كريتر نت – متابعات
ضاعف رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي من إحراج موقف قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل التي تواجه هذه الأيام حملة انتقادات واسعة من خارج المنظمة وداخلها على خلفية المواقف التي أعلنتها خلال المسيرة الاحتجاجية التي نظمتها في الرابع من مارس الجاري.
وكان الأمين العام لاتحاد الشغل نورالدين الطبوبي قد ألقى خطابا ناريا قبيل انطلاق المسيرة ختمه بتوجيه تحية إلى من سمّاهم بـ”المعتقلين السياسيين في سجن المرناقية”.
ورد زعيم حركة النهضة، الأربعاء، التحية بأحسن منها، حيث أعرب الغنوشي عن استحسانه لموقف اتحاد الشغل من قضية المساجين بالمرناقية واعتبر أن دعوته إلى حوار وطني شامل للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد مؤشر إيجابي قوبل بإجابة سيئة، حسب وصفه.
وصدمت تحية الطبوبي أنصار اتحاد الشغل الذين سارعوا إلى التعبير عن غضبهم حيال ما صدر عنه، واعتبروا أنه حاد عن مبادئ المنظمة الشغيلة، وانتصر لمتّهمين، بعضهم كان قد حرّض في إحدى الفترات على الاتحاد، كما أنه أصدر بشكل ضمني حكم براءة على الموقوفين قبل أن يصدر القضاء كلمته.
وقد حاول الطبوبي وبعض قيادات المنظمة الشغيلة تدارك الموقف لاحقا من خلال تقديم جملة من التبريرات، كالقول إن المعنيين بالتحية هم النشطاء المدنيون والنقابيون الموقوفون، لكن هذه التبريرات لا تبدو مقنعة بالنسبة إلى الكثيرين.
وشدد زعيم النهضة في حوار مع إحدى وسائل الإعلام المحلية على أن حركته لم تكن يوما في قطيعة مع اتحاد الشغل، مشيدا بالدور الذي طالما لعبته هذه المنظمة في إدارة الأزمات في البلاد من خلال الحوار.
وكان اتحاد الشغل جزءا أصيلا في صياغة التوافقات السياسية خلال فترة حكم حركة النهضة طيلة السنوات العشر التي سبقت الإعلان عن مسار الخامس والعشرين من يوليو 2021.
ويسعى الاتحاد اليوم للحفاظ على هذا النفوذ، وهو الأمر الذي يرفضه بشدة الرئيس التونسي قيس سعيد.