كريتر نت – متابعات
التتويج بالألقاب حلم يراود أي مدير فني وخصوصا إذا تعلق الأمر بأندية الدوري الإنجليزي الذي يكون فيه التنافس على أشده بين الفرق الكبرى المهووسة بتدعيم خزائنها بالألقاب. لكن نهائي الأحد يتعلق بأمل يحدو فريقين طالا انتظارهما ويقدمان مستويات كبيرة هذا الموسم في البريميريليغ وهما مانشستر يونايتد ونيوكاسل اللذين سيلتقيان في نهائي كأس الرابطة.
ويبحث مانشستر يونايتد عن معانقة أول كأس منذ ست سنوات عندما يواجه نيوكاسل يونايتد، المملوك من السعودية والباحث عن لقب أول كبير منذ 1969، الأحد في نهائي كأس الرابطة الإنجليزية في كرة القدم.
ويجمع نهائي ملعب ويمبلي بين فريقين يقدمان موسما جيدا في الدوري المحلي، إذ يحتل مانشستر يونايتد المركز الثالث وراء أرسنال ومانشستر سيتي، ونيوكاسل المركز الخامس.
ويبحث “ماغبايز” عن لقب طال انتظاره بعد تراجعه في السنوات الأخيرة أمام عمالقة البريميرليغ، لكن بعد الاستحواذ السعودي فرض نفسه بين أندية الطليعة، وهو الأقل خسارة هذا الموسم في الدوري بواقع مباراتين آخرهما في الجولة الماضية ضد ضيفه ليفربول.
أما يونايتد، فيعود لقبه الأخير إلى الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” عام 2017، بعد أسابيع من تتويجه الأخير بكأس الرابطة على حساب ساوثهامبتون. ويملك يونايتد خمسة ألقاب في المسابقة الثالثة من حيث الأهمية في إنجلترا بعد الدوري والكأس، مقابل حلول نيوكاسل وصيفا مرة واحدة في 1976.
وفيما يعيش يونايتد أطول سلسلة له دون ألقاب في أربعة عقود، يتابع بمرارة هيمنة جاره اللدود مانشستر سيتي على الدوري في العقد الماضي. لكن بعد فترة طويلة مظلمة تلت النجاحات الرائعة مع السير أليكس فيرغوسون، تنفّس “الشياطين الحمر” الصعداء مع النتائج الجيدة التي تلت تعيين المدرب الهولندي إريك تن هاغ.
بعد تخطيه امتحان الرضوخ للبرتغالي كريستيانو رونالدو الذي انتهى بإقصاء أفضل لاعب في العالم خمس مرات عن مشواره الثاني في ملعب أولد ترافورد، أحكم تن هاغ قبضته على غرف الملابس.
وقال لاعب الوسط البرتغالي برونو فرنانديش “في أولى الحصص التدريبية كان يطلب ‘إما تقوم بذلك أو تصبح في الخارج’. لا تلعب”. وتابع “اعتقد الجميع أنه ‘إذا رفض لاعب كبير القيام بما يطلبه، هل سيخرجه؟’ وقد قام بذلك أكثر من مرّة، مع كريستيانو، جايدون (سانشو)، ومع ماركوس (راشفورد)”.
ولا توجد علامة ملموسة على تأثير المدرب السابق لأياكس أمستردام أكثر من الانقلاب الحاصل في أداء مهاجمه راشفورد، الذي يحارب ليكون جاهزا بدنيا عشية لقاء ويمبلي، إذ عانى صاحب 24 هدفا هذا الموسم من إصابة خلال إقصاء فريقه الخميس برشلونة الإسباني في يوروبا ليغ. وحاول تن هاغ تقليص حجم التوقعات في موسمه الأوّل، لكنه يدرك أن الفوز نهاية الأسبوع سيرفع معنويات نادٍ خارج من الظلمات.
وقال تن هاغ “هذه فرصة جيدة لإحراز لقب. ينتظرها المشجعون وسنقوم بكل شيء لنمنحهم هذا الشرف”. وحذّر المدرب البالغ 53 عاما الحكام من إهدار نيوكاسل الوقت، قائلا “فريقهم رائع يملك فلسفة واضحة حول طريقة اللعب. لكنهم مزعجون.. الحكام يريدون وقتا فعليا. يملكون (نيوكاسل) أدنى وقت في الدوري وهم ناجحون في ذلك”.
ومدفوعا بإدارة فنية ذكية من المدرب إدي هاو والعضلات المالية الجديدة من السعودية، لا يبدو أن نيوكاسل سيكون لقمة سائغة لمانشستر. وبعدما كان جسر عبور في السنوات الماضية في الدوري، استعاد نيوكاسل ذكريات التشكيلة “الاستعراضية” لكيفن كيغان، الأقرب إلى نيل اللقب في التسعينات.
وحقق النادي انتفاضة سريعة بعد استحواذه مقابل 305 ملايين جنيه (376 مليون دولار) من المالك السابق غير المحبوب مايك أشلي نهاية 2021، وجاء تعاقده مع هاو عندما كان مهددا بالهبوط إلى المستوى الثاني.
وبات صندوق الاستثمارات العامة السعودي يملك 80 في المئة من حصة النادي، لكن هاو هو الوجه العام لنهضة نيوكاسل. ورغم تراجع مستوى النادي أخيرا، فإنه يركّز على إحراز لقبه الأول منذ كأس المدن والمعارض الأوروبية عام 1969. ويعود لقبه المحلي الأخير إلى مسابقة الكأس في 1955.
ولمدينة مهووسة بكرة القدم، تُعدّ هذه السلسلة الطويلة دون أي لقب بمثابة عقاب موجع لـ”تون آرمي” الذين سيتابعون أول نهائي محلي منذ الخسارة أمام يونايتد في نهائي الكأس عام 1999.
ومن المقرّر أن يدفع نيوكاسل بحارس المرمى الألماني “المنحوس” لوريس كاريوس. ومنحه إيقاف الحارس نيك بوب فرصة التعويض بعد نحو سنتين دون خوض أي مباراة رسمية.
ويُعرف كاريوس بهفوتين كلفتا ليفربول لقب دوري أبطال أوروبا 2018 أمام ريال مدريد الإسباني (1 – 3). وقال هاو الذي يريد تحقيق الفوز تكريما لوالدته المتوفية عام 2012 بسبب المرض والتي اصطحبته لزيارة ملعب ويمبلي “ستكون فرصة رائعة له لإعادة كتابة قصة مسيرته”.