كريتر نت – متابعات
يستعد منتخب قطر للمشاركة في بطولة كأس العالم 2022 للمرة الأولى في تاريخه. وتقام النسخة رقم 22 من البطولة العالمية لأول مرة في بلد عربي، وسيسعى منتخب قطر للاستفادة من عاملي الأرض والجمهور عندما يخوض مباريات الدور الأول للمونديال ضمن المجموعة الأولى للمسابقة، والتي تضم إلى جانبه منتخبات هولندا والسنغال والإكوادور.
ويأمل المنتخب القطري المضيف في الاستفادة من عامل الأرض، في أول مشاركة له في نهائيات لكأس العالم على الإطلاق، لمنافسة المرشحين البارزين هولندا والسنغال على بطاقتي المجموعة الأولى التي تضم الإكوادور.
ويبدو المنتخب “البرتقالي” مرشحا بقوة لصدارة المجموعة على الرغم من غيابه عن النسخة الأخيرة في روسيا، مدعَّما بخبرة مدربه لويس فان غال الذي قاده إلى المركز الثالث في نسخة 2014 في البرازيل 2014، وتشكيلة ذهبية بقيادة مدافعي بايرن ميونخ الألماني ماتيس دي ليخت وليفربول الإنجليزي فيرجيل فان ديك، ولاعب وسط برشلونة الإسباني فرنكي دي يونغ وزميله في الفريق الكتالوني المهاجم ممفيس ديباي.
وسيكون المنتخب السنغالي، بطل القارة السمراء، ثاني أبرز المرشحين لتكرار إنجازه في مشاركته الأولى عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان عندما بلغ ربع النهائي، بعد أن فشل في تخطي الدور الأول في النسخة الأخيرة في روسيا بسبب عدد البطاقات الصفراء بعد تساويه نقاطا وأهدافا مع اليابان.
وفي مشاركتها الرابعة في تاريخها، ستلعب الإكوادور بقيادة هدافها إينير فالنسيا، دور الحصان الأسود في هذه المجموعة. وتأمل الإكوادور التي تعرضت لانتقادات أثناء استعدادها للعرس العالمي بخصوص التشكيك في أهلية جنسية لاعبها بايرون كاستيو، في تكرار أفضل إنجازاتها في المونديال عندما بلغت ثمن النهائي عام 2006 في ألمانيا.
آمال كبيرة
فان غال يبحث عن المجد مع هولندا
من مجاهل قرية مزارعين متواضعة، أصبح ساديو مانيه ملكا في السنغال قاد “أسود التيرانغا” إلى لقب كأس أفريقيا بعد انتظار ستة عقود. ويريد “ساحر الكرة” تثبيت أحقيته بهذا اللقب في كأس العالم 2022 في قطر. وصيف الكرة الذهبية 2022 و”بالونبوا” كما يُكنى في بلاده، دخل تاريخ كرة القدم بعدما قاد السنغال إلى لقب كأس أمم أفريقيا في فبراير الماضي، مترجما ركلة ترجيح حاسمة في النهائي ضد مصر.
وكرّس عقدته لمصر، عندما حرمها التأهل إلى نهائيات المونديال في الدور الفاصل، وأيضا بركلات الترجيح .هذا الموسم الرائع أوصله إلى وصافة الكرة الذهبية، في سابقة للاعب سنغالي.
وبعمر الثلاثين، يتعيّن عليه تقديم مشوار يعادل على الأقل دفعة 2002 الرائعة التي بلغت ربع النهائي في كوريا الجنوبية واليابان، عندما كان مدرّبها الحالي أليو سيسيه قائدا للفريق. لكن سطوة مانيه على الكرة السنغالية لم تكن سهلة على الإطلاق.
أليو سيسيه، القادم في 2015 على مقعد منتخب السنغال، هو الأقدم من بين مدربي المنتخبات المشاركة في قطر
وفي 2017 رُميت سيارته بالأحجار في دكار، بعد إهداره ركلة ترجيح ضد الكاميرون في ربع نهائي كأس أمم أفريقيا. وفي 2018 خاض مونديالا عاديا في روسيا، سجل فيه مرة يتيمة ضد اليابان (2 – 2)، فيما خسر نهائي أمم أفريقيا أمام الجزائر. لكن “بالونبوا”، المنتقل من ليفربول الإنجليزي إلى بايرن ميونخ الألماني هذا الموسم، خرج من طفولة قاسية جعلته صلب العود.
ويستشهد مدربه السابق الألماني يورغن كلوب دوما بجديته، تصميمه وكرمه. ويتحلّى مانيه بنظام مميز، فتتمحور يومياته حول ثلاث ركائز: كرة القدم، الحفاظ على جسمه ليكون تنافسيا قدر الإمكان والصلاة، إذ يحتل الدين مكانا هاما لكن متكتماً في حياته. وفي سبتمبر 2018 ظهر في شريط فيديو يساعد في تنظيف حمامات مسجده، بعد ساعات من تسجيله في مرمى ليستر سيتي.
كما ظهر يحمل هاتفا بشاشة مكسورة، ما يدلّ على أولويات مختلفة في حياته، برغم إيراداته الهائلة.
كرمه الفائق واضح في قريته بامبالي حيث يحظى بشعبية لافتة، فهناك افتتح مستشفى قام بتمويله. وبعمر الثلاثين، شعر مانيه، العاشق للطبخ وأكل السمك والموسيقى، بأن رحلته بالقرب من نهر ميرسي وصلت إلى نهايتها. وبدلا من الانتظار سنة والرحيل حرا وبرغم الاستعدادات لكأس العالم، منح مانيه نفسه تحدياً جديدا في بايرن لإرضاء الطفل في داخله الذي حلم “بالفوز في جميع الألقاب”.
ويعتبر أليو سيسيه، القادم في 2015 على مقعد منتخب السنغال، هو الأقدم من بين مدربي المنتخبات المشاركة في قطر.
سمح له الاستقرار النادر في بناء فريق يتطوّر باستمرار ربع نهائي أفريقيا 2017، نهائي 2019 ثم البطل في 2022 مانحاً أول لقب لبلاده في المسابقة، علما بأنها خسرت مع سيسيه اللاعب نهائي 2002. سلس أمام وسائل الإعلام وممتاز في قيادة اللاعبين.
تطوّر سيسيه القادم بعمر التسع سنوات إلى فرنسا على الصعيد التكتيكي أيضا، قائلا “هذه ثالث كأس عالم لي، كلاعب (2002) ومدرب (2018)”. اكتسب سيسيه المدرب الخبرة والثقة.
تحقيق المجد
هل يذهب مانيه بالسنغال بعيدا
يحلم المدرب لويس فان غال، الملقب بطائر البجع لقدرته على فتح “فمه الكبير” أو لتمتعه بذقن مزدوجة، بأن يحلّق بهولندا بعيدا في ختام مسيرته التدريبية ويقودها إلى لقب عالمي أول في نهائيات كأس العالم في قطر.
وأكد فان غال “هدفي الشخصي هو أن أصبح بطلا للعالم وأريد أن أنقل ذلك إلى لاعبيّ، حتى لو كان ذلك يعني أن أبدو كرجل متعجرف أو صاحب فم كبير”.
ويتابع الرجل المعروف بعدم ادعائه التواضع المزيف، ويصف نفسه على أنه “مدرب رائع” “أنا لا أفعل ذلك لنفسي ولكن لمساعدة كرة القدم الهولندية”. ويتمتع ألوسيويس باولوس ماريا فان غال (71 عاما)، وهو اسمه الكامل، بسجل حافل على الرغم من فترة جفاف في أوائل القرن الـ21 وتعليق حياته المهنية بين 2016 و2021.
بنى مدرب “الطواحين” الحالي سمعة قوية بين 1991 و1997 على رأس أياكس أمستردام، في فريق ضم أسماء رنانة مثل باتريك كلويفرت، الحارس إدوين فان دير سار، الأخوين رونالد وفرانك دي بور، مارك أوفرمارس وغيرهم، وقادهم إلى قمة أوروبا مع الانتصارات في كأس الاتحاد الأوروبي (1992)، دوري أبطال أوروبا (1995، وصيف 1996) بالإضافة إلى كأس إنتركونتيننتال (1995) و3 ألقاب في الدوري الهولندي.