كريتر نت – متابعات
وجهت آمال عبدالحميد، عضو مجلس النواب المصري، مقترحا إلى المستشار حنفي جبالي، رئيس المجلس، يقضي بتبني مصر موقفًا يدعو إلى إجماع عربي على عودة سوريا إلى مقعدها الشاغر في الجامعة العربية منذ عام 2011.
وقالت النائبة في مقترحها “تمثِّل سوريا عبر التاريخ أهمية كبرى من الناحية الجغرافية والسياسية والإستراتيجية، (…) وتاريخيًا لعبت دورًا عربيًا من المحيط إلى الخليج لا ينساه أحد لدمشق من مواقف تجاه قضايا أمتها العربية، كما أن الانتصارات التي حققها العرب على مدار تاريخهم كانت سوريا لاعبًا رئيسيًا فيها”.
وأضافت “تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية على خلفية الأحداث التي شهدتها في عام 2011، كانت له مبرراته آنذاك، ومع ذلك رغم مرور قرابة عقد من الزمان على تعليق عضوية سوريا، فإن ذلك لم يساعد على الوصول إلى حل للأزمة، بل زادها تعقيدًا”.
وشددت على أن سوريا بموقعها الجغرافي والإستراتيجي تُمثّل إضافة إلى عناصر القوة العربية والجناح الشرقي للوطن العربي إذا ارتبطت بمحيطها العربي، كما أن لها أهمية بالغة بالنسبة إلى الأمن القومي المصري بصفة خاصة؛ ذلك أنه من الناحية الإستراتيجية والأمنية يبدأ الدفاع عن مصر من الشمال.
وأشارت إلى أن عودة سوريا إلى محيطها تخدم مصلحة العرب، فأمن العرب يبدأ من إدلب وشرق الفرات، واستمرار غياب سوريا عن معادلة توازن القوى في المنطقة العربية يعني المزيد من ضعف العرب وكشف جناح أمنهم الشرقي، ويساهم في فتح الباب أمام الأطماع الإقليمية المتنافسة التي تريد مد نفوذها إلى ما هو أبعد من حدود سوريا، وغياب العرب عن سوريا لن يملأه إلا أعداء العرب. كما أن التحديات الراهنة التي يشهدها العالم، وخاصة المنطقة العربية، تلزم بالتكاتف العربي وتستوجب عودة دمشق إلى محيطها الأم لمنح عناصر الأمن العربي المزيد من القوة.
وفشلت عدة مبادرات أردنية في تعويم نظام بشار الأسد إلى حد الآن، لكن زخم الرافضين لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية يتضاءل في ظل استحالة تسوية النزاع عسكريا.
وبالنسبة إلى مصر، لا يبدو أنها تسير عكس تيار الدول الراغبة في إعادة تأهيل النظام السوري لوجود مؤشرين قويين، الأول سياسي والثاني اقتصادي.
وتغير الموقف المصري من الملف السوري إلى النقيض بعد سقوط الإخوان في مصر. وشهدت العلاقات الثنائية تنسيقًا أمنيًا وصل إلى حد أن رئيس المخابرات المصرية عباس كامل زار دمشق سنة 2020. وأكدت التصريحات السابقة لوزير الخارجية المصري سامح شكري بما يقطع الشك أن القاهرة حريصة على عودة سوريا إلى الجامعة العربية، على الرغم من تعقيدات تحول دون ذلك.