كريتر نت – متابعات
بقر بطنه بسيفه وقطع أحشاءه ومع ذلك احتاج لبضع ساعات ليفارق الحياة ما اضطر مرافقيه لمنحه جرعة قاتلة لمساعدته على تجاوز معاناته.
هكذا ودع وزير الحرب الياباني كوريشيكا أنامي العالم وأنهى حياته بأبشع الطرق في حدود منتصف أغسطس/ آب 1945.
حدث ذلك في أسوأ المحطات التاريخية لليابان، وتحديدا مع اقتراب هزيمة اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، ضمن موجة واسعة لانتحار العديد من العسكريين ممن عجزوا عن مواجهة عار الهزيمة والاستسلام.
واعتمد هؤلاء جميعا -بمن فيهم أنامي، على طريقة عريقة للانتحار اعتمدها المحاربون اليابانيون القدامى تعرف باسم “السيبوكو”.
محطة صعبة
انطلاقا من مايو/ أيار 1943، تاريخ حصوله على رتبة جنرال بالجيش الياباني، تدرج أنامي في المناصب العسكرية، ليتم تعيينه في أبريل/ نيسان 1945 وزيرا للحرب بحكومة رئيس الوزراء كانتارو سوزوكي.
لكن منصبه جاء في أحلك فترات اليابان التي تلقت حينها هزائم متكررة على مختلف الجبهات بالمحيط الهادئ بمواجهة القوات الأميركية.
وتزامنت تلك نكسات مع الضربة الأقسى وهي هزيمة واستسلام ألمانيا التي كانت حليفة لليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية.
ورغم الدمار الهائل الذي لحق بالمدن اليابانية، خصوصا عقب استهداف مدينتي هيروشيما وناغازاكي بالقنبلة الذرية، رفض أنامي الاستسلام، ودعا إلى مواصلة القتال.
كما رفض بنود “إعلان بوتسدام”، مؤكدا أن الجيش الياباني قادر على تغيير التوازنات على الأرض والحصول على اتفاقية سلام عادلة.
لكن صوت المسؤول العسكري لم يلق صدى، حيث أمر الإمبراطور هيروهيتو، في 1945، بوضع حد للحرب، ولم يكن أمام أنامي سوى الامتثال للقرارات الإمبراطورية.
ثم جاءت اللحظة الصعبة، ففي الـ14 من أغسطس/ آب 1945، وقع الوزير برفقة بقية أعضاء مكتبه على وثيقة استسلام اليابان نزولا عند رغبة الإمبراطور.
نهاية مأساوية
رغم محاولته تقبل الأمور لكنه عجز عن استيعاب ما حصل، ووجد نفسه غير قادر على تحمل عار الاستسلام، فكان أن قرر الانتحار في ساعة مبكرة من اليوم التالي.
وبالفعل، كتب أنامي وصيته التي جاء فيها: “مع وفاتي، أعتذر بكل احترام من الإمبراطور عن الجريمة التي ارتكبتها”، قبل أن ينتحر باستخدام طريقة عريقة لدى اليابانيين تسمى السيبوكو.
بدأ ببقر بطنه بسيفه ثم قطع أحشاءه، لكنه لم يمت وظل يتألم لساعات لدرجة أن بعض المسؤولين ممن تفطنوا لما قام به، فقدموا له جرعة قاتلة تساعده على الرحيل بشكل سريع.
وبمجرد أن تسربت قطرات السم إلى حلقه، هدأت حركة أطرافه وجحظت عيناه مؤذنة برحيل أبدي فرضته أحكام الحرب القاسية.