كريتر نت – متابعات
تواجه هولندا الأرجنتين الجمعة على ملعب لوسيل في ربع نهائي مونديال قطر في قمّة بين منتخب يحلم بدخول نادي الأبطال الذي يستحق الولوج إليه نظرا إلى تاريخه، وآخر يمنّي النفس بمنح نجمه ميسي لقبا يتوج به مكانته الأسطورية، فيما يتطلع منتخب البرازيل إلى مواصلة حملته لاستعادة اللقب حينما يواجه منتخب كرواتيا الطامح إلى تحقيق إنجاز جديد.
ويواجه النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي اختبارا صعبا آخر نحو تحقيق حلمه في إعادة لقب كأس العالم لكرة القدم إلى بلاده من جديد، حينما يلتقي منتخب الأرجنتين مع نظيره الهولندي بدور الثمانية لمونديال قطر 2022 الجمعة على ملعب لوسيل.
وبعد بداية متعثرة بسقوط صادم أمام السعودية 1 – 2، أظهرت أرجنتين ميسي أنها قادرة في النهائيات القطرية على الذهاب بعيدا والفوز باللقب الأول منذ 1986 والثالث في تاريخها. لكن مواجهة منتخبات من عيار بولندا والمكسيك وأستراليا مختلفة تماما عن الاصطدام بمنتخب يملك تاريخا كبيرا في كأس العالم حتى وإن كان من دون ألقاب.
وما يزيد من صعوبة مهمة الأرجنتينيين ونجمهم ميسي الساعي خلف اللقب الكبير الوحيد الغائب عن خزائنه، أن المنتخب الهولندي يخوض النهائيات بإشراف المحنك لويس فان غال الذي لم يذق طعم الهزيمة في 11 مباراة خاضها كمدرب لمنتخب الطواحين في كأس العالم، فيما مني بهزيمة واحدة في آخر 47 مباراة وتعود إلى الخامس من مارس 2014 (0 – 2) ضد فرنسا.
بالنسبة إلى الأرجنتيني ليونيل سكالوني تحمل مقابلة لوسيل نكهة خاصة، إذ يواجه فان غال الذي كان مثاله الأعلى
وتحمل مباراة الجمعة طابعا ثأريا لفان غال وهولندا، إذ انتهى مشوارهما في مونديال البرازيل 2014 عند نصف النهائي على يد أرجنتين ميسي بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي. وقال فان غال بعد بلوغ ثمن النهائي بالفوز على الولايات المتحدة 3 – 1، إنه “بإمكاننا أن نصبح أبطال العالم. أشدد على أني لا أقول إننا سنصبح أبطال العالم. ما زلنا هنا وتبقى أمامنا ثلاث مباريات (للفوز باللقب)”.
وبعد خسارة نصف نهائي 2014 التي لا تدخل ضمن حسابات الخسارة والفوز بما أن المباراة حسمت بركلات الترجيح، ترك فان غال المنتخب الوطني للمرة الثانية، بعد أولى عام 2001 حين استقال عقب فشل التأهل إلى مونديال 2002، قبل أن يعود مجددا في أغسطس 2021، متخليا عن قرار الاعتزال. وشاءت الصدف أن يصطدم فان غال مجددا بالأرجنتين لكن هذه المرة جميع اللاعبين موحّدون حوله بهدف منح ثالث أكبر مدرب في تاريخ كأس العالم (71 عاما) أفضل هدية وداع، وفق ما أفاد نجم الدفاع فيرجيل فان دايك “قلت له إننا سنكون هنا من أجله كمجموعة حين يكون بحاجة إلينا ونأمل في أن نجعل منها كأس عالم لا تُنسى بالنسبة إليه”.
وبالنسبة إلى المدرب الأرجنتيني ليونيل سكالوني، فإن مباراة لوسيل تحمل نكهة خاصة، إذ يواجه فان غال الذي كان مثاله الأعلى حين كان ابن الـ44 عاما لاعبا. وبدأ إعجابه بفان غال حين كان في ديبورتيفو لا كورونيا “وهو كان في حينها شخصية رائدة كمدرب برشلونة. أنا فخور بمواجهته. الجميع يعلم ما فعله لكرة القدم”.
وفي الواقع كان سكالوني لاعبا في ديبورتيفو حين تفوق الأخير على فان غال وبرشلونة وانتزع لقب الدوري الإسباني عام 2000. ورأى سكالوني أن المنتخب الهولندي الحالي ليس بموهبة الأجيال السابقة لكن ذلك لا يعني أنه لن يشكل تحديا كبيرا لميسي ورفاقه. وأوضح “ليس رائعا بقدر الفرق الهولندية السابقة، لكن لديهم رؤية واضحة بشأن ما يفعلونه. ستكون مباراة رائعة بين فريقين تاريخيين. سيتم إقصاء أحدهما، ونأمل أن نواصل مشوارنا”.
وفي قمة أخرى يريد منتخب البرازيل ولاعبوه الذين رقصوا طويلا بعد كل هدف في مرمى كوريا الجنوبية في ثمن النهائي، مواصلة النسج على المنوال ذاته عندما يواجهون كرواتيا المتجدّدة في الدور ربع النهائي الجمعة على ملعب المدينة التعليمية في ربع نهائي مونديال 2022. وتحوّل الفوز البرازيلي على المنتخب الآسيوي 4 – 1 في ثمن النهائي إلى كرنفال في المدرجات وعلى أرضية الملعب، حيث تناغم اللاعبون مع الجمهور فشكّلوا دائرة صغرى داخل الملعب للاحتفال بالأهداف الأربعة، فكانت احتفالاتهم امتدادا لتلك في المدرجات، وأكدت اللحمة الكبيرة بين مختلف أفراده. ولم يتردد المهاجم ريشارليسون الذي قام برقصة “الحمام” في التوجه مباشرة بعد تسجيله الهدف الثالث إلى مدربه الذي قام بدوره بالرقص.
وبعد دور مجموعات من دون تألق واضح، أظهرت البرازيل، بطلة العالم خمس مرات (رقم قياسي)، وجهها الحقيقي ضد كوريا الجنوبية بفوز عريض 4 – 1 في مباراة حسمت نتيجتها في الشوط الأول واكتفت بإدارتها في الشوط الثاني.
وشهدت المباراة عودة نجمها نيمار بعد غيابه عن المباراتين الأخيرتين في دور المجموعات ضد سويسرا وأمام الكاميرون. وسجل نيمار هدفا من ركلة جزاء، ليرفع رصيده إلى 76 هدفا دوليا وبات على بعد هدف واحد من معادلة رقم الأسطورة بيليه كأفضل مسجل مع منتخب بلاده.
ويملك المنتخب البرازيلي أكثر من ورقة رابحة لاسيما في خط المقدمة الذي يضم ريشارليسون الذي سجل 3 أهداف حتى الآن، بالإضافة إلى فينيسيوس جونيور ونيمار، كما أنه يتمتع بالخبرة في مختلف خطوطه بدءا من الحارس أليسون بيكر مرورا بثنائي قلب الدفاع المكون من ماركينيوس وتياغو سيلفا وصولا إلى خط الوسط بوجود كازيميرو.
في المقابل، قامت كرواتيا بتجديد تشكيلتها منذ حلولها وصيفة في نسخة مونديال 2018 ولم يتبق سوى عدد قليل من المحاربين القدامى بينهم القائد الملهم لوكا مودريتش والجناح إيفان بيريشيتش.
واعتبر مدربها زلاتكو داليتش إن هذا الجيل لا ينبغي مقارنته بالفريق الذي هزمته فرنسا 4 – 2 في النهائي الماضي في روسيا، عندما كان يضم بنسبة كبيرة لاعبين يدافعون عن أندية النخبة في أوروبا. وقال داليتش “لقد حققنا بالفعل نتيجة تاريخية بعد حصولنا على الميدالية الفضية في 2018 والبرونزية في 1998، وهذه هي ثالث أفضل نتيجة لكرواتيا في كأس العالم”.