كريتر نت – متابعات
أعلنت مجموعتا “أرامكو السعودية” و”توتال إنرجي” الفرنسية السبت توقيع عقود إنشاء مجمع جديد للبتروكيماويات في مصفاة ساتورب في المملكة.
وقال رئيس أرامكو وكبير إدارييها التنفيذيين أمين الناصر خلال حفل التوقيع في مدينة الظهران “اليوم، بينما يتردد العديد من الفاعلين في قطاع الطاقة في الاستثمار، يسرني أن أرى تسارع ساتورب مع مشروع التوسيع هذا بقيمة 11 مليار دولار”.
وأعلنت المجموعتان في بيان مشترك “ترسية عقود الهندسة والمشتريات والبناء… في مجمع أميرال الذي يُعد منشأة توسعة بتروكيميائية مستقبلية عالمية المستوى في مصفاة ساتورب”، مؤكدتين أن ذلك يمثّل “بداية أعمال الإنشاءات في التوسعة” المشتركة.
وسيدمج مجمع “أميرال” بمصفاة التكرير “ساتورب” التي تشغلها المجموعتان العملاقتان والواقعة في جبيل على الساحل الشرقي للسعودية.
وأوضحتا أن المشروع الذي أعلن عنه في 2018 واتخذ القرار النهائي بشأنه في 2022، يهدف الى “إلى ضم واحدة من أكبر الوحدات لتكسير اللقيم المختلط في منطقة الخليج العربي، بطاقة إنتاجية تبلغ 1.650 كيلو طن سنويًا من الإيثيلين والغازات الصناعية الأخرى”.
وأشار البيان الى أن المجمع المقرر أن يبدأ العمل في العام 2027، يتوقع أن يجذب “أكثر من 4 مليارات دولار من الاستثمارات الإضافية في مجموعة متنوعة من القطاعات الصناعية”، ويساهم “في توفير نحو 7000 وظيفة محلية مباشرة وغير مباشرة” مع بدء العمل فيه اعتبارا من العام 2027.
وأكد الناصر أهمية المشروع في سياق “رؤية 2030” التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وتهدف الى تنويع مصادر الدخل للمملكة، أكبر مصدّري النفط الخام في العالم.
من جهته، أكد رئيس مجلس إدارة “توتال إنرجي” باتريك بوياني “الالتزامات الاجتماعية والبيئية” التي اتخذها الطرفان في إطار هذا المشروع الذي “يفتح صفحةً جديدةً في تاريخنا المشترك مع أرامكو السعودية”.
وكانت المجموعة الفرنسية أعلنت في ديسمبر أنها ستوفر مع أرامكو السعودية من أموالهما الخاصة، ما مجموعه أربعة مليارات دولار من أصل 11 مليارا (62.5 بالمئة من أرامكو و37.5 بالمئة من توتال).
وأعلنت الشركتان اتخاذهما قرارا بالاستثمار النهائي لإنشاء مجمع البتروكيماويات، الأول من نوعه في المنطقة شرق المملكة، إذ سيُدمج مجمع “أميرال” مع مصفاة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيماويات (ساتورب) في الجبيل على الساحل الشرقي للمملكة.
ومن المنتظر أن تعمل منشأة البتروكيماويات على تمكين المصفاة من تحويل الغازات المنبعثة من المصافي المنتجة داخليًا والنافثا، والإيثان والبنزين الطبيعي، إلى مواد كيميائية عالية القيمة، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويشمل المجمع الجديد وحدتين حديثتين من البولي إيثيلين، تستعملان تقنية الحلقة المزدوجة المتقدمة، ووحدة استخلاص البوتادين، بالإضافة إلى وحدات المشتقات الأخرى المرتبطة بها.
وتُعَد السعودية رابع أكبر منتج عالمي للبتروكيماويات، مع سعي المملكة نحو الاستفادة من النفط وتطوير حقول الغاز بهدف التوسع بشكل أكبر في صناعة البتروكيماويات.
وتستهدف السعودية، تحويل نحو 4 ملايين برميل من السوائل إلى مواد كيميائية بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، لتظل موردًا موثوقًا للطاقة والمواد الكيميائية.
وفي نهاية نوفمبر الماضي أعلن وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، اعتزام شركة سابك، بالتعاون مع أرامكو، البدء في أول مشروع بالمملكة لتحويل النفط الخام إلى بتروكيماويات في مدينة رأس الخير بطاقة 400 ألف برميل يوميًا.
واتجهت أرامكو، خلال العام الماضي، نحو توسيع استثماراتها في آسيا وتأسيس مجمعات بتروكيماوية، للمساهمة في تلبية الطلب المتزايد على تلك المنتجات في الصين.
ودخلت الشركة السعودية، خلال شهر مارس 2022، في شراكة استثمارية تستهدف تأسيس منشأة ضخمة تضم مصفاة ومجمع بتروكيماويات في شمال شرق الصين.
ومن المقرر أن تطور شركة أرامكو هواجين للبتروكيميائيات مجمعَ تحويل السوائل إلى كيميائيات، تتضمن مصفاة بطاقة إنتاجية تصل إلى 300 ألف برميل يوميًا، ووحدة تكسير إيثيلين لتصنيع آلاف المنتجات البتروكيماوية يوميًا، على أن يبدأ العمل بحلول عام 2024.
وشركة أرامكو هواجين للبتروكيميائيات، هي مشروع مشترك بين أرامكو السعودية، وكل من شركة مجموعة شمال هواجين للصناعات الكيماوية، وشركة بانجين.
ويُعَد مجمع البتروكيماويات فرصة لأرامكو السعودية في توريد ما يصل إلى 210 آلاف برميل يوميًا من النفط الخام للمجمع، وفقًا للشركة.
وتقول الشركة إن المجمع، المقرر بناؤه في مدينة بانجين بمقاطعة لياونينغ الصينية، سيُسهم في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة والمنتجات الكيميائية في الصين.
وفي السياق نفسه، وقّعت أرامكو مذكرة مبدئية مع الشركة الصينية للنفط والكيميائيات (سينوبك)، لتنفيذ مشروع جديد في مدينة غولي بمقاطعة فوجيان.
ويتضمن المشروع إنشاء مصفاة تكرير بطاقة 320 ألف برميل يوميًا، ومجمع تكسير للبتروكيماويات بطاقة إنتاجية تصل إلى 1.5 مليون طن سنويًا، على أن يبدأ العمل بنهاية 2025.
ووقّعت أيضًا في ديسمبرالماضي، مذكرة تفاهم مع مجموعة شاندونغ للطاقة، تستهدف استكشاف فرص التعاون بمجال التكرير والبتروكيماويات المتكاملة في الصين.
وشملت مذكرة التفاهم اتفاقيةً لشراء منتجات كيميائية، وكذلك اتفاقية محتملة لتوريد النفط الخام؛ ما يزيد من استثمارات أرامكو السعودية في بناء قطاع مزدهر للتكرير والبتروكيماويات بمقاطعة شاندونغ الصينية.