كريتر نت – متابعات
للمرة الأولى استخدمت باريس كلمة “إدانة”، في تعليقها على القصف الذي تتعرض له غزة منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، والذي طال المؤسسات الثقافية والدينية والمستشفيات والبنى المدنية على اختلاف أنواعها، وقد نددت بالهجمات على مواقع “مؤسسات الأمم المتحدة والطواقم الإنسانية التي يُعدّ عملها أساسياً لسكان غزة المدنيين”.
وفي بيان صدر قبل ظهر الجمعة عن الوزير أوليفيه فيران، الناطق باسم الحكومة، جاء فيه أنّ فرنسا “تُعرب عن قلقها العميق إزاء عدد الضحايا المدنيين في غزة، الذي وصل إلى عدة آلاف، وإزاء الوضع الإنساني الخطير”.
وطلبت فرنسا، في بيان آخر صادر عن وزارة الخارجية الجمعة، من إسرائيل توضيحات، بعد القصف الذي استهدف (المعهد الفرنسي) في غزة، وجاء في البيان: “أبلغتنا السلطات الإسرائيلية بأنّ المعهد الفرنسي في غزة استُهدف بضربة إسرائيلية”.
وأضافت: “طلبنا من السلطات الإسرائيلية أن تمدَّنا، دون تأخير، عبر الوسائل المناسبة، بالعناصر الملموسة التي دفعت إلى هذا القرار”.
وأوضحت الوزارة أنّه لم يكن هناك أيّ موظف أو مواطن فرنسي داخل المعهد، وفقاً لـ “وكالة الصحافة الفرنسية”.
كذلك قالت وكالة (فرانس برس) على موقع التواصل الاجتماعي (إكس): إنّ الجيش الإسرائيلي قصف مكتبها في قطاع غزة، ولحقت بالمكتب أضرار بالغة جراء القصف يوم الخميس.
وكان فيران قد أعلن في تصريح للقناة التلفزيونية (بي إف إم)، أنّ باريس “تدين بشدة” قصف مخيم جباليا، أكبر المخيمات في قطاع غزة الذي قصفته إسرائيل يومي الثلاثاء والأربعاء، وحيث أصيبت الخميس مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
هذا، وعبّرت باريس عن “قلقها إزاء ارتفاع أعداد الضحايا في غزة التي وصلت إلى عدة آلاف”، وإزاء “تدهور الوضع الإنساني” في القطاع. وأكدت الخارجية الفرنسية من جانبها “إدانة الهجمات التي تستهدف البنى الخاصة بالأمم المتحدة والعاملين في الحقل الإنساني الذين يُعدّ عملهم لا غنى عنه بالنسبة إلى المدنيين”، وأدانت باريس للمرة الأولى استهداف مقرات الوسائل الإعلامية.
وجددت باريس التأكيد على احترام “القانون الدولي الإنساني في كل زمان ومكان، الذي يفرض مبادئ واضحة”، لجهة التمييز بين المدني وغير المدني والردود المتناسبة. وفي لغة لم تلجأ إليها باريس سابقاً، جاء في بيان الخارجية أنّ “حماية المدنيين واجب أخلاقي ودولي في وقت واحد”، وأنّ فرنسا “تطلب من إسرائيل اتخاذ التدابير الملموسة” في هذا السياق.
كذلك رأت باريس أنّ ثمة حاجة لهدنة إنسانية أصبحت اليوم “ضرورية” من أجل توفير الحماية للمدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ ومستدام والاهتمام بالجرحى. وإذ ذكّرت فرنسا بنظرتها إلى منظمة (حماس) التي تعدّها “إرهابية وقد ارتكبت أعمالاً إرهابية”، فإنّها أكدت أنّه “لا يتعين أن يدفع المدنيون “ثمن” الجرائم التي ارتكبتها (حماس)”. وأخيراً، دعت باريس إلى “الإفراج الفوري عن كل الرهائن المحتجزين في غزة”.
وفجر السبت قُتل (20) شخصاً وجُرح العشرات في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة في شمال غزة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع.
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت أنّ ضربة إسرائيلية استهدفت الجمعة سيارة إسعاف عند مدخل مستشفى في مدينة غزة أوقعت (13) قتيلاً، بعدما أكّدت إسرائيل استهداف السيارة قائلة إنّها كانت “تستخدم من جانب خلية إرهابية تابعة لحماس”.
من جهة أخرى، جدد الطيران الإسرائيلي قصفه على عدة مناطق في قطاع غزة، ممّا أدى الى سقوط قتلى وجرحى بينهم نساء وأطفال، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية.
وتقول وزارة الصحة في غزة التي تديرها (حماس): إنّ أكثر من (9200) شخص قتلوا في القصف الإسرائيلي، معظمهم من النساء والأطفال.