كريتر نت – متابعات
تنبّأ كثر بمستقبل واعد للمهاجم الأرجنتيني لوسيانو فييتو عندما انتقل إلى صفوف أتلتيكو مدريد الإسباني في عام 2015 بعد تألقه اللافت في صفوف فياريال، لكنه لم يرق أبدا إلى مستوى التوقعات بعد تجارب عدة في القارة العجوز قبل أن يجد ضالته مع الهلال السعودي. اقتنص فييتو ركلتي جزاء، ترجمهما سالم الدوسري إلى هدفين: الأول والثاني، ووجه الضربة القاضية لبطل ليبرتادوريس بتسجيله الهدف الثالث بطريقة رائعة، علما أنه تسبب في طرد مدافع فلامنغو جيرسون سانتوس في ركلة الجزاء الثانية بالإنذار الثاني.
علّق فييتو على هدفه في مرمى فلامنغو عندما تسلّم كرة داخل المنطقة من الدوسري وهيأها لنفسه قبل أن يسددها بيمناه من مسافة قريبة، بعد تمويه لقطب دفاع تشيلسي وباريس سان جرمان ومنتخب البرازيل السابق دافيد لويز “أولا وقبل كل شيء، أنا سعيد جدا، لأن الهدف الثالث كان مهما جدا، لأنهم (فلامنغو) قلصوا الفارق بعد ذلك”. وأضاف “الآن وأنا أشاهد هذا الهدف (في المنطقة المختلطة) للمرة الأولى، إنه هدف رائع”.
وتابع “فلامنغو فريق كبير، صعب، قتالي ويملك لاعبين رائعين ولم يكن الفوز عليه سهلا، ولكننا قمنا بعملنا وفي النهاية انتزعنا فوزا مهما جدا بالنسبة إلينا”. وأردف قائلا “الآن سنستمتع بهذه اللحظات ثم سنأخذ قسطا من الراحة وغدا سنتحدث عن المباراة المقبلة”. وساهم فييتو بشكل كبير في فك الهلال لعقدته في نصف النهائي بعد عامي 2019 في قطر عندما خسر أمام فلامنغو بالذات 1 – 3، و2021 في الإمارات أمام تشيلسي الإنجليزي 0 – 1، وقاده إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه وفي مشاركته الثالثة في مونديال الأندية.
أبرز الأسلحة
سيكون فييتو أحد أبرز الأسلحة في المباراة النهائية السبت ضد ريال مدريد الإسباني بطل أوروبا، الفائز على الأهلي المصري وصيف بطل القارة السمراء 4 – 1. ويخوض فييتو تجربته الثانية في صفوف الهلال بعدما انضم إليه شتاء 2020 من دون أن يقنع، فتركه منتصف الموسم الماضي للعب على سبيل الإعارة مع الجار الشباب قبل أن يعود إلى صفوفه هذا الصيف.
فييتو من طينة المهاجمين الأذكياء والسريعين بفنيات عالية، شبّهه المراقبون في بداياته بمواطنه خافيير سافيولا. بزغ إلى الأضواء وهو في التاسعة عشرة مع راسينغ كلوب (موسم 2011 – 2012) بعدما لعب مع فريق الشباب موسما واحدا قادما من إستوديانتيس دي لا بلاتا.
كان فييتو مصدر اهتمام العديد من الأندية في القارة العجوز، ونجح فياريال في خطف خدماته لمدة ستة مواسم مقابل 6 ملايين يورو (2014 – 2015). لفت الأنظار بتسجيله 20 هدفا في 48 مباراة في مختلف المسابقات، لكن مشواره سلك مسارا لم يكن يتخيّله أحد في صيف 2015.
وصل المهاجم الأرجنتيني إلى أتلتيكو مدريد كواحد من أفضل التعاقدات في الصيف باستثمار قدره 20 مليونا، بمعدل مليون يورو مقابل كل هدف سجله مع فياريال (20 هدفا في 48 مباراة). لكن بعد سبعة أعوام ونصف، يخوض مغامرة مع قطب العاصمة السعودية الهلال. في عام 2015، كان فييتو يبلغ من العمر 21 عاما وامتلك كل الصفات اللازمة للنجاح.
بزوغ نجم
بزوغ نجمه جسّده على ملعب “فيسنتي كالديرون” نفسه، عندما تلاعب بروعة بالقائد الدولي الأوروغوياني دييغو غودين وحارس المرمى ميغل أنخل مويا مسجلا هدف الفوز لفياريال 1 – 0. لكن تلك الأحاسيس الرائعة التي تركها في سنته الوحيدة في صفوف فريق “الغواصات الصفراء” لم تنتقل أبدا إلى أتلتيكو.
اختار مواطنه مدرب أتلتيكو مدريد دييغو سيميوني ثلاثة أسماء لمستقبل الأرجنتين في مقابلة أجريت في يوليو 2013، هي أنخل كوريا ورودريغو دي بول وفييتو. كوريا ودي بول يدافعان عن ألوان “روخيبلانكوس” الآن وتوجا بلقب كأس العالم مع منتخب بلادهما في قطر أواخر العام الماضي، فيما يتواجد فييتو في السعودية متوجا بلقب الدوري المحلي (2021) وكأس الملك (2020) والكأس السوبر المحلية (2021).
سجل فييتو ثلاثة أهداف فقط خلال دفاعه عن ألوان أتلتيكو، بينها واحد في الدوري. كان هدفا لا ينسى لأنه الأول له كأساسي في صفوف الفريق وكان هدف التعادل في الديربي ضد الجار ريال مدريد في الدقيقة الـ83 في الرابع من أكتوبر 2015 على ملعب فيسنتي كالديرون.
فشل فييتو في فرض نفسه أساسيا في تشكيلة أتلتيكو مدريد، واستمرت الحال حتى خلال إعارته من طرف فريق العاصمة ثلاث مرات: الأولى إلى مواطنه إشبيلية (2016 – 2017)، والثانية إلى مواطنه فالنسيا (2018)، والثالثة إلى فولهام الإنجليزي (2018 – 2019).
تخلى عنه أتلتيكو مدريد لسبورتنغ البرتغالي موسم 2019 – 2020 مقابل 7 ملايين يورو، ولم يمض معه سوى موسم واحد حيث انتقل في خطوة مفاجئة إلى صفوف الهلال في الثامن والعشرين من نوفمبر 2020 ولمدة ثلاثة أعوام. وقتها قال فييتو “مستعد لخوض تحد آخر، في أكبر قارات العالم، القارة الآسيوية، وأنا سعيد لتمثيل بطلها الهلال”.