كريتر نت – متابعات
رحبت دول عربية وغربية ومنظمات دولية، بتمديد اتفاق الهدنة الأممية في اليمن، داعيه أطراف الصراع في البلاد إلى التزام بنودها.
ومساء أمس الثلاثاء، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، موافقة الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة الحوثي على تمديد الهدنة المتواصلة في البلاد منذ مطلع أبريل/ نيسان الماضي، شهرين إضافيين.
وجاء ذلك عقب حراكا دوليا فعالا، خلال الأيام الماضية، لدعم جهود المبعوث الأممي لتمديد الهدنة في البلاد التي كان مقررا انتهاؤها في 2 أغسطس الجاري.
هدنة دون ألتزام
وأفادت الحكومة اليمنية في بيان لها، أن “الهدف الرئيسي للهدنة هو إيقاف نزيف الدم اليمني بسبب الحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي الانقلابية وتسهيل حرية حركة المدنيين وحركة السلع والخدمات الإنسانية والتجارية في كل أرجاء البلاد”.
وأضافت أن”ذلك تحقق فيما يتصل بتسهيل السفر عبر مطار صنعاء ودخول المشتقات النفطية عبر موانئ الحديدة، إلا أن الحصار لا يزال مفروضا على مدينة تعز ولا يزال 4 ملايين نسمة من أبنائها يعانون ويل العقاب الوحشي الذي تفرضه جماعة الحوثي، رغم مرور أربعة أشهر منذ سريان الهدنة”.
فيما أكد المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام، في تغريدة، أن “جهود الأشقاء في سلطنة عمان أتاحت الفرصة لتمديد الهدنة”.
وقال عبد السلام: “نجدد التأكيد على أهمية قيام الأمم المتحدة بالعمل المكثف على صرف المرتبات وفتح المطار والميناء وإنهاء الحصار”. مضيفاً أن “هذه القضايا الإنسانية هي حقوق طبيعية للشعب اليمني، ومعالجتها عاجلا ضرورة للدخول في مراحل أكثر جدية وثباتا”.
وعلى الرغم من موافقة طرفي الصراع على تمديد هدنة إنسانية في البلاد مدة شهرين إلا أن جماعة الحوثي تواصل عدم الالتزام الكامل ببنود تلك الهدنة، خصوصاً عبر القصف الذي يودي بحياة مدنيين، إضافة إلى تعمّد إبقاء الحصار على تعز ورفض فتح الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة.
وتنص بنود الهدنة، على وقف إطلاق النار وفتح ميناء الحديدة، وإعادة تشغيل الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء، وفتح الطرق في مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ 2015.
ترحيب دولي وعربي
رحب الرئيس الأمريكي جو بايدن، بإعلان المبعوث الأممي تمديد الهدنة في اليمن لشهرين إضافيين، لكنه اعتبر بأنها غير كافية على المدى الطويل.
وقال بايدن أن الهدنة التي بدأت منذ خمسة أشهر، أدت إلى “فترة من الهدوء غير المسبوق في اليمن وأنقذت الآلاف من الأرواح، ووفرت إغاثة ملموسة لعدد لا يحصى من اليمنيين، مشيدًا بالعمل الجاد الذي أجراه مبعوث واشنطن الخاص لليمن تيم ليندركينج، الذي يعمل جنبًا إلى جنب مع المبعوث الأممي هانس جروندبرج.
ورحب الاتحاد الأوروبي بإعلان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس جروندبرج موافقة الأطراف على تمديد آخر للهدنة في اليمن، معتبراً أنها “أطول فترة من الهدوء النسبي في اليمن خلال أكثر من 7 أعوام، وقدمت فوائد ملموسة لليمنيين”.
وحث الاتحاد الأوروبي في بيان الأطراف على الإيفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بالهدنة والاستمرار في العمل بشكل عاجل نحو التنفيذ الكامل لجميع بنودها بما فيه ألوية فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى.
كما رحبت كلا من المملكة المتحدة وفرنسا وتركيا والسويد والنرويج وهولندا في بيانات منفصله، بقرار تمديد الهدنة في اليمن لشهرين إضافيين مؤكدين على ضرورة خفض التصعيد، والبحث عن سلام دائم باليمن.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية، عن ترحيب المملكة بتمديد الهدنة في اليمن لشهرين إضافيين، مشددة “أهمية التزام الحوثيين ببنود الهدنة وسرعة فتح المعابر في تعز لتخفيف المعاناة الإنسانية في تعز، وإيداع الإيرادات في البنك المركزي اليمني لصرف رواتب المدنيين”.
فيما أكدت الأردن مواصلة دعم جهود إنهاء الأزمة اليمنية عِبر حلٍ سياسيٍ يستند إلى المرجعيات المعتمدة المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم (2216)، وبما يُفضي إلى إنهاء الأزمة في اليمن، وتحقيق الأمن والاستقرار.
وأضافت أنها تُثمن كافة الجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، وتؤكد مواصلتها تقديم الدعم للبعثة الأممية لليمن التي تتخذ من العاصمة عمّان مقراً لها.
من جهته رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج، نايف فلاح مبارك الحجرف، بإلإعلان الأممي بتمديد الهدنة في اليمن لمدة شهرين مؤكداُ أن “الاتفاق على تمديد الهدنة يعكس الأهمية التي يوليها المجتمع الدولي للأزمة اليمنية”.
وعبرت منظمة أنقذوا الطفولة، ومنظمة أوكسفام البريطانية، ومجلس اللاجئين الدنماركي، والمجلس النرويجي للاجئين، عن ترحيبهم بتمديد الهدنة.
ردود متبانية
محلياً أثار قرار تمديد الهدنة الأممية، ردود فعل متباينة على منصات التواصل الاجتماعي في اليمن.
وقال الباحث السياسي عادل دشيلة على حسابة على تويتر إن “استمرار تمديد الهدنة دون الدخول في عملية سياسية لا يخدم السلام بل يساعد في تثبيت حكم المليشيات”.
وأضاف دشيلة إن”الإقليم والجماعات المسلحة المستفيد الأول من وراء هذا التمديد. وإذا لم تتحرك القوى السياسية والشعبية لوقف العبث الحاصل؛ فاليمن في طريقه للتشرذم المخيف،ونتائج ذلك ستكون وبالا على الجميع.
وعلق المغرد شهاب الحامد “تمديد الهدنة في اليمن للمرة الثالثة على التوالي ، هي رغبة حوثية وسيناريو اممي.. لو أن الحوثي لا يرغب في الهدنة لما اصر عليها المبعوث الاممي ولا وافق عليها الحوثي بلا شروط”.
بينما قال الصحفي فتحي بن لزرق إن “الطريقة التي تُدار بها الهدنة الإنسانية في اليمن انتصار ضمني للحوثيين، كل البنود المنفذة من الهدنة الأولى وحتى الأخيرة لصالح الجماعة وليس فيها بند واحد لصالح الشرعية.
وأضاف: “مايحدث لا صلة له بإي مسعى لتحقيق إتفاق سلام متكافئ لإنهاء الحرب،هي مكاسب للحوثيين تٌقدم بنظام التقسيط ليس الا”.
وكتب سفير اليمن لدى اليونيسكو محمد جميح -عبر حسابه على تويتر- إن “تمديد الهدنة مهم للمواطن اليمني الذي يريد أن يتنفس الصعداء، لكن أخطر ما في الأمر أن يستمر التمديد دون أفق سياسي، وهو ما سيكرس واقع التقسيم، باحتفاظ كلٍ بما تحت يده من أرض وموارد”.
وأشار جميح إلى أن الهدف من الهدنة هو الحل السياسي، وإذا غاب الحل مع استمرار تجديد الهدنة، فتلك وصفة حقيقية للتقسيم.
ومنذ نحو 7 سنوات، يعاني اليمن حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
وأودت الحرب، حتى نهاية 2021، بحياة 377 ألف شخص، وكبدت اقتصاد اليمن خسائر بـ126 مليار دولار، وبات معظم سكانه البالغ عددهم قرابة 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.