كريتر نت – متابعات
قوبلت خطوة موافقة الرئيس السوري بشّار الأسد على فتح معبرين حدوديين إضافيين بين تركيا وشمال غرب سوريا لإدخال مساعدات إنسانية للمتضرّرين من الزلزال الذي أوقع أكثر من 35 ألف قتيل في سوريا وتركيا، بترحيب دولي فيما عارضتها منظمة الخوذ البيضاء واعتبرت أن الأمم المتحدة قدمت للأسد “مكاسب سياسية مجانية”.
وقبل الزلزال كانت المساعدات الإنسانية لشمال غرب سوريا، المنطقة التي لا تخضع لسيطرة النظام السوري، تدخل من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن المساعدات العابرة للحدود.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنّ “فتح هذين المعبرين وكذلك تسهيل دخول الدعم الإنساني من خلال تسريع آليات الموافقة على التأشيرات وتسهيل السفر، من شأنه أن يسمح بدخول المزيد من المساعدات بشكل أسرع”.
وأوضح الأمين العام أنّ الأسد وافق على فتح معبري باب السلام والراعي بين تركيا وشمال غرب سوريا لفترة أولية مدّتها ثلاثة أشهر، لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
وشدد غوتيريش على أنّ “توفير المواد الغذائية والرعاية الصحية والحماية والإيواء والإمدادات الشتوية وغيرها من الإمدادات إلى الملايين من المتضررين هو أمر في غاية الإلحاح”.
ويأتي هذا الإعلان غداة لقاء المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الأسد في دمشق، للبحث في الاستجابة للزلزال المدمّر الذي ضرب سوريا وتركيا الأسبوع الماضي.
وعقب هذا الإعلان، أكدت كل من واشنطن وبرلين أنهما تنتظران تنفيذ النظام السوري قرار فتح معبرين لمرور المساعدات الإنسانية، حيث اعتبرت الولايات المتحدة أن فتح المعبرين أمر إيجابي إذا كان الأسد “جدّيا” في الوعود التي قطعها للأمم المتحدة.
وجاء في بيان للمتحدث باسم الوزارة الخارجية الأميركية نيد برايس “إذا كان النظام جديّا بهذا الشأن، وإذا كان مستعدا لإقران الأقوال بالأفعال، سيكون ذلك أمرا جيدا للشعب السوري”.
كما استقبلت برلين الخبر بشكل إيجابي، حيث صرحت الخارجية الألمانية بأن قرار النظام السوري فتح معبرين جديدين للمساعدات خطوة مهمة.
أما السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولاس دي ريفيير فقال إن الاتفاق إذا لم يتم تنفيذه بشفافية واستدامة دون عقبات، فيجب على مجلس الأمن النظر في اعتماد قرار يسمح بالوصول.
وفي المقابل، انتقد رائد الصالح، رئيس منظمة الخوذ البيضاء التي تتولى عمليات الإنقاذ في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، الثلاثاء قرار منح الأمم المتحدة الرئيس السوري السلطة على توصيل المساعدات عبر المعابر الحدودية مع تركيا، قائلا إن هذا قدم له “مكاسب سياسية مجانية”.
وقال رائد الصالح “هذا أمر صادم، ونحن في حيرة من تصرفات الأمم المتحدة”.
وتضرر الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة في شمال غرب سوريا من زلزال قوته 7.8 درجة وهزات ارتدادية قوية في السادس من فبراير خلفت أكثر من 37 ألف قتيل وأكثر من 100 ألف مصاب، فضلا عن مئات الآلاف من المشردين. ففي تركيا، ارتفع عدد القتلى إلى 31.640 قتيلا، و80 ألف مصاب، بينما تجاوز عدد الضحايا في سوريا 5800 قتيل.
وقالت الخوذ البيضاء إن عدد القتلى جراء الزلزال في شمال غرب البلاد بلغ 2274. وذاع صيت المنظمة من خلال ما تقوم به من عمليات إنقاذ المحاصرين في المباني التي تتعرض للقصف خلال الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات.
وكان الكثيرون من سكان المنطقة نازحين بالفعل بسبب عمليات القصف من جانب القوات الروسية وقوات الحكومة السورية أثناء الحرب.
واشتكى رجال الإنقاذ ومنظمات الإغاثة من بطء إيصال المساعدات بعد الزلزال.
واعترف مسؤولو الأمم المتحدة بأن المساعدات كانت بطيئة في البداية، لكنهم قالوا إن الإمدادات تم تعزيزها، بما في ذلك نقل الإمدادات من تركيا.
وأعلن الصالح أن شحنات كبيرة من المساعدات من السعودية وقطر بدأت في الوصول إلى الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة، قبل وصول مساعدات الأمم المتحدة.
وقال عن المساعدات السعودية والقطرية “سوف تحدث فرقا كبيرا لأنها تدخل مباشرة”.
ومنذ 2014، تمكنت الأمم المتحدة من إيصال مساعدات إلى الملايين من المحتاجين في شمال غرب سوريا التي مزقتها الحرب عبر تركيا، بموجب تفويض من مجلس الأمن، والذي جاء بعد معارضة الحكومة السورية لهذا الإجراء. لكن الأمم المتحدة مقيدة باستخدام معبر حدودي واحد فقط.
وعارضت الحكومة السورية تسليم المساعدات عبر حدودها، ووصفت ذلك بأنه انتهاك لسيادتها. وتقول إنه ينبغي تسليم المزيد من المساعدات عبر الخطوط الأمامية للحرب الأهلية المستمرة منذ 12 عاما.
والأوضاع سيئة للغاية في شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة فصائل معارضة، علما بأنه يتعذّر دخول أي قوافل مساعدات من الأراضي الخاضعة لسيطرة النظام إلى هذه المنطقة من دون موافقة دمشق.
وهبطت الثلاثاء طائرة سعودية تحمل مساعدات إغاثية لمنكوبي الزلزال المدمّر في مطار حلب الدولي، وفق ما أفاد مسؤول في وزارة النقل لوكالة فرانس برس، وهي الأولى من نوعها منذ قطع الرياض علاقتها الدبلوماسية مع دمشق إثر اندلاع النزاع.
وعبرت الحدود الاثنين شاحنات إلى سوريا من معبر باب الهوى في الشمال الغربي السوري، محمّلة بلوازم للإيواء المؤقت مع خيم بلاستيكية وبطانيات وفرش وحبال وما إلى ذلك.
والأحد، شكر الأسد خلال استقباله وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في دمشق دولة الإمارات على المساعدات الإنسانية والإغاثية “الضخمة” التي قدمتها لبلاده منذ الزلزال المدمر.