كريتر نت – متابعات
اعترضت القبة الحديدية، منذ أن فعّلتها إسرائيل في 2011، الآلاف من الصواريخ التي أطلِقت من قطاع غزة. ومنح هذا النظام للسكان شعورا بالأمان، وكثيرا ما شاهد الإسرائيليون المقذوفات وهي تحلق في السماء وتدمر أهدافها قبل أن تصلهم.
وتقول المحللة جوليا فرانكل في تقرير على أسوشيتد برس إن الحرب الحالية مع حماس قد تكون التحدي الأصعب الذي يواجهه نظام الدفاع الصاروخي المتطور حتى الآن.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن حماس أطلقت 7 آلاف صاروخ باتجاه إسرائيل في غضون أسبوعين. وتجاوز هذا العدد الحروب الأربع السابقة بين إسرائيل وحماس منذ استيلاء الجماعة المسلحة على السلطة في غزة سنة 2007.
وحددت بيانات من ويست بوينت أن حماس أطلقت في السابع من أكتوبر وحده، وهو أول يوم من القتال، ما لا يقل عن ألفي صاروخ. كما أطلق حزب الله اللبناني المئات من الصواريخ على طول جبهة إسرائيل الشمالية منذ اندلاع القتال.
وأمكن اعتراض معظم الصواريخ. لكن بعضها مرّت، مما أسفر عن مقتل 11 شخصا على الأقل وضرب مبان بعيدة حتى في تل أبيب، وفقا لمسؤولين إسرائيليين.
القبة الحديدية تعدّ فعالة بنسبة 90 في المئة تقريبا لكن من الممكن تجاوزها إذا كان وابل الصواريخ كبيرا
وتعدّ القبة الحديدية سلسلة من البطاريات التي تستخدم الرادارات لاكتشاف الصواريخ قصيرة المدى القادمة واعتراضها.
وتشمل كل بطارية ثلاث قاذفات أو أربعا، و20 صاروخا، ورادارا، وفقا لشركة رايثيون الدفاعية الأميركية العملاقة التي تشارك في إنتاج النظام مع شركة رافائيل لأنظمة الدفاع الإسرائيلية.
ويحدد النظام ما إذا كان الصاروخ الذي يكتشفه متجها نحو منطقة مأهولة بالسكان. وإذا كان بالفعل كذلك، فسيطلق صاروخه الخاص لاعتراضه وتدميره.
وإذا حدد النظام أن الصاروخ يتجه إلى منطقة مفتوحة أو إلى البحر، فسيُسمح له بالهبوط، لعدم إهدار الصواريخ الإسرائيلية. وأكد الجيش أن جميع عمليات الاعتراض تتم في المجال الجوي الإسرائيلي.
لكنه رفض التعليق على عدد بطاريات القبة الحديدية المنتشرة حاليا. وكان لدى إسرائيل اعتبارا من 2021 ما قُدّر بنحو 10 بطاريات منتشرة في جميع أنحاء البلاد، كل واحدة منها قادرة على الدفاع عن منطقة تبلغ مساحتها 155 كيلومترا مربعا، وفقا لشركة رايثيون.
وتعدّ القبة الحديدية فعالة بنسبة 90 في المئة تقريبا، حسب رافائيل. لكن من الممكن تجاوزها إذا كان وابل الصواريخ كبيرا.
توجد في إسرائيل حاليا 10 أنظمة للقبة الحديدية المتنقلة. ووفقا للمصنع، فإن البطارية الواحدة قادرة على حماية مدينة متوسطة الحجم
ورغم أن أداء حزب الله كان جيدا حتى الآن، إلا أن المخاطر قد تتزايد إذا دخل الحرب. ويمتلك حزب الله ما يقدر بنحو 150 ألف صاروخ وقذيفة.
ويتراوح سعر كل صاروخ من 40 ألف دولار إلى 50 ألف دولار، وفقا لمعهد دراسات الأمن القومي، وهو مركز أبحاث في تل أبيب.
وكان استثمار الولايات المتحدة كبيرا في النظام، وساعدت في تكاليف التطوير وتجديده خلال فترات القتال.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه سيطلب من الكونغرس 14.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل. وسيُوجّه جل المبلغ نحو أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي، وفقا للبيت الأبيض.
وقال بايدن “نحن نزيد المساعدات العسكرية الإضافية، بما في ذلك الذخيرة والصواريخ الاعتراضية لتجديد القبة الحديدية”.
وتوجد في إسرائيل حاليا 10 أنظمة للقبة الحديدية المتنقلة. ووفقا للمصنع، فإن البطارية الواحدة قادرة على حماية مدينة متوسطة الحجم، واعتراض صواريخ تم إطلاقها على بعد 70 كيلومترا.
وبحسب تقديرات إسرائيلية، اعترضت القبة حتى الآن أكثر من 2000 هدف، بمعدل نجاح يتجاوز 90 في المئة، وإن كانت هذه النسبة محل تشكيك من بعض التقارير التي تشير إلى أن بعض الصواريخ، قادرة على تجاوز النظام.
وإلى جانب التكلفة الهائلة، وجهت لنظام القبة عدة انتقادات، فمن الناحية التكنولوجية، يرى الخبير في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي يفتاح شابير أن النظام عاجز عن التصدي للتهديدات قصيرة المدى.
وعلى الرغم من أنه لم يتم الإفصاح عن النطاق الأدنى الذي يمكن أن يعمل فيه النظام، إلا أن النقاد يرون أنه لا يستطيع إسقاط الصواريخ أو القذائف التي يقل مداها عن 5 إلى 7 كيلومترات، كما أنه عاجز في جميع الأحوال عن إسقاط قذائف الهاون.
ومن عيوب النظام أيضا، بحسب شابير، أن له “درجة تشبع”، وهو ما يعني أنه يستطيع الاشتباك مع عدد محدد من الأهداف فقط في وقت واحد، أما الصواريخ الإضافية التي يتم إطلاقها بكثافة دفعة واحدة، فيمكن أن تنجح في اختراق القبة، والتسبب بالأضرار.
ويمكن للصواريخ الموجهة القادرة على تغيير مسارها، أن تمثل تحديا جديدا للقبة، رغم أن خصوم إسرائيل كحماس وحزب الله لم يستخدموا بعد هذا النوع من الأسلحة.
كما أن التواضع التكنولوجي للصواريخ المستعملة عند حماس، يجعل تفوق القبة نسبيا جدا، وهو ما يوحي به، كما يقول الخبير في التكنولوجيا العسكرية ديفيد هامبلينغ، اسمها الأصلي “النظام المضاد للقسام”، في إشارة إلى صواريخ حماس المصنعة محليا.
ويرى خبراء أيضا أن العدد الحالي من بطاريات القبة لا يكفي لتغطية إسرائيل كلها، وأنها في حاجة إلى المزيد من أجل حماية جميع المناطق.
وهذه الاختلالات في النظام انعكست على الصراع الحالي، إذ أوقعت الصواريخ القادمة من غزة عددا من القتلى والجرحى، كما أصيب خط أنابيب للوقود بين مدينتي إيلات وعسقلان في هجوم صاروخي من غزة.