كريتر نت / اليوم الثامن
قال وفد حكومي إن الطرفين المتحاربين في اليمن يأملان في تقديم قوائم نهائية بأسماء سجناء للأمم المتحدة بعد محادثات في عمان الخميس، وذلك في إطار اتفاق لتبادل السجناء.
وتسعى الأمم المتحدة لتنفيذ عملية التبادل بالإضافة إلى اتفاق سلام في مدينة الحديدة لتمهيد الطريق لجولة ثانية من المحادثات تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة أربعة أعوام وراح ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى.
ورغم التقدم في ملف السجناء، فلا تزال الأمم المتحدة تجد صعوبة في تنفيذ عملية سحب القوات من الحديدة، وهي ميناء يمثل شريان الحياة لملايين اليمنيين، في ظل انعدام الثقة بين جميع الأطراف.
وتبادلت حركة الحوثي المتحالفة مع إيران والحكومة اليمنية المدعومة من السعودية في الـ11 من ديسمبر قوائم تضم أسماء نحو 15 ألف سجين.
ويتعين على كل منهما أن يسلم أي ملاحظات بخصوص قوائم الطرف الآخر وأن يقدم رده على النسخ النهائية ويوقعها ويسلمها للأمم المتحدة والصليب الأحمر اللذين سيشرفان على عملية التبادل.
وقال هادي هيج رئيس الوفد الحكومي “نحن في مرحلة الملاحظات لكن هناك نواقص في الإفادات هي الآن تحت الدراسة”.
وذكر معين شريم، نائب مبعوث الأمم المتحدة لليمن إن الاجتماع الفني غلبت عليه “أجواء إيجابية”.
وكان تبادل السجناء واحدا من أقل القضايا إثارة للخلاف ضمن إجراءات بناء الثقة خلال محادثات السلام التي رعتها الأمم المتحدة الشهر الماضي في السويد.
وعقدت هذه المحادثات في ظل الضغط الغربي لإنهاء الصراع الذي خلف 15.9 مليون يمني في مواجهة جوع شديد.
وقال عبدالقادر مرتضى الذي رأس وفد الحوثيين إن الجانبين اتفقا على عقد جولة أخرى من المحادثات لحل القضايا التي تعوق تنفيذ الاتفاق. ولم يحدد متى ستعقد هذه الجولة. وتضع الحرب الحوثيين في مواجهة قوات يمنية يدعمها تحالف عربي يحاول إعادة حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى السلطة بعد الإطاحة بها من العاصمة صنعاء في 2014.
وأصبحت الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون ويحتشد على مشارفها آلاف من قوات التحالف، محور الحرب العام الماضي، الأمر الذي أثار مخاوف من أن هجوما شاملا قد يقطع خطوط الإمداد ويؤدي إلى مجاعة واسعة النطاق.
ووافق مجلس الأمن الدولي الأربعاء على نشر ما يصل إلى 75 مراقبا في المدينة، المطلة على البحر الأحمر والتي تدخل منها معظم واردات اليمن التجارية والمساعدات، لمراقبة الهدنة وسحب قوات الجانبين.
وصمد وقف إطلاق النار إلى حد بعيد لكن سحب القوات تأجل بسبب خلافات بشأن من سيسيطر على المدينة.
ولم يتغير الوضع على جبهات القتال فيما ظل الطريق من المدينة إلى صنعاء مغلقا، الأمر الذي يعرقل توزيع البضائع في شمال اليمن. وتعهد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في برلين بتقديم 4,5 مليون يورو (نحو 5,1 مليون دولار) كمساهمة أولية في صندوق جديد لدعم عملية السلام في اليمن.
وقال ماس “إذا لم نتمكن من إنهاء هذا النزاع بشكل نهائي، فإن تهديد كارثة انسانية يتحقق”. وأضاف أن “المهم الآن هو استغلال هذه الفرصة ربما الصغيرة ولكن الحقيقية للعمل على ضمان أن يكون الدعم الدولي لعملية السلام بناء ومرن قدر الإمكان”.
لكن في إشارة إلى أنه لا زال هناك الكثير مما ينبغي عمله قبل أن تبدأ مفاوضات سلام رسمية، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن مارتن غريفيث الأسبوع الماضي إن جولة ثانية مقررة من المفاوضات بين الحكومة اليمنية والمتمردين أجلت إلى شهر فبراير.
وقال غريفيث الأربعاء إنه متفائل بحذر. وأضاف أنه فوجئ وسعد بأن الهدنة صمدت في الحديدة حتى الآن على الرغم من مراقبة الأمم المتحدة “الضعيفة للغاية”، آملا أن تستمر حتى تنتشر بعثة المراقبة الجديدة.