محسن عبد سعيد
اليوم 28 يناير2019 الذكرى السنوية الأولى لرحيل والدي المغفور له بإذن الله المناضل الاكتوبري عبدسعيد عبدالله اليوسفي :-
في ذلك اليوم شديدالشؤم وعند الساعة السادسة مساء وفيما نحن في الاحتشاد بساحة العروض- خور مكسر-للمشاركة في فعالية مليونية سلمية حاشدة دعاء اليها المجلس الانتقالي الجنوبي واذ بتلفوني يرن رنات تحمل معها خبر مفجع فكان المتصل على الطرف إلا خر شقيقي العقيد بالليل ينبئني انتقال الوالد الى رحاب ربه في مستشفى الوالي بمدينة عدن وبالفعل كأي أبن يفتقد أباه كان الخبر مزلزلا وصادما معها اسودت الدنيا في عيني . انسابت دموعي بصمت المتوجع لفقدان أب وصديق . لملمت روحي الحزين . تحركت على الفور برباطة جأش .وهناك ووجدت ابي مسجى على سرير الموت .
نعم ! لقد توقف قلبه الكبير الصبور القنوع بأبسط مقومات الحياة عاش شظف العيش وسط بيئة ريفية قاسية يكابد لاعالة اسرة قوامها 11 فردآ .بل وتحمل قلبه الكبير هم وطن وطموح شعب في الحرية والاستقلال من براثن استعمار دام 129عاما ففي ريعان شبابه أمتشق بندقيته وذهب مع أخوته ملتحقا بثورة 14اكتوبر ومن ردفان كانت انطلاقة النضال والثورة كان ظمن الرعيل الأول من المقاتلين مع إخوته الشهيد ناجي . نصر .ناصر وبعض اهلنا . وماان انطلقت الشرارت الأولى للثورة ذهب بمعية 3 من اشقاءه ومعهم 15مناضلا اخرين من قبيلته ال يوسف كلد في قوام جبهة ردفان الشرقية بعد ان امضو تدريبا عسكريا في معسكر (صالة،) بتعز على يد العسكريين المصريين .
وعقب معسكر التخرج من صالة كانت وجهتهم الى جبهات القتال حيث شارك في العديد من العمليات العسكرية ضد مواقع الانجليز في ردفان منها حبيل المسداق وجبل بطة ونقيل الربوة وغيرها. وحين استشهد شقيقة ناجي سعيد عبدالله مطلع عام 1964م في نقيل الربوة بعملية هجوم على الانجليز ولم يتمكنوا من اخراج جثته بل و استولى عليها الانجليز فدفنواجسده الطاهر في مقبرة الحبيلين .كما علموا حين اخبرهم المواطنين هناك .
ومع استشهاد شقيقه لم يثبط العزيمة بل زادته ورفاقة عزيمة واصرار منقطع النظير على مواصلة النضال حتى تحقق الاستقلال 30 نوفمبر 67م واعلان جمهورية اليمن الجنوبية الشعبيه . عاد الى يافع مسقط راسة وساهم في تثبيت النظام الوطني وبناء مؤسسات الدولة الوليدة حيث اصبح عضوافي محكمة رصد ثم محكمة خيرة لاصلاح ذات البين ومعالجة قضايا الثار مساهما في تنفيذ عدد من المشاريع الاهلية عن طريق العمل التطوعي بالمبادرات الجماهيرية في بناء المدارس وحفر أبار مياه للشرب والطرقات وظل طوال حياته يحظى باحترام وسمعة طيبة في يافع ومنطقته لدوره الاجتماعي المتميز ظمن مجموعة من قيادات الثورة والسلطة المحليه بيافع منهم حسين قماطة والقيرحي وعلي محضار وحسين محضار وعلي محمدصلاح وعلي محمد عبادي وثابت عبد وحسين محمد حسين وحسين عوض وحسين ناجي وعلوي حيدرة والقائمة طويلة .
وفي اواخر العام 1978م ترك العمل الحكومي وعاد الى قريته كلسام فثنهة ليكمل مشوار حياته في رعاية اولاده وأحفاده وبقية أسرته متجها للعمل في زراعة الأرض وتربية المواشي والنحل كمصدر للرزق وللعيش الشريف بلقمة شريفة بكدحه وعرقه بعيداعن اطماع السلطة ولن يصدق الاخرون انه لم يحصل على قطعة ارض اومسكن لاسرته واسرة الشهيد ناجي الى يومنا هذا فعاش شريفا ومات نظيف اليد وحسن السمعة والسيرة هيى كل ماتركه لنا قدم للوطن ولم ياخذ شي وظل مصلحا اجتماعيا في المنطقةحتى وفاته ناهيك عن كونه ممن تابع مجتهدا في دراسة واقرار مشروع طريق باتيس رصد مع السلطة في ابين حين رافق الفريق الهندسي الصيني الذي نفذ اعمال التصاميم والمسح وأعمال الدراسة للمشروع وكان يحمل الاكل والشرب على ظهره للفريق الصيني مشيا على الاقدام عشرات الكيلومترات حتى انجزت المهمة واكرم الفريق بحسن الضيافة والاستقبال ومشهودله باكرام الضيف .
توفى ولم يتحقق الا جزء من حلمه في مسار طريق باتيس – رصد- معربان 96كيلو. ليرحمك المولى ابي الغالي ويسكنك الجنة خسرنا سندا وصدرا نحتمي به ولكنها مشيئة الله والاعتراض .لن ننساه ما حيينا ورثنا منه تاريخه النضالي وسمعته الطيبة كنزا لايقدر بثمن وهذا مانفخر به رحمة الله عليك أبي دنيا وأخرة ويوم تبعث مع الصديقين الاخيارانشاءالله ولدكم الحزين المفارق المكلوم