كريتر نت – متابعات
أعرب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بعد نجاح وساطته في تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، عن استعداد المملكة “لبذل الجهود للوساطة بين كل الأطراف” لتسوية الأزمة الأوكرانية.
وأكد ولي العهد السعودي خلال اتصالين هاتفيين، بادر بهما مساء الخميس مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، استعداد المملكة لبذل كافة المساعي ودعم الجهود الرامية إلى الوصول إلى حلّ سياسي للأزمة بين روسيا وأوكرانيا.
وتشهد العلاقات السعودية – الروسية مؤخرا تطورا نوعيا وتناميا للثقة، وهو ما ترجمته الزيارات المتبادلة بين البلدين، والتي بدأت في التصاعد مؤخرا، كما تجلى في رفض المملكة زيادة إنتاج النفط رغم الضغوط الغربية، وخاصة من الولايات المتحدة.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس” أن “الرئيس بوتين قدم في بداية الاتصال شكره لولي العهد على مساهمته الفاعلة والمتميزة في إنجاح عملية تبادل الأسرى”.
وأكد ولي العهد السعودي استعداد المملكة لبذل كافة المساعي الحميدة ودعم كافة الجهود الرامية إلى الوصول إلى حل سياسي للأزمة.
ونوه بوتين بانضمام المملكة إلى منظمة شنغهاي للتعاون بصفة شريك حوار، مؤكدا تطلع الأعضاء إلى مساهمة المملكة الفاعلة في أعمال المنظمة وفقا لـ”واس”.
وبحث ولي العهد السعودي مع الرئيس الروسي “أوجه التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات”.
وقال الكرملين في بيان الخميس إن الجانبين “بحثا مسائل التنسيق الروسي – السعودي من أجل استقرار سوق النفط العالمية”.
وأضاف “أعطى الجانبان تقييما عاليا للجهود المبذولة في إطار أوبك+، وتم تأكيد عزمهما على مواصلة التمسك بالاتفاقات التي تم التوصل إليها”.
وأشار البيان إلى أن الأمير محمد بن سلمان أبلغ بوتين بأنه خلال منتدى أسبوع الطاقة الروسي الذي سيعقد في موسكو في 12 – 14 أكتوبر المقبل، سيكون للسعودية “تمثيل رفيع المستوى”.
وخلال تبادل الآراء بشأن جدول الأعمال الثنائي، جرى التأكيد على أن العلاقات التجارية والاقتصادية تتطور بوتيرة عالية، ويزداد التبادل التجاري ويتم تعزيز التعاون متبادل المنفعة بين البلدين في مختلف المجالات، وفقا للكرملين.
وأضاف أن الجانبين اتفقا على “مواصلة الاتصالات الثنائية”.
ويأتي اتصال الأمير محمد بن سلمان مع بوتين بعد ساعات على اتصال أجراه مع الرئيس الأوكراني، والذي أكد خلاله “استعداد المملكة للوساطة بين موسكو وكييف”.
وذكرت “واس” أن زيلينسكي أعرب في بداية الاتصال عن شكره لولي العهد السعودي على جهوده في عملية تبادل الأسرى، مقدرا للأمير محمد بن سلمان “قبوله دور الوسيط” ومنوها بـ”الدور المحوري للمملكة في منطقة الشرق الأوسط والعالم”.
وأكد ولي العهد السعودي “حرص المملكة ودعمها لكافة الجهود الدولية الرامية إلى حل الأزمة سياسيا، ومواصلتها جهودها للإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها”، مؤكدا “استعداد المملكة لبذل الجهود للوساطة بين كل الأطراف” وفقا لـ”واس” الرسمية.
وكتب زيلينسكي على تويتر “ناقشنا أمن الطاقة الأوكراني والتعافي في مرحلة ما بعد الحرب ومشروعات استثمار مشتركة”.
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها مساء الأربعاء “انطلاقا من اهتمامات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان واستمرارا لجهوده في تبني المبادرات الإنسانية تجاه الأزمة الروسية – الأوكرانية، وبفضل المساعي المستمرة له مع الدول ذات العلاقة، تم نجاح وساطته بالإفراج عن عشرة أسرى من مواطني المملكة المغربية، والولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، ومملكة السويد، وجمهورية كرواتيا”.
وقدمت السعودية في التاسع من أغسطس الماضي عبر مركز الملك سلمان للإغاثة، من خلال منظمة الصحة العالمية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات طبية وإيوائية للاّجئين الأوكرانيين بقيمة 10 ملايين دولار، تستهدف أكثر من مليون شخص.
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أكد في يونيو الماضي موقف السعودية بشأن الأزمة في أوكرانيا، والمبني على أسس القانون الدولي ودعمها للجهود الهادفة إلى التوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة.