كريتر نت / كتب / عهد الخريسان
في لحج التي لطالما وصفت بالخضيرة بساتينها الوارفة، هذه الخضيرة التي تحتضر في ظل وجود ما يسمى مكتب الزراعة والموارد المائية ، هذا المكتب الذي أصبح الفساد يعشش في كل أركانه فإذا راينا واقع الحال لهذا المكتب الذي يديره وكيل وزارة الزراعة وهو في نفس الوقت مدير مكتب الزراعة وكأن المحافظة خلت من الكوادر الشابة والمؤهلة لإدارة الزراعة !!.
ففي فضيحة جديدة في مكتب الزراعة م / لحج مع منظمة D.R.C والتي تبنت برنامج لبناء قدرات المزارعين وتدريبهم على خبرات ومهارات حديثة في مجال الإنتاج الزراعي والإنتاج الحيواني وذلك عن طريق التعاقد مع أربعين مرشد زراعي في التخصصات المختلفة ولذلك لمدة ستة أشهر براتب 300 دولار حيث يخضعون لدورات تدريبية وإنعاشية لغرض نقل تلك المعارف والخبرات الى المزارعين في المديريات المستهدفة ، وهنا تكمن الفضيحة التي أرتكبها مكتب زراعة لحج حيث فوضت المنظمة ذلك المكتب برفع الترشيحات والتي رفعت طاقم عمل المكتب من مدراء إدارات ومهندسين زراعيين للعمل في المشروع متناسيا مئات الملفات التي قدمها الخريجين من كلية ناصر للعلوم الزراعية و قصرها على اللوبي الموجود هناك حيث تجد الكثير منهم يشتغلون مع اكثر من برنامج واكثر من منظمة وأثنتين وثلاث في نفس الوقت بينما شبابنا المؤهل محروم حتى من دورات تأهيل بسيطة تعينهم على ظروف معيشتهم الصعبة و تعيد لهم الأمل في جدوى ما درسونه خلال سنوات دراستهم الجامعية و تشحذ معارفهم التي إكتسبوها قبل إندثارها بدلا عن إستيعاب مدراء ادارات موظفين بعضهم قد بلغوا الأجلين ومنتظرين الأجل الثالث كما أنهم غير متفرغين للعمل الإرشادي في الميدان كما تتطلب وظيفة المرشد الزراعي في مشروع D.R.C بل أن أكثرهم كما أسلفنا يشتغلون مع اكثر من منظمة كما هو حال مديرهم التي يشغل وظيفتين في نفس الوقت .
في هذه الواقعة نلتمس شيى ان الفساد في مكتب زراعة لحج قد صبغ بصبغة واحدة فحتى الدجاج والأعلاف لم تنجوا من هذا الفساد والشيى الأخر هو ثقافة التحنيط التي تسود هذا المكتب و أقصاء كل ما له علاقة بالشباب من عمل و أفكار فالأصنام المعتقة تمتلى بها وهناك كراهية مطلقة لكل ماهو شاب !!!!