كريتر نت – متابعات
استأنفت الفعاليات الشعبية والقبلية تحركاتها في حضرموت للضغط على مجلس القيادة الرئاسي باتجاه إنهاء وجود المنطقة العسكرية الأولى في وادي وصحراء حضرموت، مدفوعة بشحنة معنوية قوية بعد النجاحات الأمنية التي تحققت في محافظتي شبوة وأبين المجاورتين.
وأنعشت النجاحات الأمنية التي حققتها ألوية العمالقة الجنوبية في محافظتي شبوة وأبين آمال سكان حضرموت المجاورة في إنهاء الوجود الإخواني في المحافظة الجنوبية الغنية بالنفط والغاز.
وتمكنت ألوية العمالقة الجنوبية وقوات دفاع شبوة من بسط نفوذهما على أبين في عملية خاطفة جرت دون قتال بعد إنهاء تمرد لقوات عسكرية موالية لحزب التجمع الوطني للإصلاح (الواجهة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين) في محافظة شبوة.
وشكلت هذه الانتصارات حافزا لسكان حضرموت للضغط مجددا باتجاه إنهاء وجود المنطقة العسكرية الأولى في وادي وصحراء حضرموت، حيث شهدت سيئون ثاني مدن المحافظة مساء الخميس مظاهرات احتجاجية تدعو فيها ألوية العمالقة إلى تحرك صوب محافظتهم.
وانطلقت المسيرة بمشاركة المئات من أبناء المديرية من أمام البوابة القبلية بحي السحيل بسيئون، ورفع المشاركون في التظاهرة علم دولة اليمن الجنوبي السابقة، وصورا لنائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي.
مبخوت مبارك بن ماضي: ندعو لتمكين قوات النخبة الحضرمية في حضرموت
وهتف المتظاهرون بشعارات تؤكد على أهمية تطبيق اتفاق الرياض، وتطالب برحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى، وتسليم أمن مدن وادي حضرموت لقوات النخبة الحضرمية.
وعبر الكثير من المشاركين في المسيرة عن رفضهم لعمليات الاستفزاز التي تقوم بها القوات الإخوانية بإنزال أعلام دولة الجنوب من الشوارع، مشيرين إلى أن هذه الخطوة تكشف حقيقة القوات المتواجدة في وادي حضرموت والأجندة المشبوهة التي ينفذونها.
ولطالما شكل إنهاء وجود المنطقة العسكرية الأولى أحد أبرز مطالب سكان حضرموت، بفعل التجاوزات والانتهاكات التي ما فتئت ترتكبها هذه القوات بحق المدنيين.
والمنطقة العسكرية الأولى هي قوات تضم ثمانية ألوية، محسوبة على حزب الإصلاح الإخواني، ولم تنخرط هذه القوات في أي قتال مع المتمردين الحوثيين خلال السنوات السبع من الحرب التي يشهدها اليمن، ما يعزز الشكوك في الدور الوظيفي الموجودة لأجله في الجنوب.
ويرى مراقبون أن التظاهرة التي شهدتها سيئون تعكس حجم الغضب الشعبي حيال هذه القوات في وادي حضرموت، وسط ترجيحات بأن تتوسع دائرة التحركات الإحتجاجية في الأيام القليلة المقبلة.
وجاءت التظاهرة عقب ساعات قليلة من تصريحات أدلى بها محافظ حضرموت الجديد مبخوت مبارك بن ماضي بشأن ضرورة إنهاء القوات الإخوانية في وادي حضرموت.
وأكد مبارك بن ماضي في كلمة ألقاها في لقاء تشاوري موسع عقدته قيادة الهبة الحضرمية الثانية في مدينة المكلا بقيادة الشيخ حسن الجابري على أن السلطة المحلية بالمحافظة تقف مع المصلحة العامة لحضرموت، وتساند مطالبها المشروعة، وتؤمن ببسط النخبة الحضرمية على كامل أراضيها.
وقال المحافظ في كلمته “جئنا لنؤكد أننا مع تغليب المصلحة العامة دون سواها، وأن السلطة المحلية ستقف على الدوام مع مطالب حضرموت لنيل حقوقها لما فيه مصلحة وتطوير المحافظة، ولتمكين قوات النخبة الحضرمية من بسط يدها على كل حضرموت، إيمانا منا بأن حضرموت لن يحميها إلا أبنائها، وأنها ستظل مرحبة بجميع أبناء الوطن، لكن أمنها لأبنائها”.
أحمد سعيد بن بريك: التوجه المقبل هو استعادة ما تبقى في حضرموت والمهرة
وجرى تعيين مبارك بن ماضي في وقت سابق من الشهر الجاري خلفا للواء فرج سالم البحسني، عضو مجلس القيادة الرئاسي، والذي كان يشغل هذا المنصب منذ العام 2017.
وأكد المحافظ بن ماضي أن السلطة المحلية تبارك اللقاء، وأي فعاليات بالتنسيق مع السلطة المحلية، لتوحيد الصفوف، ووحدة الكلمة، للوصول إلى الهدف المنشود وهو نيل حقوق حضرموت، وتحسين خدماتها، ومحاربة الفساد.
وكانت قيادة الهبة الحضرمية الثانية طالبت خلال اللقاء المجلس الرئاسي بإصدار قرار عاجل بشأن إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي وصحراء حضرموت وإحلال قوات حضرمية بدل تلك القوات.
وأكد الشيخ حسن الجابري على ضرورة تكاتف أبناء حضرموت حول المطالب الحضرمية، مشيرا إلى أن الحكومة ومجلس الرئاسة لم يقدما شيئا لحضرموت حتى اللحظة، فهما يأخذان من حضرموت ولا يقدمان لها شيئا، مشددا على ضرورة أن تكون الهبة شريكة للسلطة في مكافحة الفساد ومراقبة المال العام.
وطالب الجابري قيادة المجلس الرئاسي بإصدار قرار إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من حضرموت وتجنيد 25 ألف فرد من أبناء حضرموت لتأمين المحافظة، قائلا “كل ما نريده من المجلس الرئاسي إصدار قرار بإخراج هذه القوات من حضرموت حتى لا تصبح لها شرعية للتواجد على هذه الأرض، ونحن بعد ذلك بالتعاون مع ألوية العمالقة سنتولى مهمة إخراجها في حال تمردها على القرار”.
وعقد اللقاء وسط حضور جماهيري لفت ضم السلطة المحلية والمجلس الانتقالي الجنوبي وشخصيات حضرموت البرلمانية ومنظمات المجتمع المدني وشيوخ القبائل الحضرمية والمناصب ومختلف الشرائح الاجتماعية.
ويرجح متابعون أن تكون التظاهرات التي تشهدها حضرموت والمتوقع أن تتسع رقعتها، مقدمة لتحرك عسكري باتجاه إخراج المنطقة العسكرية الأولى في ظل التصريحات المتواترة من قادة المجلس الانتقالي التي تؤكد بأن حضرموت ستكون المحطة التالية بعد شبوة وأبين.
وصرح رئيس الجمعية الوطنية في المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء أحمد سعيد بن بريك في تغريدة على حسابه على تويتر الأربعاء “بعد انتصارات قواتنا الجنوبية المتوالية ضد التنظيمات الإرهابية والمتمردين الانقلابين في شبوة، في أبين.. التوجه المقبل، هو استعادة ما تبقى في حضرموت والمهرة، بقوة وصلابة وإرادة أبناء الجنوب، بقيادة المجلس الانتقالي”.