كريتر نت – متابعات
لا تزال حياة الإمبراطور الفرنسي نابوليون بونابارت مثيرة لاهتمام الفنانين وخاصة منهم السينمائيين الذي تناولوه في أكثر من فيلم، وفي زمن احتدام التنافس بين منصات البث التدفقي تحاول كل منها إنتاج أعمال تجتذب المشاهدين، وهو ما دعا عددا منها إلى العودة إلى الأفلام والمسلسلات التاريخية التي لها جمهور واسع، ولعل هذا ما دفع منصة أبل إلى اختيار إنتاج فيلم عن نابوليون، الذي يمهد كذلك لإلغاء التعارض بين المنصات ودور العرض.
وحظي فيلم “نابوليون” للمخرج ريدلي سكوت ومن إنتاج شركة أبل، التي تعتزم عرضه عبر منصتها للبث التدفقي، بإشادة الحاضرين في افتتاح مهرجان “سينماكون” الذي يشكل ملتقى سنويا في لاس فيغاس لأصحاب دور السينما الأميركية.
وكان الفيلم الذي يجمع بين السرد الملحمي والتاريخي ويؤدي دور نابوليون بونابرت فيه الممثل الحائز جائزة أوسكار جواكين فينيكس، نجم أمسية افتتاح المهرجان مساء الاثنين. وستتولى أستوديوهات “سوني بيكتشرز” توزيع الفيلم في دور السينما، ومن المقرر بدء عرضه خلال نوفمبر في الصالات الأميركية.
ويعتبر “نابوليون” فيلما تاريخيا وهو مقتبس من القول المأثور “هناك هيئة عامة مخبأة في حقيبة معدات كل جندي”، ويغوص في حياة وأصول بونابرت وصعوده إلى السلطة ويتعرض إلى علاقته المضطربة مع زوجته. ويتناول العمل، الذي حظي بإعجاب أصحاب دور السينما، معركة تنصب خلالها القوات الفرنسية بقيادة نابوليون كمينا لجيش العدو في بحيرة متجمدة.
وقال رئيس “سوني بيكتشرز” توم روثمان إن “مصطلح ‘ملحمي’ هو أول ما يتبادر إلى الذهن عند وصف الفيلم”، الذي أنتجته شركة “أبل أوريدجينل فيلمز”. وأشاد روثمان بمنصة البث التدفقي التي لم تكن حاضرة سابقا في مهرجان “سينماكون”.
ويركز الفيلم على بدايات الإمبراطور المستقبلي وكيف صعد إلى السلطة، بالإضافة إلى علاقته بجوزفين التي أصبحت زوجته عام 1796 وتؤدي دور شخصيتها الممثلة فانيسا كيربي.
وعلى الرغم من أن القصد من الفيلم هو تصوير معارك نابليون الشهيرة وطموحه وعقله الإستراتيجي، إلا أن قصة الحب التي عاشها مع جوزفين لا تقل أهمية عن أصول وطريقة القائد العسكري العظيم.
وهذا العمل هو ثاني تعاون بين المخرج البريطاني وفينيكس بعد الفيلم الشهير “غلادياتور” أو “المحارب” الذي صدر في عام 2000. وتولى كتابة السيناريو الخاص بالفيلم ديفيد سكاربا، كاتب قصة فيلم “أول ذي ماني إن ذي وورلد” عام 2017.
ويعود سكوت من خلال هذا المشروع الجديد إلى الحقبة التاريخية التي تناولها فيلمه الروائي الأول “ذي دويليستس” (1977) الذي نال عنه جائزة العمل الأول في مهرجان كان الفرنسي.
وتدور أحداث “ذي دويليستس” في حقبة الإمبراطورية النابوليونية، ويتولى الممثل هارفي كيتل فيه دور جندي.
وعادة ما يروج مهرجان “سينماكون”، الذي يجمع مديري أستوديوهات هوليوود وأصحاب دور السينما ومديريها ونجوما مشهورين عالميا، الأعمال المرتقب عرضها على “الشاشة الكبيرة” فيما يوجه انتقادات لمنصات البث التدفقي.
إلا أن دراسة حديثة أشارت إلى أن شركة أبل تعتزم استثمار مليار دولار سنويا في إنتاج أفلام ستعرض بداية في دور السينما قبل إتاحتها عبر منصتها للبث التدفقي “أبل+”. ويشكل هذا القرار نبأ سارا لدور السينما التي تضررت جراء جائحة كوفيد – 19.
وسيعرض فيلم “كيلرز أوف ذي فلاور مون”، لمارتن سكورسيزي ومن بطولة ليوناردو دي كابريو وروبرت دي نيرو وإنتاج شركة أبل، في دور السينما بعد توزيعه من شركة باراماونت، فيما طرحت شركة أمازون أخيرا فيلم “إر” لبن أفليك في دور السينما. واعتبر الخبراء في المجال السينمائي أن التغطية الإعلامية لهذه الأعمال ستعزز شهرة الشركتين ومنصتيهما للبث التدفقي “أبل+” و”برايم فيديو”.
وكان مخرج أفلام “آلين” و”غلادياتور” و”بلايد رانر” قد اختار منذ البداية نجم فيلم “جوكر” لأداء شخصية الإمبراطور الفرنسي، لكنه كان يعلم أنه من أجل الحصول على القصة بشكل مبهر لا بد أن يكون دور جوزفين مهما بالقدر نفسه.
والتزمت أستوديوهات أبل بتمويل الفيلم وإنتاجه إذ أقامت شراكة مع المخرج البريطاني البالغ من العمر 83 عاما وشركته الإنتاجية “سكوت فري بروداكشنز” لإنتاج مشاريع تلفزيونية لمنصة الفيديو على الطلب “أبل تي في+”.
وبعد إطلاق “أبل تي في+” في نوفمبر 2019، والتي تركز على المسلسلات، استثمرت مجموعة “كوبرتينو” (كاليفورنيا) منذ ذلك الحين بكثافة في السينما. ومن أبرز الأفلام التي أنتجتها “تشيري” العمل الأول لأنطوني وجون روسو منذ “أفنجرز: إندغيم”. كذلك أنتجت المنصة فيلم المخرج مارتن سكورسيزي “كيلرز أوف ذي فلاور مون” الذي بلغت ميزانيته نحو 200 مليون دولار، وفق تقارير أوردتها عدة وسائل إعلام أميركية.