كتب .. جميل الصامت
ليس هناك ثمة اختلاف بين نهج الحوثي وأسلافهم آل حميد الدين لوظيفة الدولة ومسئولياتهم تجاه المجتمع ،حينما دانت البلاد للاخيرين بعد رحيل الاتراك في العام 1918م ، أخذ يحيى حميد الدين في بسط نفوذه واسقاط مشروعه الطائفي المتخلف على المناطق المخالفة مذهبيا وتملك ثرواتها عنوة واساء الى تاريخها العريق ،وزاد عزز ذلك بالمجازر والمذابح لحصد خيرة رجالاتها وعقولها بغية تعميد نموذج حكمه اللارشيد قطعا .
وحتى يكتمل مشروعه اتى ببدعة لاتنم عن وعي حضاري او على الاقل فهم في الاستفادة مما هو قائم عندما شرع في تصفية كل ماتركه الاتراك بدءا بتحطيم السكة الحديد الاتي من الحجاز واغلاق دور الطباعة في صنعاء ،والقضاء على النمط الاداري والمالي وحل كل ماهو قائم بشكل انتقامي كماتشير مراجع التاريخ ،والسعي الى اغلاق البلاد وعزلها عن محيطها دعما لتعزيز قبضته بحسب اعتقاده انه يحصن سلطته من رياح التغيير التي عادة ماتكون نتاج تاثير الخارج ،وليس حاجة الداخل وفق فقه الائمة حينها .؟!
كرس يحيى حميد الدين سياسة العزلة التامة عن الخارج مع تاميم كل ما ورثه عن الاتراك بدلا من الاستفادة منه واعتباره ارث دولة ينبغي المحافظة عليه وتطويره .
وفي المناطق الجديدة حرص على التنكيل باهلها وهدم تراثها المذهبي كما حدث مع تعز (الرسولية) وما طال اهم مكتباتها التي احيلت الى مدبغة للجلود ،وكذا ماتعرض له ابن علون من هدم ونبش للقبر .
ظل يحيى حميد الدين ونجله احمد من بعده يصفيان حسابات مع التاريخ ومع الحاضر والمستقبل ردحا من الزمن ،فاستحقا الثورة عليهما واسقاط نظامهما البائد ،بجرائم العزلة والانعزال والتخلف والاستبداد ،التي كرست خلال فترة حكمهما من 1918 – 1962م .
جماعة الحوثي نموذج لايختلف كثيرا ويسير على نهج البيت الحميدي وهي اي الحماعة تسعى الى القضاء على ارث الوطن في الثورة والجمهورية وكل مكتسباتها ،
سلسلة من الجرائم شهدتها البلاد من هدم كل ماله علاقة بالدولة، كان آخرها مدونة السلوك الوظيفي وهي مشروع لتاميم الوظيفة العامة وحوثنة مابقي من الدولة واجهزتها ،وصولا لقانون جديد يسمى قانون منع المعاملات الربوية ،وهو الآخر محاولة لتاميم وقح لاموال ومدخرات المودعين وتعريض البنوك للافلاس تمهيدا للسطو عليها ،وهذا من شانه حسب خبراء الاقتصاد عزل البلاد عن العالم ومنع التجارة الخارجية ،ترافق معه تاميم لقطاعات ومرافق عامة وخاصة ،بدات تزحف نحو كبرى امبرطوريات المال بشل مخيف اضطرت الاخيرة لادماج السفير البريطاني السابق في اليمن ضمن مجلس ادارتها تلافيا لاي مغامرة تستهدف الامبراطورية الابرز في اليمن .
حتى في جانب العلاقة مع الحركة الصهيونية ال حميد الدين تعاونوا مع الوكالة اليهودية وهجروا قرابة ال50الف يهودي يمني الى فلسطين خدمة للحركة الصهيونية ،وبعد عقود اهدت جماعة الحوثي حكومة العدو الصهيوني النسخة الاصلية للتوراة خلال العام 2014م .
كل مايعتمل من تصفية لكل ماله علاقة بالدولة يجري الاعتداء عليه ،من اجل ان تتمكن جماعة الحوثي من الحكم والسيطرة وانفاذ مشروعها على الناس ،وهو لايختلف عما اعتمده نظام البيت الحميدي ،ومن هنا نقول ان الجماعة تسير على خطى اسلافها ..؟!