كتب : فضل مبارك
* اكتوبر فعل ثوري لا يتجزأ.. ولا يقبل القسمة على اثنين.
* اكتوبر سفر نضالي متواصل للانعتاق من كل شوائب الماضي نحو تجذير أفق وطني تمتد مساحته شاسعا لاحتواء واحتضان الباحثين عن الغد .. ظلا مشرقا .. حرية وتنمية وعدل ومساواة .
*٠ تتسابق هامات أبناءه الغيورين تعانق الشمس .. تغازل المستقبل .. ينقشون في الصخر بايديهم ليبقى فعل اكتوبر متوهجا..
* اكتوبر سيمفونية عشق لا تنتهي ونهر عطاء لاينضب .
* عندما نتذكر بعد نحو ستة عقود من الزمن الرعيل الأول ممن حملوا اكفانهم على اكفهم فداء للوطن وفي سبيل تحريره من سطوة المحتل ، ونتخيل معاناتهم وهم يخوضون غمار مرحلة الكفاح المسلح حفاة جوعى غير مبالين بأن كل مخاطر الموت تحيق بارواحهم ، فقط امامهم تتجلى راية نصر لوطن احبوه واخلصوا له .. وغايتهم أن ينعم هذا الوطن بالاستقلال وان يكسر ابناءه قيود الانعتاق ويستنشقون هواء الحرية .
* وحتى نقطع الطريق على مرضى النفوس من المتشككين بفعل اكتوبر .. فإننا نقول أنه بلاشك قد رافق مرحلة الثورة كثير من الأخطاء والسلبيات والتجاوزات ، ومنافق من ينكر ذلك أو يزعم أن فعل الثورة كان سليما مئة بالمئة ، لكن ينبغي النظر بالمقابل إلى الفعل الذي احدثته الثورة لعموم الناس من حرية وتنمية وعدل ومساواة في حدود امكانياتها كثورة ولدت في واقع ومحيط معاد لأي توجه ثوري وطني .
وفي ظل تجاذبات صراع دولي لايترك لك مجالا لتحقيق رغباتك وتطلعاتك كما تريدها . وبذلك فان من ينصبون أنفسهم اليوم قضاة لمحاكمة مرحلة فعل وانجاز ثورة 14اكتوبر وفق ظروف ومعطيات اليوم ، فهذا تعسف ، واذا كان من اجراء محاكمة أو تقييم لهذا الفعل فانه ينبغي ان يكون وفق ظروف ومعطيات تلك المرحلة ومارافقها من انقسامات دولية لدول العالم الثالث بين معسكري ( الراسمالية والاشتراكية ) .
ألا يستحق منا هذا “الاكتوبر ” أن نسكنه حنايا الضلوع وأن نهفو نحوه بابتسامة قلوب صافية تلغي احتقانات صراعات ماضينا الأليم.. ونتجه صوب تقوية روابط الإخاء والتراص.
٠ يقول الأجداد.. إن “اليد الواحدة لا تصفق”.. وكما قيل : تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا.. وإذا افترقن تكسرت آحادا”.
٠ أيها الثوار الأحرار.. إن اكتوبر كان وسيبقى قصة عشق لا تنتهي أبدا.
٠ في هذه اللحظات أتذكر أستاذنا في مادة اللغة العربية معهد 14 أكتوبر بالمعلا.. المغفور له بإذن الله الشاعر والأديب محمد مجذوب علي حينما طلب منا كتابة قصة /موضوع تعبير عن أبيات الشاعر العظيم محمود درويش التي أدركت اليوم معناها بعمق وفهمت مغزاها بمحتوى أكبر .. يقول الدرويش:
وأبي قال: ذات مرة
الذي ماله وطن
ماله في الثرى ضريح
ونهاني عن السفر ..
واجدها مناسبة للتذكير:
* الوطن يتسع للجميع.. وطن بحجم آمالنا وتطلعاتنا.. يحتضن كل أبنائه دون تمييز ، وطن لا يعرف الكره والبغضاء.. وطن لا يعرف غير لغة التسامح ولا يجيد سوى مفهوم التصالح..
اللهم أشهد