مصطفى المنصوري
ذهب السفير السعودي اليوم الى حضرموت بحزمة مشاريع على جناحي مجلس سياسي حضرمي بقيمة 1,2 مليار لمشاريع في الصحة والطاقة والتعليم و… مكررا بذلك صخبه الإعلامي السابق في عدن ، وقبل ان يفتح السفير السعودي قناة للأموال التي تقع تحت تصرفه ويعكسها بالأرقام في حضرموت ليرى العالم حجم الكرم السعودي لليمن رعى من الرياض على عجل جميع مراحل اشهار تكتل حضرمي سمي فيما بعد مجلس حضرموت الوطني متغافلا التجارب التي تؤكد ان تشكيل أي تكتل خارج وطنه لا يتخلق بصورة طبيعية ويكون مشوها وفي علاقة تنافر مع القوى الثابتة على الأرض ويتم صرعه سريعا .
حسب مراقبين يهدف هذا التحرك الى ارباك وفكفكة عربات الدولة الجنوبية التي ينشد الجنوبيين إعلانها كدولة مستقلة مكتملة الأركان الثمانية ، ويرسخ تابعية عدن لصنعاء ، ويربك عوامل استقرار حضرموت ومتطلبات انطلاقها الحقيقي ، ويتزامن هذا التحرك في وقت فشل فيه العليمي في عدن ويتجه بعيدا الى حضرموت محاط بشخصيات ليسوا سوى تركة ثقيلة متخمة بالفشل .
سقطت السعودية في جميع مدن اليمن ، والى اللحظة عجزت عن تدجين الجنوبيين في قوالبها ، واهمها تجذير الشرعية اليمنية في مفاصل الجنوب ، والمستغرب ان التقارير العالمية تشير أن اليمن مقبل على مجاعة كارثية في وقت نهضت فيه السعودية نهضة اقتصادية عملاقة لدولتها وشعبها ، وفي الاتجاه الآخر تتحرك سلطنة عمان بعمق نحو صنعاء، لترتقي العلاقة من دور الوساطة الى زيارة صنعاء من قبل رجال اعمال عمانيين ، أكتفت قبل أيام وكالة سبأ بنسختها الحوثية إعلانها أن رجال اعمال عمانيين زاروا صنعاء مؤكدين بذلك ان مرحلة قادمة من الشراكة الاقتصادية بين الحوثيين وسلطنة عمان وان بداءت ملامحها غير واضحة حتى الآن لكنها في الأساس مغلفة بمباركة سعودية ، عمان تتحرك الى صنعاء ، والسعودية تؤسس في حضرموت شراكة بملامح سياسية وعسكرية ستربك المستقر وتعزز من حالة التفكك والتشظي لمناطق الجنوب المحررة ، وهذا الفعل يخدم سطوة وتغلغل الإخوان والحوثيين على شريط حضرموت المهرة شبوة الغني والاستراتيجي .
نقلاً عن المرصد