كريتر نت – متابعات
شكلت عودة أحد أقدم صالونات السيارات على مستوى العالم بعد غياب لعامين بسبب الجائحة فرصة مثالية لكثير من المصنعين وخاصة الصينيين لتقديم آخر ابتكاراتهم التي يترقبها عشاق الفخامة والابتكار والأناقة، والتي باتت تطبع معظم الطرز المستقبلية.
وتقود الصين الدفع نحو السيارات التي تعمل بالبطاريات مع دخول المركبات النظيفة إلى التيار الرئيسي للقطاع حتى في الوقت الذي تواجه فيه الصناعة تحديات بما في ذلك نقص الإمدادات وشبكة الشحن المتقطعة والركود الذي يلوح في الأفق.
وخلال أسبوع كامل لأقدم “مونديال للسيارات” في دورته التاسعة والثمانين عرض نهج الكهرباء الروتينية في باريس، حيث قدم الصانعون نماذج تهدف إلى الوفاء بالوعود بالتخلص التدريجي من مركبات الوقود بحلول عام 2035.
وهيمنت أنظمة الدفع الكهربائي مع ظهور على استحياء لمحركات الاحتراق الداخلي حتى أنها تظهر في الغالب مع محرك كهربائي ضمن نظام الدفع الهجين.
ومن الشركات الأبرز المشاركة تلك القادمة من الصين، والتي يقول المحللون إنهم يصنعون التقدم التكنولوجي السريع أثناء استكشافهم للتوسع ليس فقط في أوروبا، ولكن في أماكن أخرى من العالم.
ويقول محللون في شركة سانفورد سي برنشتاين للأبحاث إن “الثورة الكهربائية على قدم وساق”، إذ “أصبح مصنعو السيارات أخيرا محوريين في السيارات الكهربائية ويشتري المستهلكون كل سيارة كهربائية يمكنهم العثور عليها”.
وبحسب وكالة أسوشيتد برس يعتقد محللو برنشتاين أن السيارات النظيفة “تعد مكانا مناسبا”، وأن “أوروبا ستقود الطريق على الأرجح” بسبب متطلبات الانبعاثات الصارمة.
وبحلول 2025، من المرجح أن تكون ربع السيارات المباعة في جميع أنحاء العالم تعمل بالبطاريات فقط أو هجينة تجمع بين الاحتراق الداخلي والمحركات الكهربائية.
وغابت المركبات منخفضة التكلفة وطغت تلك المتوسطة أو حتى عالية الجودة المزودة بتقنيات متطورة على منتجات كشفت عنها شركات صناعة السيارات الصينية الحاضرة بقوة، وتهدف منها إلى غزو السوق الأوروبية التي باتت تعوّل عليها أكثر فأكثر.
وفضلت علامات شهيرة عدم المشاركة وأغلبها ألمانية مثل فولكسفاغن وأودي وبي.أم.دبليو. كما غابت مرسيدس رغم مشاركتها في حدث متزامن بالعاصمة باريس أيضا.
وكانت أبرز الشركات الصينية على غرار بي.واي.دي وغرايت وول موتورز وسيريس حاضرة خلافا لكثير من الشركات التاريخية العاملة في القطاع، باستثناء الفرنسية منها.
وقال الناطق باسم بي.واي.دي أوروبا مايك بيلينفانته إنه “معرض مشهور يقام في قلب أوروبا. نحن هنا لجذب انتباه الجمهور”.
وقدمت بي.واي.دي في المعرض أربع موديلات منها اثنان فاخران هما هان وتانغ، ويبلغ سعر كل منها أكثر من 70 ألف دولار. ولكن الشركة تسعى من خلال طراز سيل لزعزعة عرش موديل 3 الذي تصنعه تسلا الأميركية.
وتسعى الشركة لترسيخ حضورها على كامل مساحة أوروبا أيضا من خلال طراز أتو 3 الذي أطلقته لأول مرة في الهند، وعدم الاكتفاء بشمال القارة الدول الاسكندنافية وبلجيكا وهولندا، حيث يتركز وجودها راهنا. وقال بيلينفانته “نحن ننافس بفضل التكنولوجيا، لا على أساس السعر”.
وتتمتع بي.واي.دي بالفعل بخبرة طويلة في قطاع تصنيع بطاريات السيارات وبينها نموذج مدمج أكثر، وأقل عرضة لاشتعال النيران في حال حصول ضرر.
وأثار هذا الابتكار اهتمام مجموعة تويوتا اليابانية التي جهزت به بعض مركباتها. وأكّد بيلينفانته أن أيّ هدف مبيعات لم يُحدَد، إذ أن “ما يهم هو إنشاء صورة علامتنا التجارية”.
أما سيريس المملوكة لشركة دونغفينغ الصينية العملاقة، فطرحت مركبتين مخصصتين للسوق الأوروبية، إحداهما سيريس 3 والثانية أس.أف 5 التي ستتم الموافقة عليها في نهاية سنة 2022.
وتُباع سيريس 3، وهي سيارة دفع رباعي كهربائية مخصصة للمدن، بسعر 34 ألف يورو. وأكد توماس ميسنيل، مدير التسويق في الشركة لوكالة الصحافة الفرنسية أن هذا “ليس سعرا منخفضاً، بل ينسجم مع أسعار السوق”.
وثمة علامة تجارية أخرى توزعها شركته إيف فرانس في فرنسا هي ليب موتور التي تُعتبر من الأحدث زمنيا في صناعة السيارات الصينية، إذ تأسست عام 2016.
وباتت هذه الشركة تبيع عشرة آلاف سيارة شهرياً في الصين، وهو حجم مبيعات كبير بالنسبة إلى شركة ناشئة.
وطرحت الشركة في السوق الفرنسية طراز تي 03 الكهربائية المخصصة للمدن التي قدمتها في المعرض، ويبلغ سعرها أقل من 20 ألف يورو بعد حسم “المكافأة البيئية” البالغة سبعة آلاف يورو.
وثمة طراز سيارات آخر جديد في فرنسا وعلى نطاق أوسع في أوروبا هو غرايت وول موتورز (جي.دبيلو.أم)، وللشركة المصنّعة جناح كبير في المعرض لإبراز موديلاتها المخصصة للقارة العجوز.
ووصف رئيس غرايت وول موتورز أوروبا هنري ميونغ معرض باريس للسيارات بأنه “فرصة مثالية”.
وهذه الشركة التي تملك خبرة 40 عاما في القطاع من بينها عشر سنوات في مجال السيارات الكهربائية والهجينة، بدأت الأسبوع الماضي مبيعاتها في ألمانيا بسيارة الدفع الرباعي الهجينة وي كوفي 01 نظير 55.9 ألف يورو، ويتوقع طرحها في فرنسا في 2023.
وقدمت شركة رينو الفرنسية الصياغة الحديثة لأيقونتها التاريخية آر 5 تيربو، باعتمادها على محرك كهربائي. وتخطط الشركة الفرنسية أيضا لطرح النسخة الجديدة من آر 4 كسيارة رياضية متعددة الأغراض (أس.يو.في) من الفئة المدمجة.
كما كشفت النقاب عن السيارة كانغو كمركبة عائلية تعتمد على محرك كهربائي وبطارية تصل بها إلى مدى السير 300 كيلومتر قبل إعادة شحنها. ومن المقرر طرح السيارة الجديدة مطلع العام القادم.
وأزاحت أيضا الستار عن سيارتها ديو، المصنفة ضمن فئة السيارات الصغيرة المعتمدة على نظام الدفع الكهربائي.
وتتوفر السيارة الصغيرة، التي تسع شخصين يجلس أحدهما خلف الآخر في نسختين بسرعة قصوى تبلغ 45 و80 كيلومترا في الساعة، مع مدى سير 140 كيلومترا.
وتظهر السيارة بطول يقترب من مترين ونصف المتر ولتسهيل عملية الدخول تم التجهيز بأبواب يتم فتحها لأعلى.
وتوفر المقصورة الداخلية العديد من الوظائف والمميزات العصرية مثل نظام الملتيميديا المعتمد على الهواتف الذكية، ومنفذ يو.أس.بي للشحن.
وفضلا عن ذلك وفرت رينو في طراز ديو التحديثات عبر تقنية اتصال البيانات، وتوفير مساحة للتخزين تبلغ 700 لترا. ويتوقع ظهور السيارة في الأسواق نهاية العام القادم.
وتثري شركة ألباين، وهي الفرع الرياضي لشركة رينو، القطاع الكهربائي بالسيارة الاختبارية ألباين غلو، والتي تمهد الطريق لسيارة سوبر رياضية تعتمد على نظام الدفع الكهربائي الخالص.
وكشفت جيب عن سيارتها أفينغر الجديدة الصغيرة متعددة الاستخدامات تعمل بالبطارية من طراز ستيلانتيس، كأول مركبة كهربائية من الشركة الأميركية الشهيرة بإنتاج موديلات الطرقات الوعرة.