كريتر نت – متابعات
يزور الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان روسيا الثلاثاء للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بحسب الإعلام الإماراتي الرسمي، ليصبح واحدا من عدد قليل من قادة الدول الذين قاموا بزيارة مماثلة منذ العملية العسكرية في أوكرانيا.
وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الاثنين “يقوم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (…) غدا بزيارة إلى روسيا الاتحادية الصديقة يلتقي خلالها فخامة فلاديمير بوتين الرئيس الروسي”.
ومن المقرر أن يبحث الرئيس الإماراتي مع بوتين “علاقات الصداقة بين دولة الإمارات وروسيا وعددا من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك”.
وتأتي الزيارة بعدما اتفقت منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” وحلفاؤها في أوبك+، وعلى رأسها روسيا، الأسبوع الماضي على خفض كبير في حصص إنتاجها، رغم دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن للسعودية أخيرا إلى زيادة الإنتاج لمحاولة الحدّ من ارتفاع الأسعار.
وأعلن ممثلو الدول الـ13 الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وحلفاؤهم العشرة، خلال اجتماعهم في فيينا، خفضا كبيرا في حصص الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا اعتبارا من نوفمبر.
وأثارت هذه الخطوة غضب الولايات المتحدة، وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن “خيبة أمل من قرار أوبك+ قصير النظر”، خصوصا وأنها جاءت في وقت غير مناسب له، فيما يحاول السيطرة على ارتفاع الأسعار قبل انتخابات التجديد النصفي المقررة في نوفمبر، والتي ستحسم ما إذا كان الديمقراطيون سيحتفظون بسيطرتهم على الكونغرس.
ولطالما كانت الإمارات شريكا إقليميا إستراتيجيا لواشنطن، لكنها على غرار جيرانها الخليجيين الآخرين تحاول إيجاد توازن في علاقاتها مع تنامي روابطها السياسية والاقتصادية مع موسكو.
وبينما سارع العالم إلى إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، تجنّبت غالبية دول مجلس التعاون الخليجي الست، وخصوصا السعودية والإمارات، إدانة موسكو بشكل مباشر، داعية إلى حل سلمي.
وامتنعت الإمارات عن مشروع لإدانة روسيا في مجلس الأمن الدولي في الرابع والعشرين من فبراير الماضي. وأظهرت من خلال ذلك موقفا بعيدا عما تريده الولايات المتحدة، بالرغم من مساعي الأميركيين لإقناعها بالتصويت لفائدة مشروع القرار المعروض.
ويقول مراقبون إن الموقف في مجلس الأمن أخرج البرود الذي يطبع العلاقة بين الإمارات والولايات المتحدة إلى العلن، ويرتبط هذا البرود بعدة مواقف أميركية قادت إلى توسيع الشرخ بين البلدين، من ذلك الامتناع عن تسليم أبوظبي مقاتلات أف – 35، بالرغم من تعهد أميركي سابق بتنفيذ الصفقة والاتفاق على كل تفاصيلها.
كما لم يتقبل الإماراتيون طريقة تعامل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مع الهجمات الحوثية على مواقع في العاصمة أبوظبي، وما يوجهه ذلك من إشارات سلبية إلى الحوثيين لمعاودة الكرة، بالرغم من أن مستوى التحالف الوثيق بين البلدين كان يفرض أن تبادر واشنطن بالرد السريع بدل المراقبة.
ويعتقد المراقبون أن الإمارات أصبحت تسعى للتحرك وفق مصالحها وأنها لم تعد ملزمة بمراعاة موقف هذه الجهة أو تلك. يضاف إلى ذلك أن لديها مصالح وثيقة مع موسكو من خلال الشراكة الثنائية متعددة الأوجه، وخاصة تحالفهما في أوبك+ كمنتجين رئيسيين للنفط.
ولئن لم يتم التجاوب مع ضغوط بايدن لزيادة الإنتاج لأنها كانت ضغوطا سياسية ترتبط برضا المستهلك الأميركي، تفاعلت الإمارات تفاعلا جيدا مع طلب ألمانيا تزويدها بكميات من الغاز والديزل لتكون بديلا، ولو جزئيا، عن واردات النفط والغاز الروسية التي اتخذت الاقتصاد الألماني رهينة بسبب الحرب في أوكرانيا.
وقد توصّلت ألمانيا الساعية لتنويع مصادرها من الطاقة إلى اتفاقية مهمة مع الإمارات الغنية بالنفط والغاز الشهر الماضي، تنص على تزويد البلد الخليجي الدولة الأوروبية بالغاز المسال والديزل في 2022 و2023، وذلك خلال زيارة للمستشار أولاف شولتس إلى أبوظبي.
وزيارة الرئيس الإماراتي لروسيا هي ثالث زيارة خارجية له منذ انتخابه في منصبه في مايو الماضي بعد السعودية، حيث اجتمع بالرئيس الأميركي جو بايدن، وفرنسا.