كريتر نت – متابعات
كشف مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي الاثنين، عن إحراز “تقدم كبير” في الحوار الجاري بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية حول اتفاق يشمل تطبيع العلاقات مع تل أبيب.
وجاءت تصريحات المسؤول الإسرائيلي في خضم خطوة لافتة أقدمت عليها الرياض السبت بتعيين السفير السعودي لدى الأردن نايف بن بندر السديري “سفيرا فوق العادة مفوضًا وغير مقيم لدى فلسطين وقنصلاً عامًّا بمدينة القدس”، ورأى بعض المحللين أن الخطوة بادرة تستبق الاتفاق المنتظر بين الولايات المتحدة والسعودية.
وكانت تقارير إسرائيلية تحدثت بإسهاب خلال الفترة الأخيرة عن الاتفاق الذي يتضمن جملة من الضمانات الأمنية تطالب بها السعودية، من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، إلى جانب شرطها المتمثل في إقامة دولة فلسطينية.
وحاولت الإدارة الأميركية التقليل من أهمية تلك التقارير حرصا منها على ترك التفاهمات تنضج بعيدا عن ضجة الإعلام، وقالت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف خلال جلسة استماع أمام الكونغرس مؤخرا إنّ “هناك تقارير خاطئة وتداولاً مفرطاً في الصحافة الإسرائيلية بشأن التطبيع الإسرائيلي – السعودي المحتمل”.
تساحي هنغبي: الأمور ليست على وشك التوقيع، لكن هناك تقدم كبير
وقال هنغبي لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن “البيت الأبيض سارع إلى نفي التقارير عن التطبيع، وهو محق في ذلك”.
وأضاف مستشار الأمن القومي الإسرائيلي “الأمور ليست على وشك التوقيع، لكن هناك بالتأكيد تقدم كبير في الحوار بين الولايات المتحدة والسعودية”.
ولم تصدر السعودية تعقيبا رسميا على تصريحات مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، لكنها تشترط عادةً حل القضية الفلسطينية أولا، قبل أي عمليات تطبيع مع تل أبيب.
والأسبوع الماضي، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن واشنطن والرياض “توصلتا إلى خطوط عريضة للاتفاق يشمل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية”.
ولكن موقع “إسرائيل 24” (خاص) نقل عن متحدث البيت الأبيض للشؤون الخارجية والأمنية جون كيربي قوله للصحافيين “ترك التقرير انطباعًا بأن المناقشات أكثر تقدمًا مما هي عليه بالفعل. لا يوجد إطار أو مبادئ متفق عليها، ولكن هناك التزام منا بمواصلة المحادثات”.
والسبت، قدم سفير السعودية في الأردن نسخة من أوراق اعتماده إلى مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي بمقر السفارة الفلسطينية بالعاصمة الأردنية عمّان.
وبعد تسليم أوراق اعتماده، قال السديري للصحافيين “التعيين يأتي لإعطاء العلاقات مع فلسطين الطابع الرسمي في جميع المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية ونتطلع إلى مستقبل واعد لهذه العلاقات”.
وحول هذا الأمر قال هنغبي لإذاعة الجيش “لقد قاموا بعملية ذات بعد احتفالي، نحن لا نتراجع عن مواقفنا. إذا أرسل السعوديون مندوبًا لزيارة القدس، فسنشرح لهم أنها عاصمة إسرائيل”.
وفي أول رد فعل إسرائيلي على الخطوة السعودية، تعهد وزير الخارجية إيلي كوهين بعدم السماح لأي دولة بفتح ممثلية دبلوماسية في القدس الشرقية تكون معتمدة لدى السلطة الفلسطينية.
واعتبر كوهين في مقابلة مع إذاعة “103” التابعة لصحيفة “معاريف” العبرية أن الخطوة التي أقدم عليها السعوديون “بمثابة رسالة للفلسطينيين بأنهم لم ينسوهم على خلفية التقدم في مفاوضات التطبيع” بين الرياض وتل أبيب، مضيفا “لا نسمح للدول بفتح قنصليات (في القدس) هذا لا يناسبنا”، فيما لم تعلق الرياض على تلك التصريحات.
وفي القدس الشرقية حاليا قنصليات عامة معتمدة لدى السلطة الفلسطينية لدول تركيا، فرنسا، اليونان، السويد، الكرسي الرسولي، إيطاليا، إسبانيا وبلجيكا.