كريتر نت – متابعات
اتهمت وزارة العدل الأميركية الثلاثاء مؤسس مجموعة قومية لأميركيين من أصول أفريقية وثلاثة أعضاء فيها رسميا بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات الروسية للتأثير على الانتخابات في الولايات المتحدة.
وتشتبه السلطات الأميركية بأن أومالي يشيتيلا، مؤسس “حزب الشعب الاشتراكي الأفريقي” و”حركة أوهورو”، وثلاثة أعضاء آخرين في الحزب، هم عملاء يعملون لحساب روسيا وتآمروا ضد المصالح الأميركية، خصوصا عبر محاولة التأثير على عدد من الانتخابات.
وقد يُحكم على يشيتيلا والأعضاء الثلاثة الآخرين في الحزب، بيني جوان هيس وجيسي نيفيل وأوغسطس رومان، بالسجن لمدة يمكن أن تصل إلى عشر سنوات.
ويتخوف مراقبون من أن تقود هذه الاعتقالات والحملات الإعلامية التي ستتبعها إلى عامل جديد من عوامل الهجوم على السود في الولايات المتحدة لاعتبارات عنصرية.
◙ محضر الاتهام يفيد بأن يشيتيلا سافر إلى روسيا في 2015 لإبرام صفقة مع حركة إيونوف
يأتي هذا في وقت تشهد فيه العلاقات الأميركية – الروسية اتهامات كثيرة بشأن التجسس. لكن اتهام قادة حزب للسود بالعمل لفائدة روسيا من شأنه أن يأخذ بعدا أكبر في ظل ارتباطه باللون والحملات العنصرية التي قد ترافقه.
وسبق أن اتهمت الولايات المتحدة في الماضي روسيا بالتدخل في الانتخابات الأميركية التي جرت في 2016، بما في ذلك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لدعم دونالد ترامب الذي أعرب عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويفيد محضر الاتهام بأن المتهمين الأربعة تلقوا أموالا ودعما من ألكسندر إيونوف وهو عميل سري روسي يقدم نفسه على أنه زعيم حركة مناهضة للعولمة، وكذلك من جواسيس لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي (أف أس بي).
وقال نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) بالوكالة كورت رونو إن “الإعلان يرسم صورة مقلقة لأعمال الحكومة الروسية والحدود التي يرغب جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في تجاوزها للتدخل في انتخاباتنا وزرع الشقاق في بلدنا وفي نهاية المطاف تجنيد مواطنين أميركيين لمساعدتهم في جهودهم”.
وقالت وزارة العدل الأميركية إن كل المتهمين كانوا على علم بأن إيونوف الذي يعتقد أنه فر الآن إلى روسيا، كان يعمل لحساب موسكو.
ونفى يشيتيلا في السابق كونه عميلا لروسيا، قائلا إن الحكومة الأميركية تستهدفه بسبب نشاطه. وكتب يشيتيلا أن “هذه القضية لا تتعلق بما إذا كنت قد ذهبت إلى روسيا أم لا، أو ما إذا كان موقفي من الحرب في أوكرانيا مثل موقف الروس أم مغايرا لموقفهم”.
وأضاف “تم تنفيذ هذا الهجوم ضدنا لأننا حاربنا دائمًا من أجل تحرير أفريقيا والشعوب الأفريقية في كل مكان”.
◙ مخاوف من أن تقود هذه الاتهامات والحملات الإعلامية التي ستتبعها إلى عامل جديد من عوامل الهجوم على السود في أميركا
واكتسبت الحركة القومية السوداء المرتبطة باسمي مالكولم إكس أو “الفهود السود” زخمًا في الولايات المتحدة في منتصف القرن العشرين. وهي تتبنى منطق مواجهة مع السلطات للدفاع عن مصالح الأميركيين من أصول أفريقية.
وقد تأسس “حزب الشعب الاشتراكي الأفريقي” في 1972 ويدافع عن “الطبقة العاملة الأفريقية” ضد “الهيمنة الرأسمالية والاستعمارية الأميركية”، كما ورد في موقعه على الإنترنت.
ويفيد محضر الاتهام بأن يشيتيلا سافر إلى روسيا في 2015 لإبرام صفقة مع حركة إيونوف.
وفي 2016 مول إيونوف جولة من التظاهرات التي نظمتها هذه الحركة لدعم “عريضة حول جريمة إبادة جماعية ضد الشعب الأفريقي في الولايات المتحدة”.
وإلى جانب عملية زعزعة الاستقرار هذه، حاول المتهمون، وفقا لمحضر الاتهام، التأثير على الانتخابات المحلية في 2017 و2019 في سانت بطرسبرغ بولاية فلوريدا، حيث يقع مقرها. كما يشتبه في أنهم سعوا للتأثير على انتخابات 2020.
وفي 2022 تلقى أحد المتهمين وهو أغسطس رومان أموالًا من إيونوف “للترويج لمصالح روسيا المرتبطة بالغزو الروسي لأوكرانيا”، حسب الاتهام.