علي رجب
تجددت الاشتباكات في محافظة شبوة بين قبائل المحافظة وميليشيات تابعة لجماعة الإخوان؛ لمحاولة الأخيرة السيطرة على حقول النفط في المحافظة؛ من أجل تأمين مصادر تمويلهم، وكذلك نهب خيرات اليمن، وإثارة أزمات عسكرية في اليمن الجنوبي، وإشغال التحالف العربي في بؤرة صراع جديدة، لإضعاف عملياته العسكرية في جبهات القتال ضد الحوثي.
.
واندلعت، الخميس، اشتباكات عنيفة بين ميليشيات الإخوان وقبائل شبوانية في منطقة العقلة على خلفية الرفض الشعبي لاستمرار هيمنة واستحواذ مافيا النفط والغاز على مقدّرات شبوة – بحسب شهود عيان. وتتكرر الاشتباكات كل أسبوع تقريبًا في شبوة، خاصة بمنطقة العقلة لرفض الأهالي وقبائل بلعبيد مخطط الإخوان (حزب الإصلاح) للسيطرة على النفط، وخيرات المنطقة لصالح مافيا التجار.
وكانت منطقة العقلة بمديرية عرماء شرقي شبوة قد شهدت، السبت الماضي، أعمال تقطع لقاطرات نقل النفط الخام من قطاع S2 في العقلة إلى قطاع 4 عياذ، وقامت بها أفراد اللواء 21 ميكا بهدف زعزعة أمن واستقرار المحافظة.
وتعتبر محافظة شبوة، جنوب اليمن، ذات أهمية جيوسياسية، فهي من أول المحافظات اليمنية التي رفضت الإعلان الدستوري للحوثيين في يناير 2015، كما أنها ترفض وجود جماعة الإخوان، إضافة إلى موقعها الجغرافي؛ حيث تقع على الحدود مع «مأرب»؛ ما يجعلها نقطة استراتيجية في تصدير النفط، وكذلك تهريب السلاح للحوثيين، كما تضم المحافظة أكبر مشروع اقتصادي في البلاد، يتمثل بمشروع ميناء «بلحاف» النفطي؛ ما يعني تحكم النخبة الشبوانية فى عمليات تصدير النفط الخام.
كما تنتج «شبوة» أكثر من 50 ألف برميل نفط يوميًّا، وهو ما يشكل هدفًا استراتيجيًّا لميليشيا الحوثي والإخوان، بالسيطرة على ثروات المحافظة. وتؤكد قوات النخبة الشبوانية المتخصصة في مكافحة الإرهاب، أن ميليشيات من تنظيم الإخوان الإرهابي والممول قطريًّا تخطط للسيطرة على آبار النفط في شبوة، فيما ذكرت تقارير يمنية، أن قبائل «لقيط والمقارحة» أعلنت النفير العام من أجل التصدي لمخططات ميليشيا الإخوان التي تسعى جاهدة إلى زعزعة استقرار وأمن شبوة.
من جانبه، قال القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، نزار هيثم: إن دلالة توقيت تحرك الإخوان يأتي بعد إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي، فك الارتباط عن الحكومة الشرعية، ودعوته للمؤسسات الانتقالية للسيطرة على مؤسسات الدولة في اليمن الجنوبي. وأضاف، في تصريح لـ«المرجع» أن الإخوان تهدف للسيطرة على منطقة «بيحان» الغنية بالنفط في محافظة شبوة؛ من أجل سرقة نفط الجنوب لصالح «إمارتهم» في «مأرب»؛ حيث يؤسس الإخوان دويلة لهم في «مأرب» لها جيش وتمويل كامل من التنظيم الدولي، وقطر، والحوثيين. وتابع القيادي الانتقالي، أن تحرك الإخوان يرتبط برفض أهالي شبوة محاولة الإخوان الحصول على قرار من الرئيس عبدربه منصور هادي بضم مديرية «بيحان» الغنية بالنفط إلى «مأرب»، لافتًا إلى أن أهالي شبوة وقبائلها وقوتها يقفون بكل قوة ضد مخططات الإخوان ومن ورائهم قطر، مشددًا على أن قوات النخبة الشبوانية تدرك وترصد مخططات الإخوان وسعيهم للسيطرة على نفط «بيحان» لدعم دويلتهم على حساب اليمن الجنوبي.
المصدر : اليوم الثامن