كريتر نت – متابعات
كشف الجدل الذي رافق اقتحام وزير إسرائيلي للمسجد الأقصى عن حجم الفجوة بين دعاة السلام والمتطرفين من الجانبين الذين يتزايد عداؤهم للتطبيع، ولا يقتصر الأمر على جمهور المتطرفين بل يطغى هذا العداء على الحكومة الإسرائيلية كطغيانه على السلطة الفلسطينية، وهو ما ظهر جليا من خلال المواجهة الحامية في مجلس الأمن بين السفيرين الفلسطيني والإسرائيلي.
وبناء على طلب من الصين والإمارات اجتمع مجلس الأمن بعد ظهر الخميس لبحث مسألة هذه الزيارة التي يعتبرها الفلسطينيون “اقتحاما” لباحة الحرم القدسي، فيما رأى الإسرائيليون أنها مجرد “زيارة شرعية” إلى المسجد.
وقبيْل دخوله قاعة الاجتماع قال السفير الإسرائيلي جلعاد إردان للصحافيين “أنا فعلاً مصدوم حقاً. لماذا؟ لأنّه ليس هناك أيّ سبب على الإطلاق لعقد هذه الجلسة الطارئة اليوم؛ لا شيء. إنّ عقد جلسة لمجلس الأمن حول لا شيء هو أمر عبثيّ حقاً”. وعندما دخل السفير الإسرائيلي إلى قاعة مجلس الأمن عاد وكرّر خطابه كما هو.
وردّ المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتّحدة السفير رياض منصور بشنّ هجوم عنيف على السفير الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية الجديدة التي وصفها بـ”الاستعمارية والعنصرية”.
وقال منصور في خطاب مطوّل “أيّ خط أحمر ينبغي على إسرائيل أن تتجاوزه لكي يقول مجلس الأمن في النهاية كفى ويتحرك تبعاً لذلك؟ متى ستتحركون؟”.
وفي رام الله دعا واصل أبويوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الدول العربية إلى مراجعة العلاقات مع إسرائيل. وأضاف “المطلوب اليوم هو فرض طوق وعزلة شاملة على دولة الاحتلال وعلى هذه الحكومة بسياساتها الفاشية، وأن يتم فضح جرائمها أمام العالم”.
ويقول مراقبون إن سيطرة اليمين الإسرائيلي على حكومة بنيامين نتنياهو ستُنتج خطابا فلسطينيا متشددا، وهو ما سيعيق مساعي التطبيع الإقليمي، ويجعل القادة العرب الذين انضموا إلى قطار السلام في وضع حرج، إذ يتعين عليهم التعامل مع قوميين متطرفين في إسرائيل وفي الوقت نفسه محاولة القيام بما هو أكثر من مجرد إطلاق تصريحات متفائلة بشأن القضية الفلسطينية.
ووجدت فصائل فلسطينية وحركات عربية متطرفة في صعود اليمين الإسرائيلي فرصة للعودة إلى خطاب قديم يحضّ على العنف. ورغم أن الهدف منه هو الاستثمار السياسي، إلا أنه سيسهم في توسيع دائرة التوتر في المنطقة، ويعيق مساعي التطبيع الجديدة.