كريتر نت – متابعات
أصدرت المحكمة الجزائية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بالعاصمة صنعاء، أحكاما بإعدام 16 معتقلا وسجن 13 آخرين من أبناء محافظة صعدة، بتهمة التخابر مع ما تسميه “دول العدوان” في إشارة إلى دول التحالف الذي تقوده السعودية.
وتقع صعدة، المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي المدعومة من إيران، في شمال اليمن على الحدود مع السعودية.
وذكر المحامي عبدالمجيد صبره، الذي يتولى الدفاع عن المعارضين للحوثيين، عبر صفحته على فيسبوك أن المحكمة أدانت 16 معتقلا بجريمتي ما تسميه الجماعة إعانة “دول العدوان السعودي الإماراتي” والتخابر معها وعاقبتهم بالإعدام رميا بالرصاص.
وأدين سبعة آخرون بذات التهمتين وحكم على كل منهم بالحبس 15 عاما ووضعهم تحت رقابة الشرطة لمدة ثلاث سنوات تالية لانقضاء عقوبة الحبس الأصلية.
كما أفاد صبره بأن القاضي أدان أيضا ستة آخرين بذات الجريمتين وعاقب كل واحد منهم بالحبس عشر سنوات ووضعهم تحت الرقابة لمدة ثلاث سنوات تالية لانقضاء مدة الحبس الأصلية، وبرأ الحكم ثلاثة معتقلين.
ويتهم ناشطون حقوقيون في اليمن ومنظمات محلية ودولية جماعة الحوثي باستخدام القضاء في تصفية المناوئين لها عبر إصدار أحكام جائرة بالإعدام ضدهم في محاكمات تفتقد لأدنى مقومات العدالة.
وسبق أن أصدر القضاء الحوثي خلال السنوات الماضية عشرات من أحكام الإعدام بحق مسؤولين وصحافيين وناشطين يمنيين وأفراد من الطائفة البهائية، بذات التهمة، وهي “التخابر”، والتي تستخدمها لتصفية حسابات سياسية مع معارضيها، بحسب تقارير حقوقية، وسط مخاوف كبيرة من إقدام الجماعة على تنفيذ تلك الأحكام التي وصفت بالكيدية.
واعتقلت جماعة الحوثي المئات من الناشطين والسياسيين والأكاديميين والطلاب في سجونها بصنعاء والمحافظات الأخرى التي تسيطر عليها، بعد أن اختطفتهم من منازلهم وأماكن أعمالهم، ويتعرضون لعمليات تعذيب وحشية وتوفي عدد منهم تحت التعذيب.
ومنذ انقلابها على السلطة الشرعية وسيطرتها على مؤسسات الدولة، على المحاكم في مناطق سيطرتها وتستخدمها لإدانة ومعاقبة خصومها من النشطاء والسياسيين المناهضين لسيطرتهم.
وأفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في وقت سابق، أن الجهاز القضائي الواقع تحت سيطرة الحوثيين أصبح أداة من أدوات الانتقام السياسي تستخدمه الجماعة بحق خصومها، الأمر الذي يشكل انتهاكًا خطيرًا لاستقلال ونزاهة السلطة القضائية، ويسيّرها وفقًا لأجندات سياسية هدفها الوحيد الانتقام من الخصوم والمعارضين.
ويدور في اليمن صراع دموي منذ ثماني سنوات على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليا، المدعومة من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، وجماعة الحوثي التي لا تزال تسيطر منذ أواخر 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب مناطق شمال وغرب اليمن ذات الكثافة السكانية العالية.