اسعد محمد عمر
بينما كان اليمنيون بانتظار خروج حديث لقيادات جماعة الحوثي يحمل البشرى عن السلام و صرف مرتبات الموظفين في مناطق سيطرة الانقلاب خرجت هذة القيادات باذاعة الانتقال لمرحلة ( التغييرات الجذرية ) و تدشينها ببيان ما اسموه بمجلس دفاعهم الوطني الصادر بتاريخ السابع والعشرين من سبتمبر البيان عبر في دلالة مضامينه بوضوح على اعلان النسخة الجديدة للامامة ( ولاية الفقيه ) بالتزامن مع احتفالات الشعب اليمني بثورة السادس والعشرون من سبتمبر .
يكفي من هذا البيان ان مجلس الدفاع الوطني والذي يضم اعلى هرم السلطة كما يُفترض ( الرئيس ورئاسة البرلمان والحكومة ….الخ ) يجتمع و يأتمر ويؤيد بقراراته شخص لا صفة له في الدولة ولا مكانة دستورية ولا قانونية يزعمونه بانقلابهم ب( الامام القائد ) .
المؤكد ان اجتماعهم هذا ونشاطهم الاعلامي حوله هو لاجل ترويج نزعة الامامة الجديدة بثوب الولاية كنسخة لما هو حاصل في جمهورية ايران و محاولة تثبيتها كأمر واقع في مناطق سيطرتهم كمقدمة لتغييرات الحوثي الجذرية .
وكما فُهم من سياق البيان فإن اقالة حكومة بن حبتور ما هي الا خطوة على طريق اجراءات لاحقة لتعليق العمل بالدستور و ازاحة من تورط في الانقلاب و الشراكة في مجلسهم السياسي و الحكومة و اللجنة الثورية .
و المحتمل ان خطوات اخرى كانت ستخرج بذات البيان ولعل خروج الجموع الشعبية للشوارع في مناطق سيطرت الحوثية واحيائهم لذكرى اسقاط العهد الامامي هو ما عطل على القيادة الحوثية الافصاح بها .
و اياً كان الحال فقد عرض البيان موقف الحركة الحوثية الرافض لمبداء السيادة للشعب و اصرار اربابها على فرض نهج الولاية على الشعب والدولة الذي لا اساس له من الماضي و لا يصلح للمستقبل الامر الذي يضع كل جهود وامال وسطاء السلام والمكونات اليمنية امام عقبة تُعد هي الاصعب بين معوقات السلام في اليمن .