كتب .. جميل الصامت
الحرب في تعز اتت على الكهرباء وحولتها الى اثر بعد عين !
لم تتعرض لقصف بنيران آلة الحرب بقدر ماتعرضت لنيران تجار الحرب ،ففي الوقت كان الابطال يخوضون المواجهات في المواقع وبالصفوف الاولى ،كانت هناك كتائب تاتي على ماتحتويه المواقع المحررة، كتائب متخصصة في تفكيك المعدات ونهب المؤسسات .
تم تحطيم مؤسسة كهرباء تعز ومحطاتها حتى محطة المخا البخارية (بركوها) مؤخرا حمران العيون !
كل ذلك تم بتخطيط من تجار الحروب من رأوا ان (تبريك) الكهرباء وادخال تعز في الظلام لسنوات ستصب في صالحهم،وستدر عليهم اموالا وبالفعل فتحوا خط واسع امام الاستيراد للطاقة الشمسية ليتحمل ابناء تعز وحدهم مايساوي قيمة ثلاث محطات كهرباء عملاقة بواقع شراء كل اسرة بطارية ولوح شمسي فقط ..؟!
لم يتوقف الامر هنا بل فتح الباب امام تجار الطاقة الذين اقاموا استثمارهم على انقاض مقدرات الكهرباء العامة ،وجزء من المسروقات الخاصة ببعض الجهات والمؤسسات ،ليكونوا سوقا للطاقة واي سوق انشاؤه انه سوق سوداء اشد قتامة من ضمائرهم بكل ماتعنيه الكلمة .
استغلال -فوضى – ضجيج- تلاعب- هيمنة وابتزاز ..
مثل سوق الطاقة – الغير نظيفة طبعا- واحدا من الابواب المشرعة لالتهام اي محاولة لاعادة القطار الى السكة ..!
ملف مثخن بالوثائق يدور في حلقة مفرغة مابين المحافظ ،ووزير الكهرباء ورئاسة الوزراء منذ العام 2018م ،ويبدو كمشروع متعثر يتعرض لاجهاض متكرر ..!
سلطة الامر الواقع في تعز تتحمل الشق الاكبر من ذلك الاجهاض ،لانها لا تمارس تجارة الحرب فقط ،بل ولكونها ايضا تتعامل مع تعز كامارة تدار خارج سلطات الدولة ويراها الاخرون كذلك مدينة محتلة ومختطفة ،ماجعل التنمية واستنهاض المؤسسات تبدو كشيئ مؤجل ولا يحظى بالاولوية او ادنى اهتمام ،بقدر مايتقدم العمل من اجل تخليصها واعادتها الى حضن الدولة اولا .
الملف المثخن مفاده لا كهرباء لكم يابناء تعز عندنا حتى تتحرروا ويصبح لتعز قيادة رشيدة ..؟!
لا تختلف مأساة محطة كهرباء المخا البخارية عن محطات الداخل ،فهي الاخرى (باركة) وكادرها مشرد و(يتضور جوعا) ومقدراتها تستغل من قبل تجار الطاقة الجدد هناك ،والحال كماهنا التجارة واحدة والسعر موحد والثقب لم تختلف قتامته ..!
امام كل ذلك تبرز الحاجة لتشكيل مجلس طاقة في تعز – يتبع مجلس الوزراء- يرشحه المحافظ ويصدر به قرار من رئيس مجلس الوزراء ،يتولى العمل لاعادة النور الى تعز ،وتحمل مسئولية كهربتها مجددا بتحديث محطاتها وتجديد شبكتها .