كريتر نت – متابعات
يبحث الرئيس اللبناني ميشال عون مع اقتراب نهاية ولايته في الحادي والثلاثين من أكتوبر القادم عن إنجاز يتوج به عهده الذي لم يحقق خلاله أي انجاز يذكره اللبنانيون. ووجد عون في استعجال ملف تسوية الحدود البحرية مع إسرائيل منفذا، إلا أن خبراء يشككون في التوصل إلى اتفاق قبل نهاية العام الجاري.
ويعكس تبشير الرئيس اللبناني ميشال عون بقرب تسوية الخلاف بشأن الحدود البحرية مع إسرائيل استعجالا، قالت مصادر لبنانية إنه يندرج ضمن مساعي عون لإنجاز الاتفاق قبل نهاية عهدته الرئاسية التي تقترب من نهاياتها دون انجازات.
وقالت مصادر مطلعة على مفاوضات ترسيم الحدود، إن التسوية باتت قريبة بالفعل بعد تجاوز عدد من النقاط الخلافية، إلا أنها لن تكون قبل نهاية ولاية عون في الحادي والثلاثين من أكتوبر القادم وإنما قد تتأخر إلى نهاية العام الجاري.
وأضافت المصادر أن نقاطا فنية ما زالت عالقة تستوجب بعض الوقت للحسم فيها وهو ما يحرم الرئيس اللبناني من “إنجاز” يتوج به عهدته الرئاسية الخاوية من أي أثر قد يتذكره اللبنانيون.
ويتنازع لبنان وإسرائيل على منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومترا مربعا، وتتوسّط الولايات المتحدة في مفاوضات غير مباشرة بينهما لتسوية النزاع وترسيم الحدود.
ويأمل سياسيون لبنانيون في أن تساعد الموارد الهيدروكربونية المحتملة قبالة الساحل اللبناني في انتشال البلاد المثقلة بالديون من أعمق أزمة اقتصادية تواجهها.
ومن شأن الاتفاق أن يجلب أرباحا للبلدين من مخزونات الغاز الموجودة في المنطقة المتنازع عليها، الأمر الذي سيساعد لبنان في التخلص من أزمته الاقتصادية.
ووفق الاتفاق البحري المحتمل، ستحصل شركات طاقة دولية على حقوق البحث واستخراج الغاز الطبيعي، ومن ثمّ يتفق الطرفان على وسيط دولي سيحدد مستوى الأرباح التي ستحصل عليها كل دولة.
وفي أكتوبر 2020 انطلقت مفاوضات غير مباشرة بين بيروت وتل أبيب برعاية الأمم المتحدة بهدف ترسيم الحدود، وعُقدت 5 جولات كان آخرها في مايو 2021، ثم توقفت نتيجة خلافات جوهرية.
ومطلع يونيو الماضي استقدمت إسرائيل إلى حقل “كاريش” سفنا تابعة لشركة “إنرجين” اليونانية – البريطانية مخصصة لاستخراج الغاز، ما أثار اعتراض الحكومة اللبنانية كون المنطقة متنازعا عليها.
وأفادت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، نقلًا عن مصدر إسرائيلي، بأنّ “المفاوضات بين إسرائيل ولبنان حول الحدود البحرية يوجد فيها تفاؤل حذر بشكل خاص”، لافتًا إلى أنه “بالنسبة إلى طريقة المفاوضات، يمكن أن تتعقد الأمور وقد تؤدي إلى سوء تقدير مع حزب الله”.
وقال إنّ “استقرار لبنان ليس أمراً سيئاً بالنسبة إلينا”، مضيفا “سنستخرج الغاز بأسرع ما يمكن من منصة كاريش، وإذا حاول حزب الله اختبارنا سيدفع ثمنا باهظا”.
وبدورها، أشارت صحيفة “إسرائيل هيوم”، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي تعليقاً على أنباء عن إحراز تقدم في المحادثات الجارية بين إسرائيل ولبنان، “إننا نراقب وتبقى سياستنا سارية، سنبدأ في استخراج الغاز من كاريش بمجرد اكتمال الاستعدادات، وأي هجوم على منصة حفر الغاز سيؤدي إلى رد إسرائيلي”. واعتبر المسؤول أنه “على الرغم من التقدم، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به وعلى الحكومة اللبنانية اتخاذ قرار”.
ولفت المسؤول إلى أنه “لا يزال من غير الواضح متى سيبدأ الإنتاج الفعلي للغاز”، لكنه حذر حزب الله من أنه “سيرتكب حسابات خاطئة كبيرة إذا اتخذ إجراءات ضد نشاط التنقيب عن الغاز الإسرائيلي”.