كريتر نت / وكالات
يدخل اتفاق السويد حول مدينة الحديدة اليمنية الموقع في ديسمبر (كانون أول) الماضي، بين الشرعية اليمنية وميليشيا الحوثي الانقلابية حالة الموت السياسي، خاصة في ظل استمرار انتهاكات الانقلابيين لأبرز بنود الاتفاق.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم السبت، تصاعدت المطالب باتخاذ موقف سياسي حازم للتعاطي مع الأوضاع في اليمن في ظل تطورات الوضع الحالي، فيما كشف تقرير أصدره مركز “المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان” عن آلاف الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية في تعز منذ بدء الأزمة اليمنية.
موت اتفاق السويد
اعترف عدد من الساسة والمسؤولين اليمنيين بموت اتفاق السويد، وأشارت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية إلى أن موت هذا الاتفاق صعد بفرص العودة إلى خيار الحسم العسكري في الحديدة.
وقال الباحث السياسي والإعلامي اليمني الدكتور فارس البيل، إن “اتفاق السويد ولد في غرفة الإنعاش، ولم تسنده أجهزة الإعاشة كما يجب لتنقذه”.
وأكد البيل، أن الأمم المتحدة استطاعت إخراج الاتفاق من حالته العسيرة، لكنها مع ذلك لم تسعفه جيداً وتحطه بالرعاية وضمانات التطبيق، وهي تعلم المخاوف سابقاً. وفي تقديره أن “الأدهى من كل ذلك أن كل يوم يمر فالاتفاق ينهار ولم تكن الأمم المتحدة عبر مبعوثيها في كل الزيارات والاجتماعات تفعل شيئاً سوى تمديد حالة الانهيار، وتوسيع دائرة الفشل، ولم تتخذ خطوة واحدة للضغط على ميليشيات الحوثي وهي تمزق الاتفاق كل حين”.
بدوره قال الإعلامي اليمني ناصر الشليلي في حديثه للصحيفة أيضاً، إن “المراهن اليوم على إمكانية نجاح اتفاق السويد ولو بنسبة ضئيلة فرهانه خاسر دون أدنى شك”. ويؤكد الشليلي أن اتفاق السويد صار في حكم المنعدم والميت وغير الموجود، ويعتقد أن كل محاولات غريفيث المستمرة لإنعاش الاتفاق أو الحديث عنه ما هي إلا محاولات لإنقاذ الميليشيات الحوثية وإعطائها المزيد من الوقت لترتيب صفوفها واستيراد السلاح برعاية دولية للأسف الشديد”، بحسب تعبيره.
إدانة
تطالب أوساط سياسة عدة بإدانة ميليشيا الحوثي دولياً خاصة في ظل انتهاكها لبنود اتفاق السويد وتلاعبها بالأمم المتحدة، وقالت صحيفة “البيان” الإماراتية في افتتاحيتها، إنه “بات واضحاً للجميع الخطة الممنهجة لميليشيات الحوثي الإيرانية لتعطيل جهود السلام وإفشال اتفاق السويد، وهذا ما دعا الحكومة اليمنية لمطالبة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باتخاذ مواقف صريحة وواضحة لإنهاء عبث الحوثيين وإصرارهم على تعطيل كل ما يتفق عليه من مراحل وخطوات تنفيذية لإجراءات بناء الثقة، كما دعت رئيس بعثة المراقبة الأممية إلى الحديدة، مايكل لوليسغار، لاتخاذ موقف حازم تجاه “سلوك المماطلة والتعنت للميليشيات الحوثية، لإيقاف تلاعبها المكشوف على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي”.
وتابعت الصحيفة “لقد انتهى مطلع مارس الجاري، الموعد المفترض لإتمام المرحلة الأولى من خطة إعادة الانتشار، وكان من المفترض أن يضمن تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة فتح وتأمين الطريق إلى مطاحن البحر الأحمر، ولكن ترفض الميليشيات الانقلابية الالتزام بالاتفاق سعياً لإفشال مساعي السلام والاستمرار في استثمار المأساة الإنسانية باليمن. وأضافت الصحيفة، أن السكوت عن إعاقة الميليشيات الحوثية لمساعي السلام بات أمراً في حد ذاته مثيراً للتساؤلات، خاصة أن مبعوثي الأمم المتحدة يعترفون بوجود إعاقات لكنهم لا يقولون من وراءها”.
واختتمت الصحيفة حديثها بأن المطلوب من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي اتخاذ مواقف صريحة وواضحة لإنهاء عبث الحوثيين وإصرارهم على إفشال مساعي السلام.
حصار تعز
وميدانياً، تشهد مديرية كشر معارك عنيفة بين قبائل حجور والانقلابيين الحوثيين في الجهتين الغربية والجنوبية. وقالت مصادر لصحيفة الرياض السعودية، إن المواجهات بين الطرفين انتقلت إلى بلدة نهم غربي كشر، بعد اقتحام الحوثيين لبلدة العبيسة، شرقي كُشر. وأشارت المصادر وفقاً للصحيفة إلى تمركز رجال القبائل في جبل طلان، لصد هجوم الانقلابيين من الشرق، والدفاع عن مركز المديرية في بلدة بني سعد.
وأكدت المصادر أن المواجهات تجري في النصف الغربي من كُشر، من بني سعد شمالاً حتى بني مالك جنوباً. موضحة أن رجال القبائل يصدون هجمات الانقلابيين أيضاً جنوبي كُشر. ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيا الحوثية.
انتهاكات
فيما رصدت صحيفة الحياة اللندنية في تقرير لها إعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن عن تنفيذ الميليشيات الحوثية لـ18 خرقاً لوقف إطلاق النار في الحديدة خلال الـ24 ساعة الماضية. ولفتت مصادر للصحيفة إلى أن الخروقات شملت الرماية بمختلف الأسلحة الخفيفة والهاونات على الحيس والفازة والجبلية؛ ونتج عن ذلك مقتل مدني يمني وجرح آخر.
وفي تعز، كشف مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان عن آلاف الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية في المديرية منذ بدء الأزمة اليمنية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مسؤولة في مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان تأكيدها توثيق آلاف الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي في تعز منذ اندلاع الحرب. وتناول التقرير المعنون “تعز..الحصار الأطول في التاريخ” ونوقش على هامش الدورة الـ40 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف الانتهاكات التي طالت المدنيين بمحافظة تعز في ظل حصار ميليشيا الحوثي للمدينة خلال 1441 يوماً حتى نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، كأطول حصار في تاريخ الحروب مازال مستمراً حتى اليوم.
وبحسب التقرير بلغ عدد الجرحى المتأثرين بالحصار 16.402 مدنياً، بينهم 1756 طفلاً وطفلة و249 امرأة، فيما بلغ عدد المختطفين خلال 1441 يوماً ما بين 21 مارس (آذار) 2015، و31 يناير (كانون الثاني) 2019، نحو 221 مدنياً.