كريتر نت – متابعات
أقدمت شركة أيرباص على القيام بتغييرات على تصميم طائراتها من طراز “أي 350” في خضم نزاع مع الخطوط الجوية القطرية قيمته مليارا دولاري بشأن أضرار في طلاء السطح، وهو ما أدى إلى فتح نقاش بشأن عوامل الأمان في الطائرات الخميس، في حين يعتقد أن الدوحة ستستغل هذه الثغرة لدعم ملفها القضائي في مواجهة شركة الطيران العالمية.
وتبادلت الشركتان الاتهامات في المحاكم لعدة أشهر في ما له صلة بعوامل السلامة في الطائرات، بعد أن أظهر تقشر الطلاء وجود تآكل أو فجوات في طبقة من نظام الحماية من الصواعق.
وتدور الاتهامات حول حزمة من رقائق النحاس بين جسم الطائرة الكربوني والطلاء الخارجي على طائرات “أي 350″، مصممة للحماية من صواعق البرق.
وتحدثت تقارير في نوفمبر 2021 عن أن أيرباص كانت تدرس استخدام نوع جديد يعرف باسم رقائق النحاس المثقبة في طائراتها، لأنها أخف وزنا من رقائق النحاس الحالية، ولأنها أيضا تقلل من إمكان حدوث تشققات.
وأبلغت قطر محكمة في لندن الخميس بأن شركة أيرباص بدأت في إجراء تغيير على طائراتها من طراز “أي 350″، وطلبت المزيد من المعلومات.
وقال متحدث باسم شركة أيرباص “تُستخدم رقائق النحاس المثقبة في الأجزاء الخلفية للطائرات التي جرى تسليمها اعتبارا من نهاية عام 2022”.
وفي ختام الجلسة التمهيدية الأخيرة، وصف القاضي ديفيد واكسمان قرار بدء استخدام التصميم الجديد بأنه مهم في سير القضية.
وألقت الخطوط الجوية القطرية باللوم في الضرر على عيب محتمل في التصميم. وردت شركة أيرباص بأن التصميم السابق لا يزال متطورا وآمنا.
وتحول الأمر من مجرد قضية بسبب تلف طلاء سطح بعض الطائرات من طراز “أي 350” إلى طلب إجراء فحص شامل للتقنيات المستخدمة في طائرات أيرباص الحديثة. ويتنافس هذا الطراز من أيرباص مع طائرات بوينغ دريملاينر 787.
وقال مراقبون أوروبيون إن طائرات “أي 350” آمنة، لكن الخطوط الجوية القطرية ردت بأن هذا لا يمكن الجزم به من دون إجراء تحليل مفصل.
وتسعى الخطوط الجوية القطرية إلى الوصول إلى بيانات التصميم الأولية لهذا الطراز من طائرات أيرباص، مما سيسمح لخبرائها الفنيين بمحاكاة تأثير البرق على جسم الطائرة.
واشتد السجال بين الشركتين في المحكمة الخميس بعد أن قالت شركة أيرباص إن أجهزة الأمن الفرنسية أثارت مخاوف من مشاركة نماذج البيانات الخاصة بطائراتها، والتي تستخدم حكومات أوروبية بعضها. وأضافت الشركة أن هذه البيانات قد تتعرض لهجمات إلكترونية.
واتهمت الخطوط الجوية القطرية شركة أيرباص بالمراوغة لمنع نشر البيانات التي قد تخدم موقفها في القضية.
وفي بادرة طيبة لتسوية الأمر، وافق محامو الشركتين مؤقتا على وضع ترتيبات لتأمين البيانات.
وأثار الخلاف بين الشركتين اللتين تربطهما علاقات قوية انتباه قادة البلدين، الذين تحدثوا بشأن هذا الأمر في الأسابيع القليلة الماضية، وفقا لمصادر دبلوماسية.
وستلجأ الشركتان إلى التقاضي في يونيو ما لم تتوصلا إلى اتفاق في محادثات التسوية الجارية.
ودخلت الشركتان في سجال خلال الجلسات الأولية بخصوص عدد رسائل البريد الإلكتروني والسجلات الأخرى التي يجب مشاركتها قبل بدء المحاكمة.
وشهد الأسبوع الماضي إلغاء اجتماع تحضيري رباعي بين الشركتين ومراقبين قطريين وأوروبيين. ومن المتوقع تحديد موعد جديد للاجتماع في وقت لاحق من هذا الشهر.
وأمرت المحكمة الخميس شركة أيرباص بمشاركة تفاصيل صفقات التعويض التي أبرمتها مع شركات طيران أخرى بشأن هذا الموضوع.
وكشف تحقيق في عام 2021 أن العديد من شركات الطيران الأخرى أعلنت عن عيوب في طلاء السطح لطائرات “أي 350″، لكن الخطوط الجوية القطرية هي الوحيدة التي أوقفت ذلك الطراز عن التحليق.