كريتر نت – متابعات
تريد وكالة الفضاء الأوروبية أن تمنح القمر نطاقه الزمني الخاص، مع توقع مزيد من عمليات الانطلاق إليه خلال هذه المرحلة.
وخلال الأسبوع الماضي قالت الوكالة إن وكالات الفضاء حول العالم تفكر في كيفية احتساب الوقت على القمر شبيه بتوقيت غرينيتش الموجود على كوكب الأرض، وذلك لتوحيد القياس الزمني المستخدم في البعثات الفضائية.
وانطلقت الفكرة خلال اجتماع في هولندا أواخر العام الماضي، واتفق المشاركون على حاجة عاجلة لتأسيس “مرجع مشترك للوقت القمري”، وفق ما قاله مهندس أنظمة الملاحة في الوكالة الأوروبية بيترو جيوردانو. وأضاف أن “جهودا دولية مشتركة تعمل الآن لتحقيق هذا”.
ولن يؤدي تحديد منطقة زمنية قياسية ومتفق عليها للقمر إلى تسهيل التعاون بين وكالات الفضاء حول العالم فحسب، بل يمكن أن يضمن توجيهاً وملاحة أكثر دقة على سطح القمر.
ومع ذلك هناك بعض العقبات الكبيرة، وفقا لمسؤولي الفضاء الأوروبيين.
فأولا، لم يتضح بعد ما إذا كان ينبغي أن تكون وكالة فضاء واحدة مسؤولة عن تحديد “وقت القمر” والحفاظ عليه. وإذا تم إنشاء منطقة زمنية جديدة، سيكون السؤال حول ما إذا كانت مرتبطة بالتوقيت الأرضي، أم أنها منفصلة تماماً.
يُضاف إلى ذلك مشكلة تحديد المكان المعياري على سطح القمر، لأن الوقت لا يكون نفسه في المدار القمري كله.
وعادة ما تستخدم البعثات إلى القمر الهوائيات للحفاظ على تزامن الأنظمة الموجودة على متنها مع الوقت على الأرض، لكن مسؤولي الفضاء الأوروبيين يقولون إن هذه الطريقة قد لا تكون مستدامة لأن البشر يؤسسون لتواجد دائم على القمر.
وتعمل الساعات على القمر أسرع منها على الأرض، وتكتسب حوالي 56 ميكروثانية كل يوم وتحدث الدقات بشكل مختلف على سطح القمر عنها في المدار القمري.
وقال برنارد هوفينباخ الذي يعمل في مديرية استكشاف الإنسان والروبوتات في وكالة الفضاء الأوروبية “بالطبع، يجب أن يكون نظام الوقت المتفق عليه عملياً لرواد الفضاء”.
وقال يورغ هان كبير مهندسي غاليليو في وكالة الفضاء الأوروبية والذي يقدم أيضا المشورة بشأن الجوانب الزمنية للقمر “لقد تم تحقيق قابلية التشغيل البيني للوقت والأطر المرجعية الجيوديسية بنجاح هنا على الأرض لأنظمة الأقمار الصناعية للملاحة العالمية، جميع الهواتف الذكية اليوم قادرة على الاستفادة من النظام الحالي لحساب موقع المستخدم وصولا إلى مستوى المتر أو حتى ديسيمتر. ويمكن إعادة استخدام تجربة هذا النجاح للأنظمة القمرية التقنية الطويلة المدى القادمة، على الرغم من أن ضبط الوقت المستقر على القمر سيطرح تحديات فريدة خاصة به مثل مراعاة حقيقة أن الوقت يمر في توقيت مختلف بسبب تأثيرات الجاذبية والسرعة النوعية للقمر”.
وقال هوفنباخ “سيكون هذا تحديا كبيرا، حيث يستمر كل يوم 29.5 يوما أرضيا. ولكن بعد أن أنشأنا نظام توقيت للعمل على سطح القمر، يمكننا المضي قدما في فعل الشيء نفسه بالنسبة إلى وجهات الكواكب الأخرى”.
وأضاف “بعد إنشاء التوقيت الجديد، يمكننا المضي قدماً في فعل الشيء نفسه بالنسبة إلى الكواكب الأخرى”.
وعادةً ما تستخدم البعثات إلى القمر الهوائيات للحفاظ على تزامن الأنظمة الموجودة على متنها مع الوقت على الأرض، لكن مسؤولي الفضاء الأوروبيين يقولون إن هذه الطريقة قد لا تكون مستدامة لأن البشر يؤسسون لتواجد دائم على القمر.
وفي الوقت الحالي تسير بعثات السفر إلى القطر بوقت الدولة التي تنطلق منها المركبة الفضائية.
وذكر مسؤولو الفضاء الأوروبيون أن نطاقا زمنيا قمريا يتفق عليه دوليا سيسهل الأمر على الجميع، خاصة مع انطلاق المزيد من الدول وحتى شركات خاصة إلى القمر واعتزام وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” إرسال رواد فضاء إليه، وفق الوكالة.
وتعين على ناسا مواجهة مشكلة التوقيت أثناء تصميم وبناء محطة الفضاء الدولية، التي تقترب من الذكرى 25 على إطلاق أول أجزاء منها.
ورغم أن محطة الفضاء لا تتمتع بنطاقها الزمني الخاص، فهي تسير وفقا للتوقيت المنسق العالمي الذي يحسب بدقة بناء على ساعات ذرية.
ويساعد ذلك على تقسيم الفارق الزمني بين ناسا ووكالة الفضاء الكندية، وبرامج شريكة أخرى في روسيا واليابان وأوروبا.
ويناقش فريق دولي يبحث في النطاق الزمني للقمر ما إذا كان يجب على منظمة واحدة أن تحدد الوقت على القمر وتحافظ عليه، حسب ما ذكرت وكالة الفضاء الأوروبية.