كريتر نت – العرب
أظهرت مسودة وثيقة الثلاثاء أن الاتحاد الأوروبي يستعد لوضع استثناءات في عقوباته على روسيا، بحيث يسمح بالإفراج عن أصول لبنوكها مرتبطة بتجارة الأغذية والأسمدة.
وتأتي الخطوة وسط انتقادات من زعماء أفارقة بشأن الأثر السلبي للعقوبات على التجارة والتي قد تكون فاقمت النقص الناتج بالأساس عن غزو روسيا أوكرانيا وحصار موانئها على البحر الأسود.
وبحسب شبكة يورو نيوز الأوروبية، فإن “وثيقة أوروبية أظهرت أن الاتحاد الأوروبي سيعدل العقوبات التي يفرضها على روسيا الأربعاء بحيث يسمح بفك تجميد بعض أموال البنوك الروسية والتي قد تكون مطلوبة لتخفيف الاختناقات في التجارة العالمية للمواد الغذائية والأسمدة”.
ديفيد بيسلي: إننا مضطرون لاتخاذ القرار المؤلم بخفض الحصص الغذائية للاجئين
ونقلت وسائل إعلام غربية عن دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي أن الدول الأعضاء “تريد أن توضح بجلاء أنه لا يوجد شيء في العقوبات يبطئ نقل الحبوب من روسيا أو أوكرانيا”.
ومقترح الاتحاد الأوروبي هو جزء من التحديث الأخير للعقوبات الأوروبية على روسيا والتي يتم التفاوض عليها من قبل الدول الأعضاء. ويتطلب موافقة جميع الدول الأعضاء لدخوله حيز التنفيذ وسيكون الاستثناء متاحا للبنوك الروسية المدرجة بالفعل في القائمة السوداء لعقوبات الاتحاد الأوروبي عندما “تكون هذه الأموال أو الموارد الاقتصادية، وفقا لمسودة الوثيقة، ضرورية لشراء أو استيراد أو نقل المنتجات الزراعية والغذائية، بما في ذلك القمح والأسمدة”.
وأطلق الجيش الروسي هجوما على أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير الماضي، تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو.
وتشترط روسيا لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعده الأخيرة “تدخلا” في سيادتها.
ويعتزم برنامج الأغذية العالمي خفض الحصص الغذائية للاجئين بما يصل إلى النصف، حيث يواجه أزمة جوع متفاقمة بسبب الحرب في أوكرانيا وقيود التمويل.
وقال المدير التنفيذي للبرنامج ديفيد بيسلي“إننا مضطرون لاتخاذ القرار المؤلم بخفض الحصص الغذائية للاجئين الذين يعتمدون علينا من أجل بقائهم على قيد الحياة”.
واقتربت أسعار المواد الغذائية من تسجيل مستوى قياسي مرتفع، بعد أن تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في انخفاض حاد لصادرات كييف الرئيسية، وهي الحبوب والزيوت النباتية.
وذكر البرنامج التابع للأمم المتحدة أن اللاجئين الذين يعيشون في إثيوبيا وكينيا وجنوب السودان وأوغندا هم الأكثر تضررا من خفض الحصص الغذائية.
وخفض برنامج الأغذية العالمي بالفعل بشكل كبير حصص الإعاشة للاجئين على مستوى عملياته.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) إن تراجع صادرات القمح والسلع الغذائية الأخرى من أوكرانيا وروسيا يدفع ما بين 11 مليونا و19 مليون شخص لبراثن الجوع خلال العام المقبل.
◙ أوروبا ستعدل العقوبات بما يسمح بفك تجميد أموال البنوك الروسية والتي قد تكون مطلوبة لتخفيف الاختناق في تجارة الغذاء
وتسبب الصراع في أوكرانيا في أزمة غذاء عالمية، مع ارتفاع أسعار الحبوب وزيوت الطهي والوقود والأسمدة. وتزوّد روسيا وأوكرانيا العالم بما يقرب من ثلث إمدادات القمح، في حين أن روسيا هي أيضا مُصدر رئيسي للأسمدة وأوكرانيا مورّد أساسي للذرة وزيت دوار الشمس.
وقالت الفاو أيضا في تقرير إن زيادة تكلفة المستلزمات الزراعية مثل الأسمدة يمكن أن تثني المزارعين عن التوسع في الإنتاج وتفاقم الأمن الغذائي في البلدان الفقيرة التي تتحمل فواتير استيراد كبيرة.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الجمعة أن “وثيقة نهائية” ستكون جاهزة قريبا للسماح بتصدير الحبوب من أوكرانيا بعد مفاوضات جرت هذا الأسبوع في تركيا بمشاركة موسكو وكييف وأنقرة والأمم المتحدة.
وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف في فيديو بثه مكتبه إن “اقتراحات روسيا حصلت على دعم جميع المشاركين في المشاورات وقريبا جدا ينتهي عمل تحرير الوثيقة النهائية بعنوان ‘مبادرة البحر الأسود’”.
واعتبر أن الإجراءات التي اقترحتها موسكو يجب أن تمنع “استخدام سلاسل التوريد المعنية لمد نظام كييف بالأسلحة”. ولم يقدم تفاصيل أخرى.
وأُعلن الأربعاء عن تقدم كبير لكن دون الكشف عن تفاصيل بشأنه بعد اجتماع للخبراء العسكريين في إسطنبول حول أزمة الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية.