د. عمر العودي
ما تمر به اليمن يحتاج الى الكثير من تجليات الرؤى السياسية بافاق واسعة وبخطاب يختلف عن الخطاب قبل أكثر من عشر سنوات وعقليات سياسية صادقة تتمتع بقدر كبير من العدل والانصاف والتقييم الموضوعي لمعطيات الواقع ونقد الممارسات الخاطئة وعدم التفكير بعقلية الولاء للزعيم. واستبدالها بعقلية الولاء للوطن والشعب .
وقد تابعت احتفالية ذكرى 41 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام وكنت أتوقع أن اسمع من قيادات المؤتمر الحالية تجليات لرؤية موضوعية و تقييم موضوعي وحقيقي ومراجعة للاخطاء والكوارث التي الحقها المؤتمر الشعبي العام وقياداته باليمن والشعب اليمني كبادرة لرؤية جديدة تنبثق عن قيادات جديدة أكثر مصداقية وموضوعية ربما تعطي انطباعا ايجابيا عن امل في عدم تكرار كوارث الماضي.
الا ان كل ما حدث وصدر من القيادات المؤتمرية في هذه الاحتفالية و غيرها منذ مقتل زعيمهم كان مخيبا للامال ومحبطا ، ليس لاني اتبنى موقف شخصي من تلك القيادات بل لاني كنت اطمح فعلا أن تتحول الأحزاب ومنها المؤتمر الشعبي إلى العمل المؤسسي الذي يتبنى تحليل الأخطاء بمهنية وليس بتحيز للزعيم .
فقد تحدث صادق امين ابو راس عن المؤتمر وكأنه ذلك الحزب الذي لم ولن يوجد بحجم وطنيته اي حزب آخر في اليمن وصفحته ناصعة البياض ، وتحدث القربي في فترة سابقة أنه الحزب الوحيد الذي يمتلك الحل للخروج من الحرب في اليمن والحفاظ على سيادته، وكان حديثهم بمناسبات متفاوته يراهن على ذاكرة البعض المثقوبة .
وفي الحقيقة أن هذا الخطاب من قيادات المؤتمر لازال استمرارا لاستحمار الشعب اليمني على نفس الطريقة في تفكير عفاش وبطانته من الفاسدين الذين اوصلوا اليمن الى ما وصلت إليهاليوم .
اعتقد انه اذا كان هناك من الإخوة المحسوبين على حزب المؤتمر الذين يطمحون إلى تحويل المؤتمر إلى حزب سياسي مؤسسي و وطني حقيقي .
أن هناك أمامهم تقف قائمة طويلة من الجرائم التي ارتكبها زعماء المؤتمر بحق اليمن والشعب اليمني ، وجرائم أخرى ارتكبوها مع حلفائهم الاخوان المسلمين تجاه اجتياح الجنوب والعمل على التخلص من قيادات الحزب الاشتراكي اليمني شريكهم في صناعة حدث الوحدة الذي تنكروا له بعد الوحدة وحاولوا القضاء عليه.
وتلك تعتبر جرائم أخلاقية وجنائية لا وطنية وعلى من لازالوا مستمرين باستحمار الشعب اليمني من المحسوبين على عصابات المؤتمر والمصفقين للزعيم المثلج ومن أتوا بعده دون أن تتبادر إلى اذهانهم ولو للحظة ضرورة مراجعة للاخطاء والجرائم التي ارتكبها زعيمهم بحق اليمن والشعب والجنوب وبحق الوطنين الشرفاء الآخرين والاعتراف بها والاعتذار عنها وتعويض من أصابهم الضرر من جراء ممارسة المؤتمر الشعبي العام القذرة من تصفيات واقصاء عن الوظيفة العامة.
وبدون هذا الاعتراف و الاعتذار و اعلان الاستعداد لجبر الضرر الذي يجب على قادة المؤتمر الجدد أن يتبنوه ويعلنوا مواقف صريحة تجاهه سيظلون مخلصين لانتمائهم لعصابة من اللصوص لا يشكل الهم الوطني لهم أي شيئ الا بقدر ما يعود على جيوبهم من مصالح نوعية وطموح للعودة إلى السلطة للاستمرار على خطى كبيرهم المجرم الكبير الذي علمهم السحر .
وقد أثبت الزمن ارتمائهم كخونة بين أقدام شخبوط وأولاد زايد كعملاء و خونة يساومون للعودة إلى السلطة حتى على حساب بيع الجزر والتنازل عن المصالح السيادية لليمن مع بقية الاحذية لدول الإقليم.