقة بحجة وجود أهداف عسكرية مشروعة وقتال مجموعة فاغنر الروسية وغيرها.
وبدأ الاعلام الاوكراني ينشر مواد وتقارير تظهر هجمات للقوات الأوكرانية على قوات الدعم السريع والادعاء بأسر مرتزقة من فاغنر وغيرها، مستغلين اسم مجموعة فاغنر الروسية لتبرير تواجد القوات الأوكرانية في السودان وإبعاد الشبهات عن دور الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الشأن.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة “كييف بوست” الأوكرانية مقطع فيديو جديد يُظهر قوات أوكرانية في السودان وهي تأسر عدد من الجنود الذين ينتمون إلى “مرتزقة مجموعة فاغنر” الروسية، حسب قولها، ويقاتلون ضد قوات الجيش السوداني.
ويظهر في الفيديو 3 جنود أسرى مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين، مع أحد عناصر القوات الأوكرانية المتواجدة في السودان وهو يطرح عليهم الأسئلة.
كما نشرت الصحيفة نفسها في وقت سابق، مقاطع فيديو نقلاً عن مصادر من داخل القوات الخاصة الأوكرانية، تظهر فيه القوات الأوكرانية وهي تجري عمليات خاصة داخل السودان ضد ما أطلقت عليهم الصحيفة “مرتزقة” وبعض الجماعات الأرهابية المحلية الحليفة لروسيا.
واقرت الصحيفة نقلًا عن مصادر رسمية في الدولة أن القوات الأوكرانية تنشط في السودان منذ أشهر، حيث بدأت القوات الخاصة الأوكرانية عملياتها داخل الخرطوم منذ عدة شهور. في الوقت الذي يعاني الجيش في أوكرانيا من نقص كبير في العتاد والأفراد.
وفقاً لبعض الخبراء التقنيين والنفسيين، فمن المرجح أن يكون فيديو “المرتزقة الأسرى” مفبرك وتمثيلية متفق عليها، وما يشير إلى ذلك، هو أن الأشخاص الذين يظهرون في الفيديو لم تظهر على أجسادهم أي جروح أو علامات تدل على أنهم خاضوا معركة شرسة، أو على الأقل خاضوا مناوشات مع القوات الأوكرانية، وخاصة الجندي الذي يتكلم الروسية، كما أن طريقتهم في الإجابة على أسئلة المحقق تبدو وكأنه تم الاتفاق عليها مسبقاً.