كريتر نت – الشرق الأوسط
أثار تسليم الأمم المتحدة، أخيراً، معدات وأجهزة نزع ألغام لجماعة الحوثي الانقلابية استياءً يمنياً واسعاً، في ظل قيام الجماعة بزراعة مئات آلاف الألغام على امتداد الجغرافيا اليمنية خلال السنوات الماضية، التي حصدت آلاف المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ.
وبحسب وسائل إعلام يمنية، فقد سلم أخيراً برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، جماعة الحوثي الانقلابية في محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر 300 جهاز كاشف وماسح للألغام، بتكلفة تصل إلى 750 ألف دولار.
الانتقادات اليمنية تحدثت أيضاً عن المساعدات الأممية السابقة للحوثيين بأجهزة كشف ألغام، وسيارات حديثة تسلمها الحوثيون قبل نحو عامين، إلا أنه لم يعلن عن أي عملية نزع ألغام قاموا بها في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
ووفقاً لفارس الحميري، المدير التنفيذي للمرصد اليمني للألغام، فإن قيام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن بتسليم جماعة الحوثي معدات للتعامل مع الألغام والحماية الشخصية، قفزة تتجاهل التحذيرات وتتجاوز الواقع، وستترتب عليها تبعات خطيرة.
وأضاف الحميري، على حسابه في منصة «إكس» بقوله: «الحوثيون هم الطرف الرئيسي الذي زرع ولا يزال يزرع الألغام بأشكالها كافة، بما في ذلك الألغام الفردية المحرّمة دولياً في المناطق المأهولة، وتسليمهم هذه المعدات دون أي ضمانات يمثل مكافأة للقاتل لا أكثر».
ووفقاً لتقديرات يمنية، قامت جماعة الحوثي الانقلابية بزراعة أكثر من مليوني لغم وعبوة متفجرة في عديد من المحافظات، مستهدفة الطرقات العامة، والمدارس والمستشفيات، إلى جانب المزارع ومصادر المياه في معظم القرى والمدن اليمنية.
وبحسب «البرنامج السعودي لنزع الألغام في الأراضي اليمنية» (مسام)، فقد تمكّن من نزع نحو نصف مليون لغم وعبوة متفجرة منذ تأسيسه قبل 5 سنوات، متوقعاً أن تحتاج عمليات النزع لأكثر من 10 سنوات مقبلة لتطهير الأراضي كافة من الألغام الحوثية، التي زُرعت بطريقة عشوائية.
ولفت فارس الحميري إلى أن الدعم السابق الذي قدمته الأمم المتحدة للحوثيين لنزع الألغام «لم نلمس له أي أثر في عملية التطهير أو النزع، حيث نشهد وبشكل شبه يومي حوادث انفجارات ألغام وأجسام حربية في مناطق سكنية خاضعة لسيطرة الجماعة، ما يؤكد أن الجماعة لم تستوعب سبب تخصيص الدعم السابق، ولا حتى جزء منه».
ودعا المدير التنفيذي للمرصد اليمني للألغام «المؤسسات والحكومات المانحة إلى تصحيح مسار التمويل المقدم لمشروع نزع الألغام الطارئ، الذي يتبناه البرنامج الأممي، بما يضمن توجيه هذا التمويل لعمليات النزع والتطهير وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين». وتابع: «يفترض أن تسأل الأمم المتحدة عن استخدام المعدات السابقة التي تسلمها الحوثيون، لديهم أجهزة متطورة جداً للكشف عن الألغام».
من جانبه، وجه الناشط الحقوقي اليمني رياض الدبعي رسالة إلى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن بقوله: «نود أن نذُكركم بأن أطفالنا في اليمن يعانون اليوم من إحدى أكبر مآسي البشرية، تلك هي مأساة الألغام المنتشرة في مئات من مناطق المدنيين، التي زرعتها جماعة الحوثي وستبقى كارثة على الطفولة والإنسانية بشكل عام، خصوصاً بعد سقوط العشرات من الأطفال بين قتلى ومعاقين بتلك الألغام».
بينما سخر عبد الله إسماعيل، وهو سياسي يمني، من الدعم الأممي الجديد للحوثيين بمعدات وأجهزة كشف الألغام بقوله: «لتكون مؤهلاً لدعم الأمم المتحدة: ازرع ألغاماً وفخخ الطرقات والأحياء، وتسبب في قتل الآلاف، أسس برنامجاً مزعوماً لنزعها، تدعمك الأمم المتحدة، بملايين الدولارات، وسيارات دفع رباعي».
وأضاف على حسابه بمنصة «إكس» قائلاً: «واصل جريمة زراعة الألغام لحين دعم أممي مقبل، الجماعةُ اللغم برعاية أممية».
«الشرق الأوسط» بعثت استفسارات لمكتب الأمم المتحدة الإنمائي باليمن عبر البريد الإلكتروني حول هذا الموضوع، إلا أنها لم تتلقَ أي رد حتى إعداد هذا التقرير.
بينما ذكر الموقع الإلكتروني للبرنامج الأممي أن مشروع نزع الألغام الطارئ يستخدم الإجراءات الوقائية، بما في ذلك التوعية بمخاطر الألغام وإزالة الألغام الأرضية، ومساعدة الضحايا، ويساعد على تحسين مهارات وقدرات اللجنة الوطنية لمكافحة الألغام والمركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام، حتى يتمكنا من مساعدة الناس، والعمل على حمايتهم وحماية مجتمعهم.