كريتر نت – متابعات
بين حين وآخر، تظهر إلى العلن ما يسمى بصراع الاجنحة الحوثية، وأبرزها (جناح صنعاء بزعامة بعض الأسر التي تدعي انتمائها للاسرة الهاشمية، وجناح صعدة، بزعامة أسرة الحوثي)، لكن ثمة صراع آخر يظهر بشكل متكرر وهو أكثر دموية وهو صراع “الطبقية” أو ما يعرف بطبقتي الحوثيين والمتحوثين، والأول يطلق على التابعين للجماعة الحوثية من ذوي الاصول السلالية والثاني لمن يقاتل معهم ولا ينتمي لذات الاصول.
مصادر مطلعة محلية وعسكرية أكدت لـ”الحرف28″ أن الصراع بين الحوثة والمتحوثين تصاعد مؤخرا بشكل كبير، خصوصا في الاجزاء التي تسيطر عليها الجماعة من محافظة تعز.
وأوضحت المصادر أن هناك خلافات داخلية بينية كبير، بين الطرفين وصلت إلى الاقتتال بينهما، ومن ذلك حالات اقتتال حدثت في مديرية شرعب السلام وآخرى في نقيل الإبل بضواحي تعز الجنوبية الشرقية..
السبت الماضي، تجددت تلك الخلافات بين حوثة مع متحوثين من اسرة المكردي اثناء مرور المتحوث اسامة المكردي في نقطة نقيل الابل بسيارته مع عائلته.
تروي المصادر ما حدث في تلك النقطة بالقول “قام احد افراد النقطة بتوقيف المتحوث المكردي وطلب منه تسليم سلاحه لكنه رفض، عندها قام فرد النقطة بلطم اسامه على وجهه واهانته أمام زوجته، اهانة نتج عنها قيام المتحوث اسامة باطلاق النار وأصاب الفرد ثم فر من المكان”.
وأضافت المصادر أن عناصر من المليشيا قامت بملاحقة المكردي وأثناء ذلك حدث اشتباك بينهما نتج عنه اصابة اثنين من افرد الحوثة بجروح وكذلك اصيب المكردي بطلقة نارية في قدمه، قبل أن يتم القبض عليه وتصفيته بطلقة نارية في الرقبة.
” حاول بعض المواطنيين اسعاف المكردي إلا أنه تم منعهم من قبل الحوثة واستمر ينزف حتى فارق الحياة”.
لم يتوقف الامر بتصفية الكردي، بل قامت مليشيا الحوثي بالتوجه إلى مدينة الصالح وانزلوا حملة مكونة من 20 طقما وقاموا بمحاصرة اسرة المكردي في قرية أُجِلة مديرية دمنة خدير، وبالمقابل تجمع افراد مسلحين من اسرة المكردي في الدمنة بسياراتهم واستمر الوضع متوترا لساعات عديدة”.
سبق ذلك، مقتل المدعو مشتاق محمد ناجي منصر الملقب بـ( الطاهش ) وهو من المقاتلين الحوثيين المعروفين ومشهور بالقتال معهم، وهو من بني وهبان شرعب السلام، ويعمل تحت قيادة القيادي الحوثي عبدالرحمن (شرارة)، وجاء مقتله في سياق صراع الطبقية الحوثية.
صراع الطبقية التي انتجها النظام الفكري السلالي للحوثيين لم يركز عليه كثيرا لكنه اكثر دموية من ذلك الذي يعرف بصراع الاجنحة والذي أودى بحياة العشرات من قياداتها وعناصرها.
وفيما تشير تقارير ومصادر متعددة إلى أن صراع الاجنحة أدى إلى تصفية عشرات القيادات من جناحي صعدة وصنعاء معظمهم من الاخير، فإن صراع الطبقية التمييزي العنصري يتجاوز عدد ضحايا الاجنحة بكثير، وفي الوقت ذاته، يعتبر ذات مخاطر كبيرة أبرزها تفكيك نسيج المجتمع وتقسيمه إلى طبقات تستبد بعضها البعض الآخر.