كريتر نت – متابعات
أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، الثلاثاء، الموقف اللبناني الموحد ببدء التنقيب عن النفط من دون التخلي عن حقه في ثرواته.
جاء ذلك خلال اجتماع ميقاتي الثلاثاء في السرايا الحكومية مع أموس هوكشتاين ، الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، بحضور سفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا، وفق “الوكالة الوطنية للإعلام”.
وطبقا للوكالة، تم إبلاغ الموفد الأميركي بالموقف اللبناني الموّحد من مسألة ترسيم الحدود والحرص على استمرار الوساطة الأميركية.
وأشارت الوكالة إلى أنه تم التأكيد أن مصلحة لبنان العليا تقتضي البدء عملية التنقيب عن النفط من دون التخلي عن حق لبنان بثرواته كافة.
بدوره، بحث قائد الجيش اللبناني جوزيف عون مع الوفد الأميركي موضوع ترسيم الحدود البحرية.
وأعلن الجيش اللبناني، عبر موقعه على “تويتر”، أن العماد عون استقبل في مكتبه هوكشتاين ، في حضور السفيرة دوروثي شيا، “وتناول البحث موضوع ترسيم الحدود البحرية”.
وجدّد العماد عون “موقف المؤسسة العسكرية الداعم لأي قرار تتّخذه السلطة السياسية في هذا الشأن، ومع اي خط تعتمده لما في ذلك من مصلحة للبنان”.
ووصل الوسيط الأميركي إلى بيروت الإثنين لبحث مسألة استكمال المفاوضات غير المباشرة للترسيم، وتستمر زيارته يومين يلتقي خلالها كبار المسؤولين اللبنانيين.
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال قد دعيا هوكشتاين للحضور إلى بيروت للبحث في مسألة استكمال المفاوضات، وذلك بعد دخول سفينة وحدة إنتاج الغاز الطبيعي المسال التابعة لشركة “إنرجيان باور” اليونانية في الخامس من يونيو الحالي حقل ” كاريش” ضمن المنطقة المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل عند الحدود البحرية الجنوبية.
وكان ثلاثة مسؤولين لبنانيين قالو الاثنين إن لبنان يستعد لتقديم حل وسط للمبعوث الأميركي لإزالة الخلاف مع إسرائيل بشأن موارد الغاز البحري.
وتقول إسرائيل إن كاريش يقع داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة، بينما يقول لبنان إن الحقل يقع في مياه متنازع عليها وينبغي عدم تطويره قبل أن يختتم البلدان محادثاتهما غير المباشرة لترسيم حدودهما البحرية.
وفشلت تلك المحادثات العام الماضي بعد أن وسع لبنان المساحة التي يطالب بها بنحو 1400 كيلومتر مربع في المنطقة المتنازع عليها من الحدود المعروفة باسم “الخط 23” جنوبا إلى “الخط 29” بما في ذلك جزء من حقل كاريش.
وللتغلب على ذلك الوضع اقترح هوكشتاين في حينه مبادلة ميدانية من شأنها إنشاء حدود على شكل حرف إس بدلا من خط مستقيم، لكن لبنان لم يوافق رسميا على الاقتراح، بحسب مصادر رسمية.
ويصر لبنان على استئناف المحادثات غير المباشرة، لكنه لم يعلن بعد ما إذا كان سيلتزم بالخط 29 كنقطة انطلاق لتلك المفاوضات.
وتعتبر الولايات المتحدة أن الخط 29 “لن يقود إلى حل”، وفقا للمصادر.
وقال ثلاثة مسؤولين لبنانيين ان المبعوث الاميركي على دراية بالعملية الداخلية لوضع اللمسات الأخيرة على الموقف الحكومي من الأزمة إن لبنان سيتخلى عن مطالباته بالخط 29.
وكانت المصادر قالت إن الرئيس ميشال عون سيقترح على الوسيط الاميركي”الخط 23 بالإضافة إلى المزيد قليلا”.
وحدد أحد المسؤولين أن موقف عون سيكون المطالبة بالخط 23 بالإضافة إلى 300 كيلومتر مربع التي تشمل حقل قانا، لكن ليس كاريش.
وقال اثنان من المسؤولين إن عون سيطالب باستئناف المحادثات غير المباشرة في أسرع وقت ممكن وبأن توقف إسرائيل جميع الأعمال في كاريش لحين انتهاء المفاوضات.
وقال النائب مارك ضو، الذي زار عون الاثنين ضمن مجموعة من البرلمانيين المستقلين، إن الرئيس أبلغ النواب بأنه “لا يمكنه الإصرار على الخط 29” كنقطة انطلاق.
وأضاف ضو “أبلغنا الرئيس عون أن لبنان ليس لديه الأسس الفنية لبناء قضية للخط 29 لأن الحكومات السابقة فشلت في تقديم وثائق رسمية للحفاظ على هذا الموقف”. وقال آلان عون، النائب عن التيار الوطني الحر الذي أسسه الرئيس، إن لبنان سيقدم “عرضا مضادا” لاقتراح هوكشتاين لكنه لم يذكر تفاصيل.
والتقى هوكشتاين بوزير الطاقة المؤقت وليد فياض ونائب رئيس البرلمان إلياس بو صعب اليوم الاثنين، لكنه لم يدل بتصريحات علنية.