كريتر نت – عدن
صدر عن مركز أبعاد للدراسات والبحوث دراسة جديدة للباحث فؤاد مسعد حول تأثيرات حرب غزة على الأمن الإقليمي والدولي جنوب البحر الأحمر.
وتناقش الدراسة تأثيرات التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة على الأمن الإقليمي والدولي وحركة الملاحة في جنوب البحر الأحمر، سيما في الممر الاستراتيجي المعروف (مضيق باب المندب)، وهي المنطقة التي كانت قد شهدت تصعيداً متبادلا في العامين الماضيين، اعتبره الخبراء والمراقبون (حرب الظل)، أو (حرب السفن)، بين إسرائيل وحلفائها من جهة، وإيران ووكلائها المحليين من جهة ثانية، خاصة وأن الحوثيين (المسلحين الشيعة الذين يسيطرون على عدة محافظات شمال اليمن منها العاصمة صنعاء منذ العام 2014)، نفذوا عمليات بحرية عدة استهدفت حركة النقل والملاحة في هذا الممر الاستراتيجي.
وتنطلق الدراسة من جملة من الحقائق التاريخية والجغرافية عن الترابط الوثيق بين مدخلي البحر الأحمر الشمالي في قناة السويس والجنوبي في مضيق باب المندب، وهي حقائق تعززت خلال القرنين الميلاديين المنصرمين (التاسع عشر والعشرين)، وفي الوقت الراهن تتجلى مؤشرات كثيرة تؤكد أن ثمة ترابط بين جنوب البحر الأحمر وشماله، بالنظر إلى الصراعات التي احتدمت بين قوى الاستعمار الأوروبي قديماً ثم بين أطراف الصراعات والحروب التي نشبت في السبعين عاماً الماضية، وفي مقدمتها الصراع العربي- الإسرائيلي، منذ احتلال فلسطين عام 1948، وفي العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956، وفي حربي 1967 و 1973.
وفي هذا السياق أوضحت الدراسة أنه في حرب يونيو/حزيران 1967 كان من أسباب التفوق الإسرائيلي قيام حليفتها بريطانيا بالسيطرة على مضيق باب المندب، وإبقاء قواتها بالقرب من المضيق الاستراتيجي، وعلى النقيض من ذلك كان من أسباب التفوق العربي في الحرب التالية (حرب أكتوبر/تشرين 1973)، قيام الحكومتين اليمنية والمصرية بإغلاق مضيق باب المندب في وجه الملاحة الإسرائيلية.
وتناولت الدراسة تداعيات “طوفان الأقصى” ومؤشرات التصعيد في مضيق باب المندب، في ضوء التطورات والمتغيرات الجديدة، وبالتركيز على رؤية إسرائيل للأمن البحري، واستراتيجية واشنطن وتحركاتها الأخيرة بوصفها أبرز داعمي الكيان الإسرائيلي.