كريتر نت – متابعات
بعد دخولهن تاريخ كرة القدم النسائية العربية في القارة السمراء، باعتبارهن أول منتخب يبلغ نهائيات «كأس العالم»، تُمنِّي سيدات المغرب النفس بترك بصمة تاريخية في العرس العالمي المقرّر في أستراليا ونيوزيلندا، في الفترة بين 20 يوليو (تموز) و20 أغسطس (آب).
متسلحات بإنجازهن على أرضهن في نهائيات «كأس أمم أفريقيا»، العام الماضي، عندما بلغن المباراة النهائية، وخسرن أمام «جنوب أفريقيا»، وتأهلن إلى «أولمبياد باريس 2024»، وبإنجازي «منتخب الرجال»، المتمثل في بلوغ نصف نهائي «مونديال قطر»، أواخر العام الماضي، والمنتخب الأوليمبي المُتوَّج بـ«كأس أمم أفريقيا» تحت 23 عاماً، السبت الماضي، تدخل لبؤات الأطلس نهائيات «كأس العالم»، وهدفهن السير على الخطى نفسها، وتشريف الكرة المغربية في أول مشاركة في «المونديال».
تشرح لاعبة الوسط، المهاجمة في نادي «سان مالو» الفرنسي، سلمى أماني (32 عاماً)، في تصريحات صحافية: «أجواء التحضيرات تمرُّ في ظروف جيدة جداً، واللاعبات في كامل الجاهزية، ليس هناك أي ضغط علينا، فنحن لاعبات محترفات، نعرف مثل هذه الأجواء، وسنعمل على السير على خطى بقية المنتخبات الوطنية التي حققت كثيراً من الإنجازات، وهذا ما نسعى إليه في مشاركتنا بالمونديال».
واستعدّ «المنتخب المغربي»، بقيادة مدرِّبه الفرنسي رينالد بيدروس، للمونديال بمعسكر في النمسا، وخاض مباراتين ودّيتين أمام إيطاليا وسويسرا انتهتا بالتعادل السلبي، قبل السفر إلى أستراليا حيث يخوض ودية أخيرة في ملبورن ضد جامايكا، قبل بدء المنافسات ضمن المجموعة الثامنة، بجانب ألمانيا وكولومبيا وكوريا الجنوبية.
ويعوِّل المغرب على عموده الفقري، المشكَّل من اللاعبات المحليات، خصوصاً فريق الجيش الملكي المسيطر على اللقب المحلّي في الأعوام الأخيرة، ومن ثم فإن الانسجام سيكون كبيراً بين اللاعبات، وفق قول مهاجِمة الفريق العسكري سناء مسودي التي أضافت أن «اللاعبات المحترفات خارج المغرب لن يجدن صعوبة في الاندماج، فهذه مجموعتهن وبيتنا جميعاً، ونحاول التحدث إليهن باللغات التي يتقنَّها، سواء الفرنسية أم الإنجليزية أم الإسبانية، ونحاول التأقلم معهن ونُوصل إليهن المعلومة».
وقالت حارسة المرمى خديجة الرميشي إن الأجواء التي مرّ بها المعسكر كانت جيدة، مضيفة «قضينا فترة جِد مهمة من الاستعداد، بدليل أن معنويات كل اللاعبات مرتفعة، نحن نعرف ما ينتظرنا هناك، وكذا المسؤولية الملقاة على عاتقنا أمام انتظارات الجمهور المغربي».
وتابعت: «نريد تشريف الكرة المغربية في المنافسة العالمية، نحن نضع ذلك في اعتبارنا في التدريبات، حيث نبذل جهودنا لتحقيق هدفنا».
من جانبها أكّدت قائدة المنتخب غزلان الشباك: «سنسافر إلى أستراليا لدخول المرحلة الأخيرة من الاستعداد، لقد استفدنا كثيراً من المباراتين الوديتين، وسنواصل مجهوداتنا؛ لأنه يتعيّن علينا أن نكون في قمة جاهزيتنا، من أجل تشريف الكرتين المغربية والعربية أيضاً».
وشدّد المدرب بيدروس، الذي يعود إليه الفضل في إنجازات المنتخب النسوي المغربي: «هدفنا بسيط وهو الذهاب إلى أبعد دور ممكن»، مضيفاً «لن نذهب إلى المونديال ونحن نقول: حسناً لقد تأهلنا إلى العرس العالمي، وسنرى ماذا سيحدث».
وتابع، في مؤتمر صحافي: «سنستعدّ لهذه الكأس العالمية من أجل تحقيق إنجاز، من أجل محاولة الذهاب إلى ثمن النهائي. أعتقد الطموح لا يمنع الحذر، والعكس صحيح، نعرف أننا المنتخب (الأصغر) في هذه المجموعة، وأننا المنتخب الأسهل مواجهته، بالنسبة للمنتخبات الأخرى، لكن في الوقت نفسه هذا لا يمنعنا من جعل المهمة صعبة على هذه المنتخبات».
وأردف قائلاً: «يجب أن نكون مستعدّين لخوض المباراة الأولى ضد ألمانيا، وفي كل الأحوال طموحاتنا هي أن نكون جاهزين للمباراة الأولى، وبذل كل ما في وسعنا من أجل بلوغ ثمن النهائي».
وأكد بيدروس أن «ما حققه المغرب في (مونديال 2022) له تأثير كبير جداً على منتخب السيدات، وأعتقد أنه يجب علينا الاستفادة من الأمثلة الجيدة المحيطة بنا، والمثل الأفضل هو ما فعله الرجال في قطر بفضل التفاني والتضامن والعمل والروح واللعب الجماعي، يجب أن نبلغ اللاعبات بأننا بحاجة إلى ذلك أيضاً من أجل تقديم بطولة كبيرة في أستراليا ونيوزيلندا».
وأشار إلى أن كرة القدم النسائية في المغرب في «تطوّر هائل، هناك فِرق جديدة ومنتخبات وطنية تتألق في الكأس القارية في مختلف الفئات، هي بداية واعدة، ويجب المزيد من العمل في الفِرق والمنتخبات من أجل مواصلة تطوير كرة القدم النسائية المغربية».
وأوضح أن «المغرب لديه هوية تقنية، ولاعبات يعشقن الكرة، لكن كان يتعيّن علينا العمل بطريقة مختلفة لاكتساب هوية شاملة، وإضافة بُعد رياضي للمنتخب».