كريتر نت – متابعات
يراقب المصرفيون حالة الهلع التي أصابت الشركات البريطانية الباحثة عن مراكز مالية أضمن جراء الفوضى التي خلفها أقدم وأكبر بنك أميركي متخصص في تمويل قطاع التكنولوجيا، رغم المؤشرات التي تؤكد أن رياح الأزمة انقشعت ولا خوف على الودائع.
وتشهد البنوك البريطانية زيادة في الاستفسارات لتحويل الأموال النقدية بين المؤسسات بعد انهيار بنك سيليكون فالي “أس.في.بي” للتكنولوجيا الأميركي، حيث دفعت مخاوف العدوى بعض المودعين إلى محاولة اكتشاف أكثر الأسواق أمانا لأموالهم.
وذكر بنك باركليز، أحد أكبر المقرضين في البلاد، لرويترز أنه شهد زيادة في الاستفسارات للتبديل أو فتح حسابات تجارية في الأيام القليلة الماضية.
وتعزز هذا الموقف حينما قالت شركة فيرجن موني، سادس أكبر بنك في بريطانيا، في بيان إنها شهدت أيضا “صافي تدفقات الودائع التجارية في الأيام الأخيرة”.
وأدى انهيار بنك سيلوكون فالي “أس.في.بي” الأميركي إلى اضطراب الأسواق العالمية خلال الأسبوع الماضي، مع انتشار مخاوف العدوى إلى كريدي سويس، مما أجبر البنك المركزي السويسري على دعم السيولة الخميس الماضي في خطوة جلبت بعض الراحة.
وقالت الحكومة البريطانية وبنك إنجلترا المركزي إن النظام المصرفي في البلاد آمن وسليم وذو رأس مال جيد، وهو ما ذهبت إليه العديد من الحكومات والسلطات النقدية في أوروبا.
وأنقذ أتش.أس.بي.سي، أكبر بنك في أوروبا، ذراع المملكة المتحدة أس.في.بي الاثنين الماضي بالاستحواذ على البنك الأميركي مقابل جنيه إسترليني واحد. وقال كبار مديري أتش.أس.بي.سي إن “هذا يعني أن ودائع عملاء البنك الأميركي آمنة وقروضهم مدعومة”.
لكن انهيار البنك، الذي يتخذ من كاليفورنيا مقرا له، أدى إلى المزيد من التدقيق في سلامة الودائع غير المؤمن عليها التي تزيد عن 85 ألف إسترليني كضمان ممنوح للبنوك المرخصة في بريطانيا، خاصة للشركات، حيث من المرجح أن تكون لديها ودائع أكبر.
ونسبت رويترز إلى سام فرانكلين، الرئيس التنفيذي لمنصة التوظيف أوتا، التي تضم حوالي 70 موظفا بدوام كامل، قوله إن “الأزمة أثرت على الطريقة التي فكرت بها الشركات الناشئة الصغيرة بشأن مواردها المالية”.
وأوضح أن عددا من الرؤساء التنفيذيين والمديرين التنفيذيين للشركات الناشئة بدأوا البحث عن بنوك أخرى لتجمع معها أموالا، بالإضافة إلى وحدة أس.في.بي البريطانية هذا الأسبوع، مشيرا إلى باركليز باعتباره المفضل لدى البعض.
وأضاف “نحن جميعا نواصل رحلة التعلم هذه معا. ونبحث جميعا عن بنوك تتمتع بدعم كبير وعلامات تجارية قوية وسجلات إنجازات قوية”.
وقال ديفيد جارفيس، مؤسس المنصة المصرفية غريفين، وهي عضو بمجموعة واتسآب تضم أكثر من 200 من مؤسسي التكنولوجيا المالية، إن “العشرات من الشركات بدأت عملية فتح حسابات بنكية جديدة بعد انهيار أس.في.بي”. وأضاف أن الناس كانوا “ينظرون في الغالب إلى بنوك المقاصة الكبيرة”.
أما روس شو، مؤسس شركة تيك لندن أدفوكاتيس المتخصصة في مجال الأعمال الناشئة، فنصح الشركات الناشئة بتوزيع رأس مالها بين الحسابات المصرفية المختلفة كمسألة طبيعية. وقال “أظن أن الكثيرين تعلموا نهاية هذا الأسبوع عن مخاطر عدم القيام بذلك”.
وأدى الارتفاع السريع في أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا خلال الخمسة عشر شهرا الماضية إلى تحفيز منافسة أكبر بين المقرضين للمودعين، حيث اكتسب اللاعبون الصغار اليد العليا لأنهم كانوا أسرع في رفع أسعار المنتجات.
ولكن انهيار بنك أس.في.بي كثف التدقيق في نماذج الأعمال لجميع المقرضين، بما في ذلك المتخصصون ذوو الميزانيات العمومية الأصغر التي يمكنهم الرجوع إليها.
وقال جون كرونين، المحلل المصرفي في شركة غوودبادي، إن “ترحيل الودائع سيظل محورا رئيسيا للمحللين والمستثمرين”.
وأكد أنه في حين أن المشكلات التي واجهها البنك الأميركي كانت خاصة بالمؤسسات إلى حد كبير، فقد أثارت مخاوف عامة حول صحة الميزانيات العمومية للبنوك.
وأوضح كرونين أن بعض المتخصصين قد يكونون أقل تعرضا للمخاطر لأنهم يعتمدون بشكل أساسي على ودائع المستهلكين.
وقال دوم هالاس، المدير التنفيذي في كواديك، وهي منظمة تمثل شركات التكنولوجيا الناشئة في بريطانيا، “سيستغرق الكثير من الشركات وقتا للتفكير بعناية أكبر حول وضعها المالي مستقبلا، لكنني أعتقد أن من السابق لأوانه تحديد الفائزين والخاسرين”.
وذكرت مصادر في ثلاثة مقرضين متخصصين وعبر الإنترنت امتنعت عن الكشف عن أسمائها، مشيرة إلى حساسية الموقف لرويترز، أنها شاهدت تدفقات من الودائع التجارية في الأيام القليلة الماضية.
وقال أحد المصادر إن “منصة الخدمات المصرفية الرقمية ريفولوت شهدت زيادة بنسبة 5 في المئة في الاشتراكات الجديدة من الشركات، ولاسيما الشركات الكبرى، الأسبوع الماضي مقارنة بالأسابيع السابقة، وزيادة كبيرة في الأرصدة الليلية”.
وأكدت ريفولوت التي تقدمت بطلب للحصول على ترخيص مصرفي في بريطانيا ولكنها ليست محمية بعد بضمان الودائع الحكومية، أنها لم تتمكن من مشاركة الأرقام لهذا الأسبوع.
وقال متحدث باسم الشركة، لم تذكر رويترز هويته، إن “عملاء ريفولوت في الاتحاد الأوروبي محميون بضمان منطقة اليورو البالغ 100 ألف يورو”.
وركزت العديد من البنوك البريطانية على منتجات التجزئة مثل مدخرات المستهلك، وقالت إنها لم تشهد أي تغيير في سلوك العملاء منذ انهيار أس.في.بي.
كما أشارت إلى أن الغالبية العظمى من أرصدة العملاء كانت أقل بكثير من الضمان الحكومي البالغ 85 ألف إسترليني، وبالتالي تمت حمايتها.
وقال متحدث باسم مترو بنك “ليست لدينا مخاوف من عملائنا”. وأضاف “النظام المصرفي في المملكة المتحدة لا يزال آمنا ويستمر في العمل كالمعتاد”.